موفاز ينطق كفرًا!!
اصبح من المرجح ان يجري تقريب موعد الانتخابات، فالمفاوضات السرية والعلنية تجري بين مختلف الاحزاب لتحديد موعد الانتخابات البرلمانية، ويجري الحديث عن عقد جلسة للكنيست من المحتمل ان تعقد في الثامن عشر من هذا الشهر للتصويت على قانون تقديم موعد الانتخابات في القراءة التمهيدية. ويجري حراك مكثف داخل حزب ايهود اولمرت كاديما ومشاورات متعددة بين اقطاب هذا الحزب لتحديد موعد الانتخابات التمهيدية الداخلية في كاديما لانتخاب خليفة لاولمرت كرئيس للحزب ومرشحه للمنافسة على رئاسة الحكومة. وقد بدأ المتنافسون على خلافة اولمرت من داخل كاديما ينطلقون مثل "الديوك الشراقية" وألسنتهم تلهج بتصريحات المزاودة السياسية المغامرة التي تنسجم مع اجواء تلويث البيئة بسموم وقاذورات قوى اليمين المتطرف والفاشية العنصرية المهيمنة في الشارع الجماهيري الاسرائيلي. فالتطرف اليميني ومعاداة العرب والفلسطينيين والدمقراطية والسجود في محراب الارهاب الامريكي المنظم اصبح المقياس والمحك لارتفاع اسهم المتنافسين على كراسي الزعامة والحكم في اسرائيل المتدهورة هرولة في مستنقع الفاشية العنصرية السافرة. احد المتنافسين من قادة كاديما على خلافة ايهود اولمرت في رئاسة الحزب اذا ما اطيح به هو نائب رئيس الحكومة ووزير المواصلات ووزير الامن ايام شارون، شاؤول موفاز. فموفاز هذا اراد ان يقوم بدور "جحا الذي كسر مزراب العين". ففي الوقت الذي يرحب به انصار السلام في كل مكان باحتمال استئناف المفاوضات الاسرائيلية – السورية السياسية، وبانه جرت مفاوضات سرية بوساطة تركية اعلن اولمرت من خلالها استعداده للانسحاب من كل الجولان مقابل سلام مع سوريا، أي تجسيد مبدأ الارض مقابل السلام. وفي نفس الوقت الذي كان يعلن فيه الرئيس السوري بشار الاسد، يوم الثلاثاء امس الاول، استعداد سوريا للسلام مع اسرائيل مقابل استرجاع هضبة الجولان السورية المحتلة، في نفس هذا الوقت نطق موفاز كفرا من خلال تصريحاته ضد الانسحاب من الهضبة السورية المحتلة. فلكسب تأييد اليمين في حزبه لترشيحه في البرايمريز كبديل لاولمرت، واستغلال معارضة اوساط واسعة من قوى اليمين والاستيطان لعملية الانسحاب من الجولان، قام شاؤول موفاز بزيارة استعراضية دعائية الى هضبة الجولان امس الاول الثلاثاء. وامام نفر من الصحفيين الذين جندهم صرح في الهضبة السورية المحتلة "ان السلام يحتاج الى بناء (...) واليوم السوريون ليسوا ناضجين للسلام. وان منح هضبة الجولان للسوريين يعني وجود ايران هنا"!! وبشكل استفزازي دعا موفاز الاسرائيليين الى القدوم والاستيطان في الجولان لدعم العملية الاستيطانية ووجود مئتي الف دخيل من اوباش المستوطنين في هضبة الجولان السورية المحتلة. وادعى انه يعتزم القدوم للعيش في الجولان مع اسرته!! كجنرال عسكري له تاريخ اسود طويل في المشاركة بالحروب العدوانية لاسرائيل، وهو يدرك جيدا، واكثر من غيره، ان محاولة تبرير البقاء في الجولان المحتل من منطلق استراتيجي امني عسكري لا يستند الى أية مصداقية من ناحية امنية عسكرية استراتيجية، فحرب لبنان الفين وستة غيرت بشكل جذري تكتيك الحروب واثبتت صواريخ المقاومة اللبنانية، صواريخ حزب الله التي طالت العمق الاسرائيلي انه لم يعد كما كان في السابق للموقع الجغرافي "الاستراتيجي" اية قيمة حاسمة في حسم نتائج المعارك الحربية. وموفاز ليس بحاجة ليقنع احدا انه صقر يميني، ولكنه بموقفه من الجولان اثبت مدى غبائه السياسي وان تصريحاته جاءت للسمسرة السياسية لخدمة مصلحته في الترشح. الخميس 5/6/2008 |