*النائب بركة يحل ضيفا في البرتغال على حركة مناصرة للشعب الفلسطيني، رئيسها الفخري الكاتب العالمي جوزيه ساراماغو * ساراماغو يوجه انتقادات لاذعة لمواقف الدول العربية من القضية الفلسطينية *لقاءات حارة مع الحزب الشيوعي البرتغالي وقوى اليسار التقدمي*
عاد في الأيام الأخيرة إلى البلاد النائب محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، قادما من البرتغال وإسبانيا، حيث كان الضيف المركزي في نشاطات بمناسبة الذكرى الستين لنكبة شعبنا الفلسطيني، إلى جانب سلسلة من اللقاءات السياسية.
وكانت زيارته إلى البرتغال بدعوة من الحركة من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، ومن أجل السلام في الشرق الأوسط التي أقيمت قبل نحو عام بمبادرة من كوكبة من المناضلين البرتغال، الذين نقشت أسماؤهم بأحرف من نور في المعركة ضد الفاشية والدكتاتورية، ويتولى رئاستها الفخرية الكاتب العالمي الحاصل على جائزة نوبل للآداب جوزيه ساراماغو، المقرب من الحزب الشيوعي البرتغالي واليسار عموما.
وكان الحدث المركزي، ندوة واسعة في أحد مسارح العاصمة لشبونة، حول مرور 60 عاما على نكبة الشعب الفلسطيني، تكلمت فيها رئيسة الحركة من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، ايزابيا الفيرو ماغالاس، وماريو رويفو، وسفيرة فلسطين في البرتغال د. رندة النابلسي، وعضو البرلمان الأوروبي عن اليسار الموحد، ميغيل بورتاس، والأكاديمي الأميركي البرتغالي ألان ستويليروف، وهو يهودي الأصل، والنائب في البرلمان البرتغالي برونو دياس، عن الحزب الشيوعي البرتغالي ولجنته المركزية.
وقام اثنان من كبار فناني البرتغال، ماريا دوسي غويرا وجاو دافيلا بقراءة باقة قصائد للشاعر محمود درويش مترجمة للبرتغالية، ويذكر في هذا السياق أن النائب الشيوعي دياس شمل في كلمته أبياتا شعرية من قصائد الشاعر الراحل توفيق زياد.
وافتتحت الأمسية بكلمتين من النائب محمد بركة، والكاتب الكبير ساراماغو، الذي عبر عن استهجانه الشديد من عدم وجود موقف رسمي عربي حازم للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ووجه انتقادا لاذعا للدول العربية، خاصة وأن عددا من السفراء والدبلوماسيين العرب كانوا حاضرين في الامسية.
وقال ساراماغو، إنه طالما يوجد فلسطيني واحد مشرّد، فإن الكارثة لا تنتهي، مستعملا مصطلح يودو نازي، "النازية اليهودية"، في وصفه لجرائم الاحتلال، كما دعا إلى إخراج إسرائيل من الأمم المتحدة، لأن جرائمها لا تليق بأن تكون من ضمن أسرة الشعوب.
من جهة أخرى هاجم ساراماغو، الذي تعدى عمره 85 عاما، الدور الإمبريالي، وخاصة الولايات المتحدة، في دعم الاحتلال الإسرائيلي، وطالب أبناء الشعب البرتغالي بالخروج لنصرة الشعب الفلسطيني.
وتوقف ساراماغو أكثر من مرّة في كلمته للإشادة بمواقف النائب محمد بركة.
*لقاءات برلمانية*
وزار النائب محمد بركة البرلمان البرتغالي حيث التقى كل على حدة رؤساء غالبية الكتل البرلمانية، وهم: كتلة الحزب الشيوعي، وكتلة الحزب الاشتراكي الحاكم وكتلة اليسار الموحد وكتلة حزب الخضر، واتسمت هذه اللقاءات بالتوافق الكبير، وخاصة في ما يتعلق بتصعيد المعركة للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
كما التقى النائب بركة رئيس البرلمان من الحزب الاشتراكي الحاكم، إلا أن هذا اللقاء اتسم بالحدة، بسبب المواقف المتشنجة التي أبداها رئيس البرلمان، الذي دعا إلى اللقاء رئيس اللوبي للصداقة الإسرائيلية البرتغالية، وهو نائب يميني متطرف، الأمر الذي دعا النائب بركة لطرح ملاحظات واضحة في ما يتعدى بروتوكول الجلسة.
