كلمة <<الاتحاد>>
شوكة في خاصرة الامبريالية الامريكية

مع اطلالة العام الجديد، في الاول من شهر يناير (كانون الثاني) الجاري احتفل الشعب الكوبي البطل بالذكرى السنوية الخامسة والاربعين للاطاحة بنظام الطاغية الدكتاتوري باتيستا وانتصار الثورة الاشتراكية في جزيرة الشمس والحرية، كوبا، برئاسة القائد الثوري الوطني المتميز فيدل كاسترو، وفي مكان لا يبعد مرمى العصا عن وكر الامبريالية في الولايات المتحدة الامريكية.
وخلال اربعة عقود ونيف من عمر الثورة الاشتراكية يثير مسار تطور كوبا، وطابع هذا المسار، اعجاب وتقدير جميع القوى التقدمية والثورية من  انصار حقوق الشعوب في التطور الخلاق والحر في ظل السيادة الوطنية وصيانتها في وجه محراك شر التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية. فمنذ انتصار هذه الثورة في القارة الامريكية الجنوبية وخلال طيلة سنوات عمرها تلجأ الامبريالية الامريكية، وبمختلف الوسائل المباشرة وغير المباشرة، العسكرية والسياسية والدبلوماسية، ومن خلال تصدير الثورة المعادية، للقضاء على هذا النظام ودفن الاشتراكية وهي في طور الجنين في رحم القارة الامريكية. خمسًا واربعين سنة يواجه النظام الثوري في كوبا الحصار الامريكي والامبريالي المطبق ولم يركع. وعندما انهار الاتحاد السوفييتي والانظمة الاشتراكية في اوروبا الشرقية - سند كوبا في مواجهة مؤامرات الامبريالية الامريكية - توهم ارباب نظام عولمة الارهاب والجرائم في "البيت الابيض" ان انهيار النظام الاشتراكي في كوبا أصبح وشيكًا، وانه بالامكان محاصرته بأنياب المجاعة والحصار الشديد المفترسة. وكان جواب الشعب الكوبي "نجوع ولا نركع" لطواغيت  الامبريالية في واشنطن. وصمود الثورة والنظام التقدمي في وجه اباطرة القرن العشرين والواحد والعشرين وبقاء كوبا شوكة في خاصرة وحلق الامبريالية يمكن ان يؤلف نموذجًا يحتذى للدول والشعوب النامية  في نضالها لدفن مخططات الهيمنة والنهب الامبريالية، وفي نضالها من اجل التطور الحضاري لما فيه مصلحة حياة ومعيشة ومستقبل تطور شعوبها. فصمود النظام الكوبي في وجه الضغوطات والمؤامرات  الامريكية يعود اولا واخيرًا الى قناعة الشعب الكوبي بمنهج ونهج نظامه واستعداده للتضحية دفاعًا عنه. فالشعب الكوبي، وخلال اربعة عقود ونيف، ورغم الحصار الامبريالي، وفي ظروف اقتصادية غاية  في الصعوبة، خبر على ارض الواقع الملموس ان نظامه يبني مجتمع المساواة والعدالة الاجتماعية، لا فرق في اللون او الانتساب القومي والديني، وانه يطور شبكة متطورة وعصرية من الخدمات الجماهيرية، في المجالين الصحي والتعليمي، تعتبر من الارقى في العالم، ويستفيد من خدماتها وعلى قدم المساواة جميع ابناء الشعب الكوبي، وليس بشكل متفاوت كما هو الحال في مجتمع التقاطب الاجتماعي الرأسمالي، حيث الخدمات الارقى والافضل للاغنياء والمتدنية للفقراء. صمود النظام الكوبي المدعوم شعبيًا ووضوح منهجه بالنسبة لطابع المجتمع الذي يسعد فعلا الانسان ووضوح موقفه على ساحة الصراع الطبقي عالميًا في العولمة الامبريالية المتوحشة، جعلا النظام الكوبي اليوم يقف في الصف الامامي  القيادي للعالم الثالث والبلدان النامية في صراعها ضد طابع العولمة الرأسمالية الهمجي ومن اجل نظام  عالمي جديد قائم على العدالة والمساواة وانهاض البلدان المتخلفة اقتصاديًا من جراء النهب والتمييز  الاستعماري والامبريالي. كما ان كوبا الحرية والاشتراكية قد اخترقت جدار الحصار الامبريالي بعلاقاتها مع العديد من الانظمة الامريكية الجنوبية، مع فنزويلا والبرازيل وغيرها. نتمنى للشعب الكوبي ونظامه دوام التقدم والتطور وليسقط الحصار الامبريالي عن كوبا.

("الاتحـــــــاد")


الأحد 4/1/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع