التسـوية في فلوريـدا وميتشـغان تقـرب أوبـاما مـن انتصار مؤجـل
جو معكرون - واشنطن - قرر الحزب الديموقراطي احتساب نصف المندوبين المنتخبين لنتائج انتخابات فلوريدا وميتشغان، متراجعا عن معاقبة الولايتين من اجل تسوية تحفظ وحدة الحزب من دون ان تلامس حد الاتفاق النهائي الذي يضمن عدم اثارة المشاكل في مؤتمر الحزب العام في مينيسوتا في شهر آب المقبل، خاصة بعد فوز المرشحة هيلاري كلينتون أمس بجولة بورتو ريكو. وبين متظاهرين وفوضى خارج قاعة في فندق ماريوت في حي وودلي بارك، وصراخ ودموع مناصرين في داخلها، انعقدت على مدى تسع ساعات امس الأول لجنة القوانين والنظام الداخلي في الحزب الديموقراطي في العاصمة الاميركية. رسخ الجو داخل القاعة ان باراك اوباما هو في موقع القيادة فعليا، وان منافسته هيلاري كلينتون هي في موقع المعارضة، وان هناك اتجاها واضحا لحسم البعد القانوني لهذا النزاع في اسرع وقت ممكن، لتكريس نيل سيناتور ايلينوي ترشيح الحزب وبدء الاستعدادات لمواجهة المرشح الجمهوري جون ماكين. وقال رئيس الحزب هاورد دين في كلمته الافتتاحية «نحن اقوياء كفاية لنتنازع ونختلف ونغضب ويخيب املنا ونبقى مع ذلك معا في نهاية اليوم ونتوحد»، مشيرا الى «اختلافات قاسية وبعض اللحظات البشعة» خلال الانتخابات التمهيدية، مشيرا الى ان «التسوية التي تناقش هنا لن ترضي الجميع بشكل كامل». وختم دين بكلمة مرتجلة روى فيها كيف كان غاضبا في العام 2004 من عدم وقوف الحزب الى جانبه عندما كان متصدرا ترشيح الرئاسة، وكيف اعرب حينها هاتفيا لنائب الرئيس السابق آل غور عن امتعاضه. وذكر ان آل غور قال له ما لم تتجرأ حتى زوجته على البوح به حينها «الامر ليس متعلقا بك بل بمصير الوطن»، في رسالة ضمنية الى هيلاري ان عليها الانسحاب من السباق قريبا. وبدأت ملامح التسوية حول فلوريدا تظهر سريعا في الجلسة الصباحية حيث اقترح المسؤول الحزبي من الولاية جون اوزمان خلال مطالعته، مخرجا يقضي باحتساب نصف المندوبين فقط على اساس الانتخابات التمهيدية في 29 كانون الماضي بدل معاقبتهم جميعا. بهذا سيحضر عن فلوريدا الى المؤتمر العام 105 مندوبا منتخبا لهيلاري، في مقابل 67 مندوبا لاوباما. لكن اللجنة عاقبت الولاية على استباق موعد انتخاباتها التمهيدية وقررت اعطاء كل مندوب نصف صوت، اي ان هيلاري تفوقت بـ19 صوتا. في مقابل ذلك، بقي المخرج لازمة ميتشغان غامضا. تأخرت اللجنة ثلاث ساعات قبل معاودة جلستها العلنية الثانية بسبب اجتماعات جانبية لتفادي حصول مواجهات مباشرة على الهواء امام الرأي العام. وفي النهاية، صدر القرار الذي اخذ بالاعتبار ان اسم اوباما لم يكن على لوائح الاقتراع، باعتماد نصف عدد المندوبين المنتخبين ايضا، لكن مع اقتسام المندوبين 69 لهيلاري و59 لاوباما. وطالبت حملة هيلاري باعتماد نتائج ميتشغان كما هي، اي 73 مندوبا لهيلاري و55 مندوبا لـ«غير الملتزمين» التي جيرت لاوباما. وقال مستشار حملتها والعضو في لجنة القوانين هارولد ايكس «خطف اربعة مندوبين ليست طريقة جيدة لبدء مسار توحيد الحزب»، بما ان حملة كلينتون تريد احتساب اربعة مندوبين اضافيين في ميتشغان، مشيرا الى ان كلينتون طلبت منه الاحتفاظ بحق رفع القضية امام لجنة الاعتمادات في مؤتمر الحزب العام. وكان على قيادات الحزب احلال التوازن بين حسم مسألة احتساب فلوريدا وميتشغان وتفادي تهميش الناخبين في ولايتين حاسمتين في انتخابات الخريف والحرص على «روح الوحدة» في الحزب والالتزام بقوانينه. لكن البعض يتخوف من ان تراجع الحزب عن معاقبة الولايتين من اجل تسوية سياسية، قد تشجع ولايات في المستقبل على استباق مواعيد انتخاباتها التمهيدية ما قد يؤثر على جدول اعمال الحزب الانتخابي بعد اربع سنوات. في محصلة التسوية، حصلت كلينتون على 87 مندوبا في مقابل 63 لاوباما، وحققت غايتها بضرورة الاقرار باصوات حوالي 2.3 مليون ناخب، وزادت من رصيد مندوبيها في السباق. ومن جهة اخرى، وضع اوباما حدا لهذه القضية بعدما تأكد انه مهما حصل لا يمكن لهيلاري حسم ترشيحها حسابيا. ومعنى التسوية ايضا ان ما يسمى «الرقم السحري» لنيل ترشيح الحزب ارتفع من 2026 الى 2118 باحتساب فلوريدا وميتشغان، واصبح اوباما يحتاج الى 66 مندوبا لتحقيق هذا الامر، حيث انه يملك الان دعم 2053 من المندوبين في مقابل 1877 لهيلاري. وقد خاض المرشحان امس جولة تمهيدية في بورتوريكو التي تملك 55 مندوبا وفازت فيها كلينتون. ومن المتوقع ان ينظم اوباما غدا الثلاثاء مع آخر جولتي انتخابات في داكوتا الجنوبية ومونتانا، حفل انتصار في مدينة سانت بول في مينيسوتا. ويراهن المرشح الاسود على خروج الكثير من المندوبين الكبار غير الملتزمين بعد (حوالي 180) عن صمتهم لتأييده وحسم ترشيحه نهائيا هذا الاسبوع. في غضون ذلك، سحب اوباما عضويته من احدى الكنائس البروتستانتية النافذة في شيكاغو، وهي «كنيسة المسيح لوحدة الثالوث الاقدس»، التي ينتمي اليها منذ 20 عاما، بعد مواقف القس جيرمايا رايت المقرب منه، وعظة اخيرة هاجمت منافسته.