أوباما يقدّم «أوراق اعتماده» للرئاسة أمام «إيباك»: أمـن إسرائيل مقدّس والقـدس عاصمتها الموحدة
* خطاب صهيوني هدّد فيه إيران وبرّر الغارة على سوريا *قدم المرشح الديموقراطي إلى الرئاسة الأميركية باراك اوباما، أمس، «اوراق اعتماده» إلى أقوى تنظيم يهودي اميركي في واشنطن، في خطاب مدو هو الاكثر صهيونية من جميع مواقفه السابقة المؤيدة لاسرائيل، اعلن فيه أن «القدس يجب أن تبقى العاصمة الموحدة لإسرائيل»، ورأى أن هدفه سيكون إزالة التهديد الإيراني لإسرائيل، وبرر صراحة الغارة الإسرائيلية العام الماضي على سوريا التي اتهمها بأنها تواصل دعم الإرهاب والتدخل في لبنان. وقال أوباما، أمام المؤتمر السنوي للجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة (ايباك) في واشنطن بعد ساعات من إعلانه الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي له في الانتخابات الرئاسية، «سأبدأ الحديث من قلبي، وكصديق لإسرائيل. وأعرف أنني عندما أزور «ايباك» فأنا بين أصدقاء، يشاركونني الوعد القوي بأن ما بين إسرائيل والولايات المتحدة لا ينكسر، اليوم، وغدا، وإلى الأبد... وكرئيس، فإنني سأعمل معكم من أجل التأكد أن تتم تقوية هذا الرباط». وأضاف أوباما «بصفتي رئيسا، لن أقوم بأي تنازلات عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل»، منددا بالذين ينفون وقوع المحرقة في حق اليهود والذين يريدون تدمير إسرائيل ولا يعترفون بوجودها، موضحا «الذين يهددون إسرائيل يهددوننا»، واعدا بتقديم كل الوسائل الممكنة لإسرائيل من اجل الدفاع عن نفسها ضد «كل التهديدات التي يكون مصدرها غزة أو طهران». وفي انتقاد مبطن للمرشح الجمهوري جون ماكين، قال أوباما «جزء من تعهدي هو التحدث عندما يكون امن إسرائيل في خطر، ولا اعتقد أن احدا منا راض عن أن سياسة أميركا الخارجية جعلت إسرائيل اقل أمنا. حماس تسيطر على غزة. حزب الله شدد من قبضته على جنوب لبنان، ويستعرض عضلاته في بيروت الآن. بسبب حرب العراق، أصبحت إيران تمثل خطرا اكبر على إسرائيل من العراق (قبل الغزو)، وتمثل تحديا استراتيجيا اكبر على الولايات المتحدة وإسرائيل منذ أجيال... وأميركا أصبحت معزولة أكثر في المنطقة، وضعفت قوتها وعرضت امن إسرائيل للخطر». وتعهد أوباما بأن يدعم بشدة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وقال «سأظل دوما مؤيدا لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في الأمم المتحدة وفي مختلف أنحاء العالم». كما تعهد ببذل جهد نشط من أجل الوصول إلى اتفاق للسلام في الشرق الأوسط. وقال «دعوني أكن واضحا... أمن إسرائيل مقدس. هذا أمر غير قابل للتفاوض. الفلسطينيون بحاجة إلى دولة مترابطة وذات تواصل، وهذا سيسمح لهم بالازدهار، ولكن أي اتفاق مع الشعب الفلسطيني يتعين أن يحفظ هوية إسرائيل كدولة يهودية ذات حدود آمنة معترف بها ويمكن الدفاع عنها. وستظل القدس عاصمة لإسرائيل، ويتعين أن تظل موحدة». وأضاف «علينا أن نعزل حماس حتى تنبذ الإرهاب، وتعترف بحق إسرائيل في الوجود، وتقبل بالاتفاقات السابقة... ليس هناك من مكان على طاولة المفاوضات للمنظمات الإرهابية». وتابع «سأحث بقوة الحكومات العربية على اتخاذ خطوات نحو التطبيع مع إسرائيل، والوفاء بمسؤولياتهم للضغط على المتطرفين، وتقديم الدعم الحقيقي للرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض. على مصر أن توقف تهريب الأسلحة إلى غزة». وحول ما يجب على الدولة العبرية القيام به، قال اوباما «يمكن لإسرائيل تحسين قضية السلام عبر القيام بالإجراءات المناسبة، بما يتناسب مع أمنها: تسهيل حركة تنقل الفلسطينيين وتحسين الظروف الاقتصادية في الضفة الغربية والتوقف عن بناء المزيد من المستوطنات، حسب تعهداتها للرئيس (جورج) بوش في أنابوليس. دعوني أكن واضحا، امن إسرائيل مقدس إلى ابعد الحدود. انه أمر لا يتم التفاوض حوله». وحول سوريا، قال اوباما «هذا ما أتعهد بالقيام به كرئيس للولايات المتحدة. إن التهديدات لإسرائيل قريبة منها، لكنها لا تنتهي هناك. سوريا تواصل دعم الإرهاب والتدخل في لبنان، وقد قامت سوريا بخطوات خطيرة للحصول على أسلحة الدمار الشامل، ولهذا يمكن تبرير العمل الذي قامت به إسرائيل (الإغارة على سوريا في ايلول الماضي) لإنهاء هذا التهديد». وأضاف «اعتقد أن هناك مسؤولية على الولايات المتحدة لدعم جهود إسرائيل لإعادة إطلاق محادثات السلام مع سوريا. لن نرغم إسرائيل على الجلوس على طاولة المفاوضات، لكننا لن نقف حائلا دون رغبة قياداتها في التفاوض إذا رأوا في ذلك مصلحة إسرائيل. كرئيس، سأقوم بكل ما يمكن لمساعدة إسرائيل على النجاح في هذه المفاوضات. النجاح يتطلب التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701 في لبنان، وتوقف سوريا عن نشاطها الإرهابي. حان الوقت لأن ينتهي هذا التصرف الطائش». وحول إيران، قال أوباما إن «إيران تشكل أكبر تهديد لإسرائيل وللسلام والاستقرار في المنطقة. هذا التهديد خطير وحقيقي، وسيكون هدفي هو القضاء على ذلك التهديد». وأضاف «سأفعل كل شيء بوسعي لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي... كل شيء». وصفق له الحضور وقوفا. وفي محاولة للتخفيف من الانتقادات ضده بعد أن أعلن انفتاحه للتحدث مع القادة الإيرانيين، أعلن اوباما عن الحدود التي لن يقطعها في هذا الموضوع. وقال «على عكس مزاعم البعض، لا توجد لدي مصلحة في الجلوس مع خصومنا لمجرد الحديث، ولكن بوصفي رئيسا للولايات المتحدة فسأكون راغبا في قيادة دبلوماسية صعبة وقائمة على المبدأ مع الزعيم الإيراني المناسب في مكان وزمان أختارهما إذا كان ذلك سيدعم مصالح الولايات المتحدة. سأبقي دائما على الطاولة التهديد بإمكانية القيام بعمل عسكري للدفاع عن أمننا وحليفتنا إسرائيل»، مجددا «امن إسرائيل أمر مقدس وغير قابل للتفاوض». كلينتون من جهتها قالت منافسته السابقة هيلاري كلينتون، في المؤتمر، إن «الولايات المتحدة وإسرائيل تملكان رابطا مذهلا، كحلفاء، وأصدقاء وشركاء. لدينا قيم مشتركة: الحرية، الديموقراطية، حقوق الإنسان، حقوق النساء، ومجتمع مدني نشيط. نحن نقف مع إسرائيل، لأنها تظهر أن الديموقراطية يمكن أن تنبت في أصعب الظروف». وأضافت كلينتون «لنكن واضحين، اعلم أن السناتور اوباما سيكون صديقا جيدا لإسرائيل. اعلم أن اوباما يشاركني الآراء ذاتها، إن على الرئيس المقبل أن يكون جاهزا ليقول للعالم: موقف أميركا لا يتغير، إن عزمنا لا يلين، موقفنا لا تراجع عنه. إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل، الآن وإلى الأبد»، معتبرة أن «احد تعهداتنا لأمن إسرائيل يتضمن عملية السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية... علينا أن ندعم إسرائيل في اتخاذ القرارات الصعبة من اجل السلام»، و«علينا أن نواصل التشديد على مطلب عودة الجنود الإسرائيليين لدى حماس وحزب الله». ودعت هيلاري الرئيس الديموقراطي المقبل إلى أن يضع التعامل مع الخطر الإيراني على قمة جدول أعماله. وحذرت طهران من أن مجرد التفكير في استخدام السلاح النووي ضد إسرائيل ستكون له عـــواقب وخـيمة عليها. («السفير»، أ ف ب، أ ب، رويترز)
الخميس 5/6/2008 |