عكا ـ من مفيد مهنا ـ ليس بعيدا عن موج البحر ولا عن فنار عكا ولا أسورها تم أول أمس الثلاثاء افتتاح أول صالة عرض لرسومات الأطفال في البلاد حيث لبت العشرات من الشخصيات من قضاة وأعضاء كنيست ومفتشين ومدراء ومعلمين والمبدعين وأهل وأطفال، دعوة مركز ثقافة الطفل ـ الأسوار وغاليري قشاش لنشاط، تأخذك رسوماته المتنوعة إلى أبعاد إنسانية وتربوية من الدرجة الأولى ليردد كل من يتمعن بها مع الشاعر الفلسطيني توفيق زياد قوله، "وأعطي نصف عمري للذي يجعل طفلاً باكيًا يضحك"، لكن وبهذه الكلمات المؤثرة لمديرة المركز حنان حجازي كأني بها تقول، "وأعطي كل عمري لمن.." حيث أكدت أن غاليري أمواج تستمد عطرها من رائحة البحر، من مدينة الأسوار حارسة الساحل الفلسطيني وأمواج هي التواصل بين الماء وبين الصخر الصامد، بين عناق الموجة للشاطئ ... وأضافت حجازي إنّ أمواج هي مرساة لكل المبدعين من أطفالنا وترعى المواهب الإبداعية في الكتابة والفنون لتنمية الذائقة الفنية، ولبناء جيل مبدع خلاق ينتمي الى الحضارة العربية ويحافظ على التراث، ويعتز بهويته الوطنية. وتحدث الفنان وليد قشاش مدير صالة العرض (غاليري قشاش) ليلفت النظر إلى أهمية رعاية مثل هذه البراعم في جيل الطفولة وضرورة الاهتمام بهم أكثر وتوجيههم. ولا بأس إذا كان الأمر نحو فن الرسم بمختلف ألوانه كونه يعتمد على الإحساس والعقل وليس على ما يرى فقط. وأول لغة يتعامل معها الطفل هي لغة الرسم. أما المربية شرين إيراني ناشف مُدرسة الفنون في عكا فأكدت ان الفن يعبر قبل كل شيء عن المشاعر وكل إنسان يستطيع قراءة اللوحة الفنية بتصوراته الخاصة، ومن هنا ندرك أهمية دعم الفنانين والأخذ بيد أولادنا منذ الطفولة وعدم التواني في الكشف عن مواهبهم وتشجيعها. ثم شكرت إيراني كل من ساهم وعمل على إخراج هذا المعرض الذي أزال الغبار عن الكثير من المواهب. كذلك تحدث مدير مدرسة منارة أسامة عبد الفتاح فأشار إلى الترابط اللغوي والفعلي بين، أسوار ومنارة وأمواج، كأسماء ومؤسسات تعمل جاهدة لرعاية تلك المواهب الناشئة وأكد على ضرورة الفعاليات المدرسية وضرورة الاهتمام أيضا بالرياضة والموسيقى وما إلى هذا من فنون. وبعد الكلمة التي ألقاها في افتتاح المعرض مفتش المعارف د. نمر بياعة قال "للاتحاد": "إن أقامة مثل هذا المعرض عبارة عن لبنة أخرى على البناء الثقافي الفني في المدينة والذي يفتقر إلى الدعم الكافي من المؤسسات المدرسية والبلدية الوزارات. ومعرض اليوم يضم حوالي 400 لوحة رَسَمَ معظمها طلاب مدرسة منارة. وهذه الصالة ستبقى مفتوحة، ومن هنا أهيب ببقية المدارس الاهتمام أكثر وأكثر بمثل هذه الفعاليات وما إليها من فنون ورياضة وإبداعات أدبية". تجدر الإشارة أن هذا المعرض أقيم تحت رعاية بعض المؤسسات وكان من المفروض ان يتكلم فيه إسماعيل تلاوي أمين عام اللجنة الوطنية ـ اليونسكو لكن تعذر عليه ذلك لعدم حصوله على تصريح.