كولومبيا: ثوار الـ«فارك» ينعون زعيمهم التاريخي. أقدم قائد تمرد شيوعي في العالم
اعلنت القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، أمس، وفاة قائدها التاريخي مانويل مارولاندا، أقدم زعيم شيوعي لحركة تمرد في العالم، وذلك اثر اصابته بأزمة قلبية في آذار الماضي. ونقلت قناة التلفزيون الخاص «كاراكول» عن بيان لمنظمة «فارك» ان «الزعيم الكبير رحل»، في اشارة الى مانويل مارولاندا (80 عاما)، وذلك اثر اصابته بأزمة قلبية في آذار الماضي. واوضح ان الفونسو كانو الذي يعتبر المسؤول الايديولوجي للحركة، سيتولى القيادة. وكانت وزارة الدفاع الكولومبية أعلنت في وقت سابق وفاة مارولاندا في 26 آذار الماضي، مشيرة إلى أنّ ألفونسو كانو يفترض ان يكون قد تولى القيادة. وقال رئيس أركان الجيش الكولومبي الأميرال رينيه مورينــو أنّ ملابســات وفاة مارولاندا لم تتضح بعد، حيث قيل إنه مات نتيجة أزمة قلبية مفاجئــة في منطقة ميتا في شرقي البلاد. وفيما اعتبرت صحيفة «أ ب ث» الإسبانية أنّ وفاة مارولاندا تعتبر ضربة جديدة للثوار، بعد مقتل إيفان ريوس وراوول رييس وهما من القادة السبعة الكبار في المنظمة، أشارت إلى أنّ «فارك» كانت تستعد منذ سنوات لغياب مارولاندا، المعروف باسم «تيروفيخو»، الذي يعتبر بمثابة المحور الذي تدور حوله القيادة السياسية والاستراتيجية لحركة «فارك»، والاشراف على العلاقات بين الثوار والرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز. ولد مارولاندا في 12 أيار 1928 في كوينديو غربي العاصمة بوغوتا، واسمه الحقيقي بيدرو أنطونيو مارين، وقد اختار اسمه الحركي تيمناً بزعيم كولومبي في منطقة انطيوكيا (شمالي غربي البلاد) في الثلاثينيات. وبدأ مارولاندا العمل المسلح عندما كان فتى بعد مقتل عدد من أقربائه في أعمال عنف تلت اغتيال الزعيم اليساري جورج اليثير غايتان في .1948 ونظم منذ ذلك الحــين حركة التمــرد في إطار عائلي أولا مع 14 من أقربائه، قبل أن تثير النظريات الشيوعية إعجابه، فقاد في العام 1953 مجموعة من الشــيوعيين الزراعـيين للدفاع الذاتي تضم 26 رجلا. وعقدت حركة التمرد الكولومبية في العام 1956 أول مؤتمر لها عينت فيه أعضاء قيادتها التي ضمت 13 شخصا، وعهد برئاستها إلى مارولاندا الذي سمي قائدا عسكريا. وفي عام ,1960 قتلت السلطات الكولومبـية صهــره وصديقه بيدرو ارديلا، وقد قال حينها «لقد قتـلوا الحمل وتركوا النمر». وفي 27 ايار العام ,1964 شـن الجيش الكولومبي هجوما بمشــاركة خمسة آلاف رجل، سمي باسم حملة ماركيتاليا، على مارولاندا و48 من رفاقه الذين أعلنوا حينذاك إنشاء منظمة الـ«فارك». ونادراً ما خرج مارولاندا، الذي أعلنت وفاته 17 مرة على الأقل، من مخابئه في غابات كولومبيا، وهو متزوج ولديه العديد من الأولاد، بينهم ابنة تقاتل إلى جانبه. ويعتبر مارولاندا أقدم زعيم شيوعي لحركة تمرد في العالم أضعفت اليوم لكنها ما زالت تضم بين سبعة آلاف وتسعة آلاف رجل ومنتشرة على امتداد الأراضي الكولومبية. («السفير»، رويترز، ا ف ب، ا ب)