بالذات في يوم الطفل العالمي، الذي يصادف بعد غد الاحد الاول من حزيران، تبرز مدى اهمية الافكار الشيوعيه واهدافها وضرورة تذويتها والسعي الدائم لنشرها بين الناس، لانها بمثابة الهواء والماء والغذاء للجسد البشري، ولأنها باختصار شديد تسعى وتهدف لكي تكون الكره الارضيه كلها بمثابة بيت واحد والعائلة البشرية كلها اسرته المتآخية، تقسم ثروات الارض وكنوزها بين افرادها حسب احتياجاتهم واعمالهم ، حيث لا يكون بينهم اي ظالم ولا اي مظلوم ولا من يعاني من التخمة او من الجوع . وتبرز الاهمية للافكار الشيوعية على ضوء الواقع الملموس القائم في الدول الرأسمالية والذي يتميز بالقوي يأكل الضعيف ودوس القيم الانسانية الجميلة،
وتتجسد جريمة الرأسماليين خاصة الماسكين بزمام الامور ويديرون شؤون الدول وشعوبها، في انهم يتعاملون مع القضايا،خاصة قضايا الطفوله باقدامهم وبسبب تلك الرفسات من اقدامهم تجد في كل دولة الجياع والمشردين والمظلومين والفقراء ، وبدلا من توفير الامن والسعادة للطفولة وضمان نموها في ظروف واجواء انسانية جمالية حقيقية اممية تقدس براءتها وتضمن نقاءها من البثور والدمامل والمشاعر العنصرية والاستعلائية، تجد التعساء والمحرومين من العطف والحنان والذين يتساءلون: ماذا فعلنا لكم حتى نعامل بهذه القسوة والحقد والاهانة ودوس البسمات ولنحرم من بهجة الحياه وجماليتها؟؟
لقد اثبت النظام الراسمالي انه سياف الطفولة وبراءتها ومتطلباتها الماديه
والروحية، وسياف الطفولة مجرم، مكانه في السجن وليس في سدة الحكم، ولنأخذ على سبيل المثال الدولة التي نعيش فيها،فهناك مئات آلاف الفقراء من العرب واليهود واوضاع اطفالهم تقدم الدليل القاطع على مدى اجرامية النظام الرأسمالي خاصة المشبع بالنزعات العنصرية الاستعلائية وبدلا من توفير الامن والسعادة والبهجة للطفولة ، وفروا ويوفرون ويصرون على توفير التعاسة والجوع والالغام في الطريق الى السعادة والظلام والاسلاك الشائكة والابواب المغلقة باحكام في وجه المستقبل والامن والاستقرار والطموحات الكثيرة والمخالب لتمزيقها ويؤكدون بناء على النهج والبرامج السياسية انهم سيظلون قطاع طرق ولصوصا للسلام والطمأنينة والاستقرار وراحة البال والمحبة والسعادة وبراءة الطفولة وبهجتها.
بعد تسعة اشهر في ارحام الامهات يخرج المواليد الجدد الى الحياة في اوضاع وظروف مختلفة وكأني بهم يصرخون : جئنا الى الحياة لنعيش في حديقتها نستمتع بزقزقة العصافير وتغريد البلابل وهديل الحمائم وخرير السواقي وهفهفة النسائم وشدو العنادل ولنلعب باطمئنان في ملاعبها، ولنشعر بالفرح والبهجة، لا لنحرم من ذلك ونعاني من الحرمان والفقر والجوع والتسكع في الشوارع والموت من الجوع والبرد والصقيع . وبدلا من شراء دبابة ابنوا لنا روضة واملأوها بالألعاب والورد والبالونات الملونة لنطيرها مع الفراشات والعصافير، وبدلا من شراء طائره حربيه تقذف الموت من احشائها ابنوا مدرسة فيها الحدائق والملاعب والمكتبات، نعم براءة طفولتنا تناديكم تتوسل اليكم تناشدكم قائلة بصوتها الناعم: اعطونا البسمة والسعادة وليس الكشرة الحيوانية والتعاسة، وفروا لنا الهدوء والاستقرار والاطمئنان على المستقبل، اغمرونا بالمحبة الحقيقية والاحترام للقيم الانسانية الجميلة وبالدفء الانساني الانساني الحقيقي وحولوا البنادق والمدافع والالغام وكل وسائل الاجرام، الى اراجيح لنا وطابات والعاب ومدرجات صغيرة وبالونات ملونة.
لو كانت الحكومة تقدس الطفولة فعلا وتهتم حتى بان تكون سعيدة، لقدمت على الاقل في يوم الطفل العالمي، لعبة لكل طفل، وبدلة وقطعة حلوى ولكن طبيعتها
الرأسماليه المتجسدة في انا ومن بعدي الطوفان، تمنعها من ذلك، فماذا يمنعها
وعلى الاقل في يوم الطفل العالمي، من اقامة لقاءات مشتركه في مخيمات ليوم واحد بين الاطفال العرب واليهود ليلعبوا معا ويتنافسوا فيما بينهم في بناء وصنع
مدرجات واطيار مختلفة من المكعبات والكرتون والاوراق، وفي رسمهم المناظر الطبيعية اليس ذلك افضل من تسميم وتلويث افكارهم ونفوسهم وعقولهم بالعنصرية؟؟
هناك لغات عديدة في العالم يتخاطب بها ابناء البشرية، بعد ان تعلموها ولتكن
الطفولة وبراءتها اللغه الوحيده التي تجمع البشريه كلها، مؤكدة انها اسرة واحدة
، ولتكن الدافع لكل المظلومين والمقهورين من كل الشعوب ليثوروا على الواقع
المرير الذي يعانون واطفالهم منه خاصة انه ليس منزلا.
والافكار الوحيدة التي تتجاوب مع مطلب الطفولة بتوفير السعادة لها والبهجة،
وتعميق امميتها وان تكون وتظل لغة واحدة للتفاهم بين الجميع هي الافكار
الشيوعية لانها هي الشمعة الوحيدة القادرة على انارة وتضميخ قلوب وعقول ونفوس وضمائر ومشاعر البشر كلهم بمحبة الطفولة وقدسية براءتها وبالتالي محبة الحياة وقيمها الجميلة والسعي الدائم لكي يظل ابناء البشر ابناء اسرة واحدة يعملون من اجل سعادتهم وكل ما يفيدهم وينبذون كل ما يضرهم. يعملون لكي تكون الكرة الارضية شجرة وارفة واحدة مباركة يستظلونها ويأكلون كلهم من ثمارها.
بعد غد هو يوم الطفل العالمي، وبالذات في هذا اليوم ستؤكد الطفولة نفسها ان
الوحيد القادر على قتل سيافها المجرم ومنحها الطمأنينة الابدية وعدم تشويهها
وعدم تلويثها بالاحقاد العنصرية وعدم حرمانها من البهجة والبراءة والذي يضمن لها ان تعيش في حديقة الحياة هو الشيوعي في كل مكان لانه الوحيد القادر على تحويل القنابل الى طابات والالغام الى بالونات ملونة والرصاص الى بنانير والمدافع الى اقلام ومساطر والقواعد العسكرية الى حدائق بساتين وحواكير ومدارس وجامعات ولانه الوحيد الذي يعمق انسانية الانسان وجماليتها واخلاقيته الجميلة وضمان ان تظل الطفولة والانسان في حديقة الحياة الجميلة فادعموه من اجلي.
سهيل قبلان
الجمعة 30/5/2008