امس الاول من حزيران لم يكن يوما اعتياديا، انه يوم الصرخة الجماعية العالمية التضامنية مع جميع المعذبين من اطفال مختلف بلدان العالم، الذين يعانون من الفقر والمجاعة ويفتقرون الى بسمة الطفولة وتزهق ارواحهم في الحروب الهمجية التي يشعلها اعداء الانسانية ويواجهون مختلف اشكال القهر والتمييز الطبقي والقومي والاثني والعنصري.
ففي بلادنا الجماهير الواسعة من الاطفال اليهود والعرب، وخاصة الاطفال العرب، لا يعيشون في بحبوحة من الرفاء والسعادة، فأكثر من ستمئة وسبعين الف طفل يعانون من مآسي حياة تحت خط الفقر، فكل ثالث طفل يهودي فقير وكل ثاني طفل عربي فقير ويعيش بلا طفولة وفي وقت يوفر نظام الفساد الكارثي في بلادنا، نظام اغناء الاغنياء، يوفر كل الظروف الاستغلالية العصرية لزيادة ارباح اصحاب الملايين ولانتعاش فئة مفسودة من الطفيليين من جراء العلاقة الدنسة بين السلطة والرأسمال والتي يتكاثر في مستنقعها جراثيم الفساد والرشى من رئيس دولة الى رئيس حكومة الى وزير مالية في دولة "واحة الدمقراطية".
يوم الطفل العالمي، هو يوم ادانة عالمية للجرائم التي ترتكبها الامبريالية والعولمة الرأسمالية الهمجية ضد شعوب واطفال العالم، وخاصة الشعوب التي ترزح تحت نير الاحتلال الاجنبي الغاشم، فأطفال الشعب العربي الفلسطيني يعيشون بلا طفولة في مختلف اماكن تواجدهم. فهم يعانون الامرين في مخيمات اللجوء والشتات القسري في مختلف بقاع العالم. وفي المناطق المحتلة، في الضفة والقطاع والقدس الشرقية المحتلة، يواجه اطفال فلسطين جرائم المحتل الاسرائيلي ضد الانسانية ومجازره الدموية التي تقصف اعمار الاطفال، والمجازر الدموية الاخيرة، المحرقة، التي ارتكبها جند هولاكو الاحتلال، في قطاع غزة، في بيت حانون وبيت لاهيا ومخيمات خان يونس وغيرها، جرى قتل الاطفال والمدنيين بشكل متعمد، هذا اضافة الى حصار التجويع الاجرامي وحرمان الاطفال من الحياة الطبيعية، من الاستقرار وممارسة حياة الاطفال من دراسة ولعب ولهو وبسمة. وفي العراق المحتل يرتكب المحتل الامريكي الجرائم الدموية بحق شعب العراق واطفاله، فمئات الوف اطفال العراق قتلوا واصبح قسم منهم مشوها بسبب جرائم المحتل الامريكي.
ان رسالتنا في يوم الطفل العالمي ان هيا لتصعيد الكفاح على مختلف الجبهات لضمان زوال الاحتلالين الاسرائيلي والامريكي لضمان حياة الطفولة والسعادة والبيئة النظيفة لاطفال فلسطين والعراق، ولينعموا في ظل العراق الحر المستقل وفلسطين الحرة المستقلة. فضمان حياة الاستقرار الطبيعية للاطفال وانتصار البسمة على الدمعة يعتبر محكا اساسيا يعكس الطابع الحضاري والمعيشي للمجتمع، ولنواصل معركتنا حتى لا يبقى أي طفل في أي بلد محروما من حياة الطفولة.
الأثنين 2/6/2008