اولمرت في الولايات المتحدة يقابل بوش في "لقاء الوداع"
*الرئيس الأمريكي يودع اولمرت بهدية أمنية تعزز دفاعات إسرائيل ضد الصواريخ بعيدة المدى*واشنطن- وكالات- بدأ رئيس الحكومة ايهود اولمرت أمس الثلاثاء زيارة تستمر ثلاثة أيام لواشنطن وسط فضيحة فساد يتعرض بسببها لتحقيقات في بلده القت بظلالها على محادثات السلام مع الفلسطينيين التي توسطت فيها الولايات المتحدة. وخلافا لعادته لم يعقد اولمرت جلسة اسئلة وأجوبة مع الصحافيين على طائرته خلال الرحلة الليلية من تل ابيب. ومن المقرر ان يلتقي اولمرت مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في البيت الابيض اليوم الاربعاء. وكان رئيس الحكومة قد تجاهل دعوات له بالتنحي بعد أن شهد رجل أعمال أمريكي يهودي بانه أعطى أولمرت 150 الف دولار نقدا وعلى شكل قروض غير مدفوعة. لكن اولمرت- الذي وصف هذه الاموال بأنها إسهامات مشروعة في حملته الانتخابية- وجامع الامول المقيم في نيويورك أنكرا القيام بأي عمل مخالف للقانون. ويقول مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون وغربيون ان الازمة السياسية التي تحيط بأولمرت قد تدفع الى اجراء انتخابات مبكرة وتخرج محادثات السلام عن مسارها. ويقول اولمرت انه سيستقيل اذا تم تقديم لائحة اتهام ضدّه. وبدأ أولمرت زيارته لواشنطن بمحادثات أمس الثلاثاء مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وبكلمة في المساء امام مؤتمر سياسي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الاسرائيلية وهي جماعة ضغط موالية لاسرائيل. وتحدث مسؤولون اسرائيليون قبيل الرحلة عن خطط اولمرت للقاء مرشح الرئاسة الجمهوري جون ماكين وباراك اوباما وهيلاري كيلنتون اللذين يسعيان لنيل ترشيح الحزب الدمقراطي. لكن أحد المسؤولين قال بعد وصول اولمرت انه لم يتم ترتيب أي من هذه اللقاءات. وأجرى اولمرت محادثات في القدس الاثنين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اضعفه سياسيا استيلاء حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة في حزيران الماضي. ويقول مسؤولون أن سياسة اولمرت هي المضي قدما في المفاوضات مع الفلسطينيين الى جانب اجراء محادثات غير مباشرة مع سوريا وكأن شيئا لم يتغير على أمل الا تنتهي تحقيقات الشرطة بتوجيه اتهامات اليه. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم اولمرت عن المحادثات مع الفلسطينيين "هذه العملية ستستمر". وقال ريجيف ان اولمرت الزم نفسه مجددا خلال الاجتماع بمحاولة التوصل الى اتفاق بشأن اقامة دولة فلسطينية بحلول نهاية هذا العام قبل ان يترك بوش منصبه. ولم تشهد محادثات اقامة الدولة تقدما يذكر. وقبل توجهه الى الولايات المتحدة قال اولمرت انه سيناقش في واشنطن قضايا تتعلق بجوهر وجود دولة اسرائيل في اشارة غير مباشرة الى برنامج تخصيب اليورانيوم الايراني الذي وصفه بانه يهدد وجود إسرائيل. وكان اولمرت قد اجتمع مع بوش الشهر الماضي اثناء زيارة الرئيس الأمريكي لاسرائيل "للاحتفال بمرور 60 عاما على قيامها". ورفضت ايران مزاعم أمريكية وغربية بأنها تسعى لانتاج سلاح نووي وقالت ان انشطتها النووية لا تستهدف سوى توليد الكهرباء. وفي تقرير دون مصدر كتبت صحيفة يديعوت احرونوت أكبر الصحف الاسرائيلية تقول ان بوش سيعرض على اولمرت "هدية وداع" تتمثل في نظم امنية تشمل نظام ردار متطور يعزز دفاعات البلاد ضد الصواريخ بعيدة المدى. ومن الجدير بالذكر ان اولمرت سيطلب من الرئيس الأمريكي السماح لاسرائيل بشراء طائرات من طراز ستيلث اف- 22 المقاتلة التي لم يسمح بعد ببيعها للخارج، وطائرات إف- 35. ومن المقرر ان يحضر اولمرت حفل عشاء مع ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي اليوم الاربعاء وان يلتقي مع زعماء الكونغرس الخميس قبيل مغادرته. الأربعاء 4/6/2008 |