ماكين يسوق نفسه أمام «إيباك»: خصخصة العقوبات ضد إيران



اغتنم مرشح الحزب الجمهوري إلى الرئاسة الأميركية جون ماكين فرصة إلقاء كلمة أمام أقوى تنظيم يهودي في الولايات المتحدة أمس، لتسويق نفسه على انه سيكون المدافع الأقوى عن إسرائيل إذا انتخب رئيسا، داعيا العالم إلى إطلاق حملة لتصفية الاستثمارات في إيران لكبح طموحاتها النووية وتقليص التهديدات المحتملة لأمن إسرائيل، ومنتقدا المرشح الديموقراطي باراك اوباما لعرضه إجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين.
وقال ماكين، في افتتاح المؤتمر السنوي للجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية (ايباك) في واشنطن، إن «سعي إيران المتواصل لامتلاك أسلحة نووية يمثل خطرا غير مقبول، خطرا لا نسمح به». وأضاف «بدلا من الجلوس من دون شروط مع الرئيس الإيراني (محمود احمدي نجاد) أو المرشد الأعلى (للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي) على أمل أن نستطيع التحدث بمنطق معهم، علينا أن نخلق ضغوطا دولية حقيقية تنجح في التغيير السلمي والفعال للمسار الذي ينتهجونه».
واعتبر ماكين أن فرض قيود دولية صارمة على قدرة طهران على استيراد البنزين المكرر، وعقوبات مالية مشددة على «بنك إيران» بتهمة تمويل «الإرهاب»، وفرض حظر دولي على منح التأشيرات وتجميد الأرصدة، سيساعد على تغيير رأي خامنئي ونجاد.
وتتماشى دعوة ماكين لفرض حظر على تصدير البنزين إلى إيران، مع خطة «ايباك» للضغط على الكونغرس الأميركي لتمرير مشروع قانون حول المسألة نفسها قريبا.
وقال ماكين «ينبغي خصخصة العقوبات ضد إيران بإطلاق حملة عالمية لتصفية الاستثمارات». وقارن مثل هذه الخطوة بجهود مشابهة ساعدت في وضع نهاية للتفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا. واضاف «مع قيام مزيد من الناس والشركات وصناديق المعاشات والمؤسسات المالية في أنحاء العالم بتصفية استثماراتها في شركات تقوم بأعمال مع إيران فستتراجع شعبية النخبة المتشددة التي تدير هذا البلد أكثر مما هي متراجعة بالفعل».
ودعا ماكين مجلس الأمن الدولي إلى زيادة العقوبات الاقتصادية والسياسية على طهران. وقال «إذا استمر مجلس الأمن في التأخر في النهوض بتلك المسؤولية فيجب أن تقود الولايات المتحدة الدول ذات الأفكار المشابهة لفرض عقوبات متعددة الأطراف خارج إطار الأمم المتحدة».
وفي إطار حملته لتصوير اوباما على انه يفتقر إلى الخبرة في الشؤون العالمية، انتقد ماكين المرشح الديموقراطي بسبب عرضه إجراء محادثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين. وقال إن «فكرة أنهم يسعون الآن لامتلاك أسلحة نووية لأننا نرفض إجراء محادثات معهم على مستوى الرؤساء، هي قراءة خاطئة للتاريخ». وأشار إلى أن إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون حاولت التعاطي مع إيران لمدة عامين، ورفعت بعض العقوبات، من دون فائدة.
وأضاف «نسمع حديثا عن عرض للقاء القيادة الإيرانية، وكان ذلك نوعا من الإلهام المفاجئ والفكرة الجريئة الجديدة لم يفكر بها احد من قبل، ومن الصعب أن نرى ما يمكن أن تخرج عنه مثل هذه القمة مع الرئيس نجاد من نتائج سوى مجموعة من الترهات المعادية للسامية، وتوفير جمهور عالمي لرجل ينكر وقوع الهولوكوست (المحرقة) ويتحدث أمام جماهير مهتاجة عن بدء هولوكوست آخر».
وهاجم ماكين أوباما لرفضه التصويت في مجلس الشيوخ على مشروع قانون يضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة التنظيمات الإرهابية. وانتقد موقف المرشح الديموقراطي حول ضرورة الانسحاب من العراق.
ورد معسكر اوباما على تلك الانتقادات، متهما ماكين بالرغبة في مواصلة سياسات الرئيس جورج بوش في الشرق الأوسط، والتي يقول الديموقراطيون إنها لم تثمر سوى تقوية إيران. وقال المتحدث باسم حملة اوباما، هاري سيفوغان «بدلا من الاعتراف بالواقع، يواصل ماكين جدول أعمال يقوم على مواصلة سياسات جورج بوش الفاشلة». وأوضح أنه «لا يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل تحمل أربع سنوات أخرى من عدم الاستعداد لتغيير المسار».
(ا ف ب، ا ب، رويترز، يو بي اي)
الثلاثاء 3/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع