بين جلد الذات وسياسة قطف الرأس



رفيقي وليد الفاهوم

لقد قرأت صباحيتك الأولى، التي تعرض فيها وجهة نظرك بشأن مجريات الأمور على ساحة لجان الطلاب الجامعيين العرب، وقد أزعجتني تلك المقالة لما حملته من مضامين، ولكن قلت في نفسي أنها لربما تبقى في إطار الرأي والرأي الآخر، على الرغم مما حملته من إساءة لجمهور طلابنا، وعلينا أن نحترم رأيك ومن حقنا أن لا نتقبله.
وأتت صباحيتك الثانية يوم الأحد، الموافق 25 الشهر الحالي، التي تحاول الدفاع فيها عن موقفك، فقررت الرد، فأكثر ما استفزني في مقالك انك كثيرا ما تشرح وفي بعض الأحيان "تؤم" بنا حول الرأي والرأي الآخر، ولكن قلمك أوقع بك هذه المرة فهل انتبهت انك وصفت من حبّذ مقالتك وطلب منك تعميق الفكرة بـ"الإنسان" ومن انتقدك بأنه: "بطريركي وكأن روح العصر تهب فقط عندما يسمح هو بذلك" كما تكتب، بمعنى انك أردت حتى أن تسلبه حق السماح أو عدم السماح لابنته أن تقرر بأي لباس تظهر.
ألا تعتقد يا وليد انك تحمل طلابنا الجامعيين أكثر مما يحتملون، ألا تعتقد ان كل هؤلاء الطلاب يأتون من مدنهم وقراهم، وكل طالب يصل إلى الجامعة حاملا فكره وانتماءه السياسي؟ ألا تعتقد أننا نحمل أبناءنا طلابنا الجامعيين عبء فشلنا ليس كحزب وجبهة، فقط إنما أعباء فشل مجتمعنا المدني عامة؟
إن الوضع في الجامعات هو المرآة التي تعكس صورتنا الحقيقية في الناصرة وأم الفحم وترشيحا وكل القرى والمدن العربية، إن الوضع في الجامعات هو سيمبتوم وليس المرض بذاته، والعلاج يكمن في الرجوع إلى الأصل، من حيث يخرج هؤلاء الطلاب إلينا نحن، خاصة وأننا في تراجع مستمر أمام فكر التزمت الديني والفئوي وأعتقد ان مقالتك هي جزء من هذا التراجع.
اعتقد يا وليد أن اختزال مشاكلنا السياسية والاجتماعية وتراجع مجتمعنا المتمدن إلى هذه الهاوية بما تلبسه أو لا تلبسه بناتنا، وما يشربه طلابنا هي محاولة اغتيال للحقيقة.
هل تذكر يا وليد عندما كانت تنورة عضوة البلدية الوالدة سامية حكيم موضع نقاش في انتخابات العام 1998، وهل كنت ستلخص ازدياد قوة الحركة الإسلامية في تلك الانتخابات بسبب تنورة سامية حكيم؟
ألا تعتقد يا رفيقي أن الطريق قصيرة وقصيرة جدا بين هذه المواقف وبين من يعتقد ان ازدياد جرائم الاغتصاب في ارتفاع بسبب لبس "الشيال" و"البدون هدوم" ما يؤثر على إفرازات هرمون الرجولة ويدفع هؤلاء السفلة إلى الاغتصاب.
وأخيرا أود ان أقول لك: إذا كان النصر سيأتي على حساب حرياتنا الشخصية، وبالذات على حساب حرية بناتنا وأبنائنا "فجعلو ما أجا"، ويجب علينا أن نتعلم ونعلم الجيل القادم على تقبل الآخر كما هو بلباسه وفكره.
البارحة أضاع ابني قطعة نقدية في إحدى النقاط المظلمة في البيت وراح يبحث عنها في المنطقة المضاءة فهل سيجدها؟

د. عزمي حكيم
الأربعاء 28/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع