سحنة الاحتلال لا تتغير الا في الاتجاه الابشع



رغم نتائجها الكارثية المأساوية فان تاريخ اسرائيل مليء بالحروب العدوانية
فأمس الخميس الخامس من حزيران، تصرم واحد وأربعون عاما، منذ الحرب العدوانية التي شنتها اسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة الامريكية وعدد من الدول الامبريالية والصهيونية العالمية على ثلاث دول عربية للاستيلاء على اراضيها وللاطاحه بالنظامين التقدميين في مصر وسوريا ولتثبيت اسس الاستعمار في الشرق
الاوسط والحقيقة الساطعة التي لا يمكن تجاهلها ان موقف الاتحاد السوفييتي مع عدد من الدول الاشتراكية الاخرى ساعد على وقف العدوان الاسرائيلي بتحذيره اسرائيل اذا واصلت عدوانها بأنه سيتخذ كل ما هو ضروري لاخماد نيران الحرب العدوانية ولاحلال السلام.
وتصادف اليوم الجمعة السادس من حزيران، ذكرى مرور 26 عاما على الحرب العدوانية التي شنتها اسرائيل على لبنان وحصار بيروت واقتراف المجازر الرهيبة، خاصة في صبرا وشاتيلا وذلك لضرب التشكيلات الفلسطينية والفصائل القتالية للقوى الوطنية اللبنانية ولتعزيز مواقع القوى اليمينية.
ان تاريخ اسرائيل مليء بالحروب العدوانية وهو حصيلة لسياستها الحربية التوسعية
ولرفضها التخلي عن الاراضي المحتلة وعن خدمة السيد الامريكي الامبريالي الذي
يرفض التخلي عن سياسة الهيمنة وقمع حركات التحرر الوطني مؤكدا ان الامبريالية
تمتاز وبناء على ممارساتها بقوة كرهها للسلام وعدم محبته اطلاقا وانما تسعى
دائما وتتوق بقوة وضراوة للعنف والحروب والقمع وبناء على التاريخ فالامبريالية
مسؤولة عن كل الحروب التي نشبت في العالم على مدى التاريخ واسرائيل جزء من تلك الامبريالية وتتباهى بخدمتها العدوانية وان تكون مخلبا من مخالبها.
لقد بلغ الغرور بحكام اسرائيل بعد انتصارهم في حرب حزيران العدوانية على ثلاثة
جيوش عربية ان نشروا الاوهام بان اسرائيل دولة عظمى يستحيل قهرها وصرح موشيه ديان في حينه انه مستعد لمحاربة الاتحاد السوفييتي ولكن جاءت حرب تشرين اول في عام 1973 وبددت خرافة تفوق اسرائيل العسكري المطلق وبينت ان الجيوش العربية قادرة تماما على محاربة الجيش الذي لا يقهر والذي انسحب تماما من جنوب لبنان تحت ضربات حزب الله، فكيف سيكون حاله اذا اجتمعت الدول العربية معا وكورت قبضتها الموحدة في وجه حكام اسرائيل؟ ويخطئ حكام اسرائيل اذا اعتقدوا ان الرؤساء والملوك العرب سيظلون بمثابة حجارة شطرنج في ايدي السيد الامريكي الى الابد. وليعتبروا من ان خسائرهم في حرب 5\6\1967 العدوانية كانت قليلة حيث قتل اقل من تسعمائة جندي. بينما في حرب تشرين اول عام 1973 تجاوز عددهم عشرة آلاف جندي هذا غير الجرحى والمشوهين. ان حكام اسرائيل اعداء للسلام العادل ونتائج ذلك وخيمة، ففي حينه حاكموا داعية السلام ايبي نتان، بينما صفحوا عن السفاح الراب ليفينجر وحظي بالشرعية البرلمانية بوصوله الى الكنيست بافكاره الفاشية.
وتتجسد خطورة نهجهم العدواني انهم في حرب تشرين اول عام 1973 كانوا على استعداد لاستخدام السلاح النووي، ولكن نظرا لانعطاف العمليات الحربية لصالح الجيش الاسرائيلي لم يجر استخدام القنابل الذرية، ومصيبة هؤلاء الحكام انهم يريدون السلام والاحتلال والاستيطان، رافضين تذويت حقيقة ان هذا مستحيل جمعه في سلة واحدة، ويرفضون استيعاب وتذويت الحقيقة التاريخية ان الثالوث الدنس الامبريالي الصهيوني الرجعي العربي، المسيطر حاليا ومنه المصائب والكوارث على كافة الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، نهايته الى زوال وان الخداع ينكشف وان طال عهده والاخضاع لا يمكن ان يدوم لان الزمن دوار والقوة تنهار وتتفتت، ولكن الحب والاحترام المتبادل والصداقة الحقيقيه والتعاون من اجل الخير وحسن الجوار والتعايش السلمي ونبذ العداوات هم الاطول عمرا والانجح. وان السلام العادل بكل بساطة هو السلام الدائم وأول متطلباته التخلي عن احلام الحرب والتوسع والكف عن القتل والتدمير والاستيطان والقمع، وان الامن لا يحميه الحصار والاحتلال ولا مصادرة الارض ولا مصادرة السلام والحرية وان اجراءات الاحتلال اليومية الهمجية البشعة بمثابة وصفات سريعة لانعدام الامن ولتفجر الاوضاع وان الامن الحقيقي يكمن في الاعتراف بحقوق الشعب العربي الفلسطيني الشرعية وانهاء الاحتلال وبالتعايش السلمي بين الشعبين في دولتين مستقلتين الواحدة بجانب الاخرى وبناء على الواقع الملموس تختلف الاحزاب التي تشكل الحكومة والاحزاب اليمينية الصهيونية وليست في الحكومة، حول اشكال ممارسة سياسة احتلالية عدوانية ولكن مضمون تلك الاحزاب واهدافها واستراتيجياتها تبقى واحدة، وهي دولة يهودية نظيفة من العرب، ومواصلة الاحتلال الكارثي فاغلاق قطاع غزة وتحويله الى سجن كبير وتشديد ممارسات القمع وتضييق الخناق على الفلسطينيين لا يمكن ان يدعم عملية السلام ولا الامن ولا حسن الجوار ويجري تشديد تلك الممارسات الوحشية الهمجية حاليا بالذات لاهداف انتخابية ولكسب رضا اليمين وزيادة نفوذه وبالتالي اخطاره.
ان سحنة الاحتلال الوحشية لا تستطيع ان تتغير الا في اتجاه واحد وهو ان تصبح
اشد بشاعة وقسوة وهمجية وضراوة ولكي يتخلص الشعب الاسرائيلي من قيود الاحتلال التي تضغط على عنقه نفسه، عليه تبني برنامج الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، لانه الوحيد الواقعي الذي يضمن السلام العادل والدائم والامن الدائم والثابت والتعاون بين ابناء الشعبين من اجل مستقبل افضل يطوون فيه صفحات الحروب والاحقاد والدم ويفتحون صفحات الحياة والمحبة والصداقة والتعايش السلمي المشرقة والتعاون لما فيه مصلحة الجميع.

سهيل قبلان
الجمعة 6/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع