قامت الدنيا ولم تقعد على مشكلة مركزية وخاصة كان سببها رئيس الحكومة اولمرت، وانشغلت الصحف المحلية والاجنبية بالجريمة التي ارتكبها اولمرت. لكنني اتجرأ واسأل هل جرم اولمرت هو فقط سرقة الاموال وأخذ الرشى؟ ألم يكن اولمرت رئيس الحكومة والحزب اليميني والرجعي هو الممثل والمسؤول عن كل بلاوي سياسة الحكومة؟ أليس هو المسؤول عن عدم التقدم في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين والسوريين؟ هل يعمل اولمرت ما هو مطلوب منه لتبادل الاسرى؟ هل يعمل على تحسين شروط المعيشة ومستوى الحياة للغالبية الساحقة من السكان اليهود والعرب؟ وهل هو الوحيد والاوحد الذي تلقى الرشى الضخمة وخدع جمهوره؟ وزير ماليته ابعد عن منصبه لنفس التهم تقريبا وينتظر البت القضائي بقضيته.. وهو كأولمرت كان عضوا نشيطا بالليكود ورئيس نقابة العمال القومية وانتهز فرص الاختلاس كأولمرت. هؤلاء يطالبون بالاستقامة ويدعون انهم اصحاب ضمير وقادة جماهير! ويتعاونون ويتقاسمون الحكم مع حزب "يسرائيل بيتينو" ومع زعيمه الفاشي ليبرمان. وليبرمان هذا لا يكتفي ان يختلس الاموال وحده، بل بالتعاون مع اهل بيته وشركائه في قيادة الحزب.. سرقوا واخفوا مبالغ ضخمة من الدولارات، وليبرمان ينتظر المحاكمة! ويعين وزيرا للشؤون الاستراتيجية (ثم استقال)! ليمارس التحريض الفاشي الارعن ضد المواطنين العرب المتعارض مع وثيقة الاستقلال لدولة اسرائيل التي يحتفلون الآن بعيد ميلادها الـ 60. تصريحات ليبرمان تذكرنا بالتصريحات اللاسامية في الماضي والحاضر! اما نتنياهو زعيم الليكود فيعلن عن استعداده لارتكاب كل حماقة في سبيل العودة الى سدة الحكم. ونتنياهو يتنافس مع اولمرت في حياة الترف والبذخ وفي ارتياد الفنادق الضخمة واستئجار الغرف الخاصة والملوكية على حساب شخصيات ومؤسسات مشبوهة! كم قائدا من حركة "شاس" المتدينة دخل السجن بتهمة السرقة واختلاس الاموال واستغلال الوظيفة والمنصب بشكل سيء. اية دولة هذه حين يصبح المليونير غايدماك احد ملوكها! وفي خارج البلاد مطلوب للعدالة وللمحاكمة! وهنا مطلوب كرئيس بلدية للقدس!! وكشريك للسلطة، وهذا لا يزعج الغالبية! ومشكلة كل هؤلاء ليست مالية فقط فهم يعبثون بمصير البلاد ويهددون امن المنطقة برمتها. من كان شغله الشاغل الربح والبذخ والترف لن يلتفت الى معاناة الفلسطينيين بسبب الاحتلال ومن موبقاته ومخلفاته من الحواجز والجدران العازلة. اليس هكذا وزير الامن ايهود براك صاحب ثروة الملايين، والامر المضحك المبكي ان ايهود براك هذا هو زعيم حزب العمال! تصرفات هذه الطغمة المالية يجب ان تحرك ضدها محبّي وطلاب السلام والتصدي لها اكثر لدحر السياسة الفاشية واسقاطاتها من الاختلاس والسرقة والقمع والاذلال والحرمان!