ودعنا وقلوبنا تعتصر بالاسى أبا وأخا ورفيق درب، ماذا نقول بحق أبي الحسين والكلمات تعجز عن ايفائك حقك وعن سرد التفاصيل الدقيقة لمسيرة حياتك المشبعة بالنضال والعطاء.
أخرجوك ابناء.. واهلك من قريتك الحبيبة الدائمة سمخ وارادوا لكم ان تعيشوا مهزومين بائسين يائسين اسوة بابناء شعبك، فكنت من الابطال الذين تمردوا على القيد وسلكت الطريق الوعر وانتصرت لشعبك على سياسة العدمية والتجهيل.. وكنت من طليعة المثقفين والمناضلين، كنت طبيب الفقراء والمحتاجين والمعاضد والمناصر لهم ولقضايا شعبك.
رغم المسافة الزمنية التي فصلتنا عن بعض بدأنا نشعر بفقدانك كأب حنون وكأخ صديق ومخلص، كم كان كبيرا املك في الحياة.. خططت لتسرح وتمرح بالحياة بطولها وعرضها بعد خروجك الى التقاعد.
لكن للحياة احكامها وقواعدها اللئيمة والنعيمة والهنيئة.. قبل اربع سنوات رماك القدر بالمرض كاد يقضي عليك ويفتك بك، صارعته وتغلبت عليه في الجولة الاولى، واستبشرنا خيرا، وما ان التقطت انفاسك فاجأك القدر بخطف زوجتك ثم انقض عليك وفي هذه الجولة كانت الغلبة للقدر، لتتركنا نتلوّع بالحسرة وبالالم العميقين.
ابا الحسين نم قرير العين، "ما تهتلش الهم" تركت لنا اشبالا مفخرة لك ولشعبهم، واهلك لا ينسون الصداقة.. وهم باقون على العهد.
(كفر ياسيف)
خالد خليل *
الخميس 5/6/2008