هل ينقذ اولمرت جلده "بمعجزة" ما!
لم يتأخر رد رئيس الحكومة ايهود اولمرت والراقصين في حلبته من انصاره في حزب كاديما على مطالبة رئيس حزب العمل ووزير "الامن" ايهود براك بتنحي او استقالة رئيس الحكومة بسبب الاتهامات الكثيرة الدامغة التي تتهمه بالفساد وبتلقي الرشى، والتي آخرها اعتراف الثري اليهودي الصهيوني الامريكي تالنسكي، انه مول اولمرت عندما كان رئيس لبلدية القدس الغربية ووزيرا للصناعة والتجارة بمقدار مئة وخمسين الف دولار الامر الذي يخالف قانون الانتخابات المعمول به في اسرائيل. لقد كان رد اولمرت وبعض مؤيديه من حزبه على براك انه لن يستقيل او يتنحى عن كرسي رئاسة الحكومة ويتمسك بموقعه!! يعلن موقفه هذا وهو يدرك جيدا انه اكثر رئيس حكومة في اسرائيل ومنذ قيامها على اطلال النكبة الفلسطينية، يوجه اليه هذا العدد الكبير من تهم الفساد والرشى. واولمرت وانصاره في حزب كاديما يدركون جيدا ايضا ان حل الكنيست والذهاب الى انتخابات مبكرة لا يخدم مصلحة هذا الحزب وقد يؤدي الى تقزيم تمثيله البرلماني والى فقدان مفاتيح العودة الى رئاسة وقيادة الحكومة، خاصة وان تدهور وتعمق الازمات السياسية والاقتصادية - الاجتماعية يشير الى زيادة واتساع قوة قوى اليمين المتطرف والفاشية العنصرية برئاسة الليكود وزعيمه نتنياهو التي لها الحظ الاوفر في تسلم رسن السلطة في حالة تقريب موعد الانتخابات. اذًا على ماذا يراهن اولمرت بتمسكه باسنانه بكرسي رئاسة الحكومة؟ اية معجزة ينتظرها او يعد لها اولمرت لانقاذ جلده ومركزه السياسي!! برأينا، ومن ناحية نظرية مبنية على تجارب السياسة الاسرائيلية السابقة الممارسة، قد يلجأ اولمرت الى احد الاحتمالين التاليين، فقريبا سيقوم بزيارة واشنطن للتباحث والتداول مع الرئيس الآيل للسقوط جورج دبليو بوش وغيره من المسؤولين في البيت الابيض. ولا نستبعد ان ينسق المجرمان، المنهارة اسهمها السياسية، لارتكاب جريمة عدوانية كارثية جديدة باجتياح قطاع غزة وارتكاب مجازر وجرائم حرب تقشعر لها الابدان، او بشن "حرب وقائية" خاطفة ضد ايران، والتهويل اسرائيليا "للخطر القومي الامني" ولاهمية الاجماع القومي الصهيوني ودفن قضية فساد ورشى اولمرت تحت البساط وجعلها في خبر كان. وتصعيد الهجمة التحريضية العدوانية ضد ايران و"الارهاب الفلسطيني" المزعوم دالة على نوايا محور الشر الاسرائيلي – الامريكي العدوانية. والمعجزة الثانية ان يتقدم اولمرت بخطوة جدية باتجاه التسوية في هضبة الجولان السورية المحتلة مع سوريا وبدعم من الادارة الامريكية وبعض الانظمة العربية المدجنة امريكيا. هذا الاحتمال ضئيل ولا يحظى في الظرف الراهن بتأييد شعبي او سياسي واسع في الحلبة الصهيونية الاسرائيلية. والحقيقة هي ان حكومة كاديما – العمل هي حكومة كوارث وجرائم وعدوان تستدعي المصلحة غروبها مع سياستها المأساوية. الاتحادالجمعة 30/5/2008 |