غزة – وكالات - تسبب الحصار الإسرائيلي المشدد والمتواصل على قطاع غزة منذ عام تقريبا في ازدياد أعداد الطلبة الجامعيين المحرومين من الالتحاق بالجامعات العربية والأجنبية لاستكمال تعليمهم العالي بفعل استمرار إغلاق جميع المعابر ومنعهم من السفر.
وتشير آخر التقديرات إلى أن جميع الطلبة الممنوعين من السفر والبالغ عددهم 700 طالب فقدوا مقاعدهم الدراسية أو فرص الالتحاق بجامعاتهم، بعد أن استنفدوا واستنفدت معهم كافة تحركات المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية التي عملت جاهدة من أجل التدخل لدى الاحتلال للسماح لهم باستكمال فرص تعليمهم.
لكن ما يثير استغراب الطلبة الغزيين هو عدم سماح حكومة الاحتلال لسبعة من بينهم بالسفر رغم حصولهم على منح دراسية في الولايات المتحدة بعد تدخل خارجية الأخيرة التي أعلنت أنها مارست ضغوطا على تل أبيب لتسهيل سفرهم.
الطالبة هديل أبو كويك الحاصلة على بكالوريوس هندسة حاسوب تبخرت أحلامها في إكمال دراستها العليا بعد منعها من السفر إلى الولايات المتحدة للدراسة رغم حصولها على منحة دراسية من مؤسسة "فولبرايت".
وقالت أبو كويك "منذ عام وأنا أبذل قصارى جهدي للحصول على المنحة، واجتزت من أجلها كل المقابلات والامتحانات، ولكني صدمت قبل أيام برسالة اعتذار عبر البريد الإلكتروني تفيد بسحب المنحة المقدمة لعدم تمكني من السفر".
وتساءلت بحزن "ما ذنبي لكي أحرم من التعليم، هل لأني فلسطينية أم لأني طموحة؟ وهل من المعقول أن الولايات المتحدة غير قادرة على الضغط على الاحتلال لإعطائنا التأشيرات للسفر؟".
وعبرت عن أملها في أن تكون هذه القضية صرخة استغاثة للعالم ولكافة مؤسسات حقوق الإنسان لكي يتحركوا من أجل توفير أبسط الحقوق للإنسان الفلسطيني وهو حقه في التعليم.
وطالبت كل المسؤولين في العالم بضرورة وضع الصراع السياسي جانبا وعدم قتل أحلام الفلسطيني وتحطيم طموحه في مواصلة التعليم على صخرة التعنت الإسرائيلي.
المدير التنفيذي لمؤسسة الضمير لحقوق الإنسان خليل أبو شمالة قال إن جهاز التعليم بكافة مستوياته يعاني انهيارا بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
واعتبر قرار الاحتلال منع الطلاب الفلسطينيين من السفر للخارج لإكمال دراستهم التعليمية انتهاك صارخ لحقوق الإنسان ومخالفة واضحة لكافة المعاهدات والمواثيق الدولية.
وأشار إلى أن 1,5 مليون فلسطيني يحرمون أمام مرأى ومسمع العالم من حرية التنقل والسفر ومن أدنى حقوقهم التي كفلتها له كافة المواثيق الدولية دون أن يحرك أحد ساكنا.
من جانبها حذرت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"، التي تتخذ من بروكسل مقرا لها، من كارثة إنسانية وشيكة بعد انهيار ما تبقى من نظام الخدمات العامة ومقومات الحياة اليومية والرعاية الصحية وجهاز التعليم في شتى مناطق قطاع غزة.
الصورة (من الارشيف): طلاب جامعة تل أبيب يتظاهرون ضد الحصار على غزّة
الأثنين 2/6/2008