*إيتسيك بيري رئيس النقابة: "لم نعد نحتمل الضغط في العمل والتهديدات على حياتنا"* النقابي الجبهوي جهاد عقل: "سياسة الحكومة الاقتصادية والاجتماعية تؤدي الى اتساع دائرة الجمهور الذي يحتاج للخدمات التي يقدمها العاملون الاجتماعيون لذا نرفع صوتنا ضد سياسة تعريض حياة العاملين الاجتماعيين للخطر"*

القدس- لمراسلنا النقابي- تظاهر أكثر من 1500 شخص من العاملين الاجتماعيين من مختلف أنحاء البلاد ومن الوسطين اليهودي والعربي، صباح يوم أمس الأول الثلاثاء، في باحة وزارة المالية في القدس، احتجاجًا على السياسة الحكومية التي تؤدي الى تعرضهم للضغط في العمل، جراء الرفض الحكومي إقرار ملاكات جديدة لأقسام الخدمات الاجتماعية في السلطات المحلية، ومن جهة أخرى يؤدي هذا الضغط الى تعرضهم للعنف الجسدي والتهديدات من قبل البعض من متلقي الخدمات الاجتماعية الذين يشعرون بتأخير معالجة طلباتهم بسبب الضغط الهائل القائم في المكاتب.

ورفع المتظاهرون العديد من الشعارات الاحتجاجية التي تدين السياسة الحكومية القائمة على أساس تقليص الميزانيات وعدم زيادة الملاكات وتعريض حياتهم للخطر، وقد تحدث عدد كبير من المشاركين في المظاهرة وكان أولهم النقابي الجبهوي جهاد عقل، الذي قام بتنظيم هذا النشاط مع الطاقم النضالي في نقابة العاملين الاجتماعين الذي يرأسه إيتسيك بيري رئيس النقابة، حيث رحب بهذا الحشد الكبير من المتظاهرين مشيرًا الى أن هذه المظاهرة تأتي ضمن التصعيد الذي قررته النقابة مع قيادة الهستدروت ورئيسها عوفر عيني، ضمن النضال الذي باشره العاملون الاجتماعيون منذ العاشر من شهر نيسان الماضي، وأضاف: "السياسة الحكومية القائمة على أساس دعم قوى رأس المال تؤدي الى اتساع الفجوة ما بين الأغنياء والفقراء، وبذلك تؤدي الى زيادة متواصلة في عدد العائلات والأفراد الذين يحتاجون للخدمات الاجتماعية التي تقومون على تقديمها، لكن الحكومة نفسها قررت تجميد الملاكات وتقليص الميزانيات، الأمر الذي يؤدي الى تعرضكم لضغط غير محتمل في العمل وتعرّض حياتكم للتهديد ولحالات عنف تشكل خطرًا على حياتكم، لهذا نطالب الحكومة بوقف هذا التعسف وزيادة الملاكات والميزانيات".

ثم تحدث إيتسك بيري رئيس النقابة، حيث قدّم تحية للحشد الكبير من العاملين الاجتماعيين الذين شاركوا في المظاهرة وقال: "حضوركم بهذه الأعداد الكبيرة، هو بمثابة رسالة واضحة للمسؤولين الحكوميين وبشكل خاص في وزارة المالية، تقول إنّنا لم نعد نحتمل الوضع القائم، لم نعد نحتمل الضغط في العمل والتهديدات على حياتنا. هذه صرخة أولى نرفعها من هنا علّنا نجد آذانًا صاغية، وإلا سنضطر الى مواصلة تصعيد هذا النضال حتى تُستجاب مطالبنا". وتحدث إسحاق غاعاش رئيس بلدية برديس حنة- كركور ورئيس لجنة الخدمات الاجتماعية في مركز الحكم المحلي مؤكدًا ان مركز الحكم المحلي يدعم نضال العاملين الاجتماعيين ويقف الى جانبهم "لأن مطالبكم عادلة، بل هي مطالبنا ونحن نجد انفسنا امام حالات اجتماعية لا يمكن لأي شخص احتمال الضائقة التي تعيش فيها، وما نتلقاه من الحكومة هو المزيد من التقليصات في الميزانيات".

وتحدثت النائبة ناديه حلو مؤكدة انها حضرت للمظاهرة ليس للتضامن بل للتظاهر كونها كانت وستبقى عاملة اجتماعية. ثم تحدث عدد من العاملين الاجتماعيين حيث عرضوا ما يواجههم من مشاكل وخطر خلال تقديم الخدمات ووجهوا إصبع الاتهام للحكومة وسياستها بما يتعلق بموضوع الخدمات الاجتماعية خاصة وأن عدد الفقراء يزداد سنويًا والمشاكل الاجتماعية تتفاقم ومنها قضية العنف التي تأتي على الأخضر واليابس مما يعرض حياتهم هم أيضًا للخطر. وقدم طلاب قسم الخدمات الاجتماعية في جامعة بئر السبع مقطعًا ساخرًا احتجاجيًّا على ما تتعرض له أقسام الرفاه والخدمات الاجتماعية من ضربات وتم "عرض هذه الخدمات على مختلف تخصصاتها للبيع بالمزاد العلني" احتجاجًا على السياسة الحكومية.