*لقاءات بلدية ونقابية*
وخلال زيارته إلى لشبونة، قام النائب بركة بزيارة إلى بلدية العاصمة، حيث استقبله رئيس المجلس البلدي الذي قدم له ميدالية البلدية، كما زار مدينة ألمادا القريبة من لشبونة حيث كان ضيفا على بلديتها التي تتولى رئاستها الرفيقة ماريا اميليا دي سوسا، عضوة الحزب الشيوعي البرتغالي، حيث جرى استقبال حار، أعقبته ندوة مفتوحة في المركز الثقافي البلدي، شارك فيها إلى جانب النائب بركة سفيرة فلسطين د. رندة النابلسي.
واجتمع النائب بركة في مقر النقابات العمالية، التابعة للحزب الاشتراكي، ي وجي تي، مع رئيس هذه النقابات، حيث جرى التداول في ملامح هجمة رأس المال، والخصخصة، على الطبقات الفقيرة في البرتغال وإسرائيل.
وأجرى النائب بركة العديد من اللقاءات مع وسائل الإعلام البرتغالية، ومن بينها لقاءات مع صحف بارزة، وآخر لواحد من أهم البرامج التلفزيونية، الذي يقدمه الصحفي البارز نونو ريغيرو.
*لقاء مع قيادة الحزب الشيوعي البرتغالي*
وزار النائب بركة مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي البرتغالي، حيث عقد لقاء مطولا مع قيادة الحزب وتبادل الطرفان رؤيتهما حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السائدة في البلدين، إلى جانب القضايا السياسية العامة في الشرق الأوسط والعالم عامة.
واستعرض الرفاق البرتغاليون الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية في البرتغال واتساع الفجوات بين الأغنياء والفقراء، إلى جانب سياسة الحكومة التي تمس بالحريات الديمقراطية، وأكدوا على دور الحزب الشيوعي المعارض، في النضالات العمالية والنقابية والاجتماعية، ووجه الرفاق البرتغاليون دعوة للحزب الشيوعي الإسرائيلي لإرسال وفد عنه للمشاركة في المؤتمر الثامن عشر الذي سيعقد في شهر تشرين الثاني القادم.
من جهته استعرض النائب بركة الهجمة الرأسمالية على حقوق الطبقات المسحوقة في إسرائيل، وتوقف عند الأوضاع السياسية في إسرائيل والمواقف الأميركية الإسرائيلية التي تستهدف القضاء على كل أفق للسلام، إلى جانب الممارسات الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني.
وتوقف بركة عند سياسة التمييز العنصري ضد جماهيرنا العربية التي تمارسها الحكومات الإسرائيلية منذ 60 عاما.
هذا ودعا النائب بركة الحزب الشيوعي البرتغالي للمشاركة في احتفالات الحزب الشيوعي الإسرائيلي بمناسبة 90 عاما على تأسيسه في السنة القادمة.
ويذكر ان زيارة النائب بركة للبرتغال قد بدأت بلقاء مع قيادة الحركة من أجل حقوق الشعب الفلسطيني والسلام في الشرق الأوسط، حيث جرى حوار موسع ومعمق في عدد من القضايا التي تخص حقوق الشعب الفلسطيني والوضع في إسرائيل.
كما أقامت سفيرة فلسطين د. رندة النابلسي حفل استقبال في منزلها حضره العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية، من الأوساط المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني.
*ندوة في مدريد*
هذا وقام النائب بركة بزيارة قصيرة إلى العاصمة الإسبانية مدريد، في طريق عودته إلى البلاد، حيث شارك في ندوة تحت عنوان: 60 عاما من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي- النكبة الفلسطينية"، وشارك فيها مئات الطلاب الإسبان، وحوالي عشرة سفراء معتمدين في العاصمة الإسبانية.
وبادرت إلى هذه الندوة، دائرة العلاقات الدولية في كلية الإعلام في جامعة كوملوكيزي في مدريد، بالاشتراك مع سفارة فلسطيني في إسبانيا، وافتتح الندوة مرحبا بالنائب بركة، السفير الفلسطيني موسى عودة، وأدار الندوة البروفيسور الفلسطيني إسماعيل أبو وردة.
وقدم النائب بركة مداخلة موسعة، ثم رد على أسئلة الحضور التي تركزت بالأساس حول معاناة الشعب الفلسطيني وآفاق التحرر والسلام.
هذا وفي جميع اللقاءات والندوات، أكد النائب بركة على الثوابت الشرعية للشعب الفلسطينية، وعلى عدوانية السياسة الإسرائيلية وربيبتها الإدارة الاميركية ضد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، كما ركز بشكل خاص على الدور المطلوب لقوى التحرر والتقدم في العالم، وبشكل خاص في أوروبا، من أجل بلورة رأي عام ضاغط على الحكومات الأوروبية، لتناصر الحق الفلسطيني.
تقرير خاص بـ"الاتحاد"
الجمعة 6/6/2008