دمشق وطهران تؤكدان «تحالفهما الاستراتيجي»



توركماني: أحبطنا استهداف خط المقاومة في المنطقة


أكد وزير الدفاع الإيراني العميد مصطفى محمد نجار ونظيره السوري العماد حسن توركماني، في طهران أمس، التحالف «الاستراتيجي» بين طهران ودمشق، حيث أشار الوزير السوري الى «تعاون ثابت ودائم» وإلى أن العلاقة القائمة بين البلدين «أحبطت وأربكت التهديدات التي استهدفت خط المقاومة في المنطقة»، معلنا الاستعداد للمزيد من التعاون العسكري مع إيران.
وتأتي زيارة توركماني، نائب القائد العام للقوات المسلحة السورية، إلى العاصمة الايرانية، في ظل بدء المحادثات غير المباشرة برعاية تركية بين سوريا وإسرائيل، وتزايد الرهان الاسرائيلي على تباعد دمشق وطهران. كما أنها الزيارة الثانية للوزير السوري إلى طهران خلال العامين الماضيين. وكانت إيران وسوريا عززتا في العام 2006 تحالفهما الذي يعود إلى 30 عاما بتوقيع اتفاق تعاون عسكري.
وأكد نجار وتوركماني على «ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين على كافة الأصعدة، والعمل من اجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وخاصة في العراق ولبنان وأفغانستان»، وعلى «الوحدة والتلاحم بين البلدان الإسلامية لمواجهه الأخطار التي تهدد العالم الإسلامي ومكافحه الإرهاب والتوتر بصوره جادة».
وقال نجار إن «العلاقات بين إيران وسوريا علاقات استراتيجية تقوم على المصالح الوطنية للبلدين والعالم الإسلامي». وأضاف أن «سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية المبدئية والثابتة تعتمد تطوير العلاقات الشاملة مع دول منطقة الشرق الأوسط لتحقيق الاستقرار والأمن الدائمين في المنطقة»، معتبرا أن «تفويض شؤون المنطقة إلى شعوبها، وتوفير الأمن الجماعي هما الأسلوب الأمثل للوقاية ومواجهة الأزمات التي تعصف بالمنطقة».
من جهته، أوضح توركماني أن «الزيارات واللقاءات المتعددة بين مسؤولي البلدين تؤكد دوما على تطوير العلاقات»، واصفا هذه العلاقات بأنها «علاقات استراتيجية». وقال «إن التعاون الثنائي هو تعاون ثابت ودائم، لأنه قائم على أسس ومبادئ مشتركة ورصينة».
وأشار الوزير السوري إلى أن «الفضل في مستوى العلاقات الجيد بين إيران وسوريا يعود إلى شخصية الإمام الخميني الراحل الفذة والرئيس السوري السابق حافظ الأسد»، موضحا «أن الإمام الخميني هو الذي وضع أسس هذه العلاقات الطيبة». وأضاف «أن العلاقات الوطيدة بين إيران وسوريا قد أحبطت وأربكت التهديدات التي استهدفت خط المقاومة في المنطقة»، معلنا استعداد دمشق للمزيد من التعاون الدفاعي مع طهران.
وقال توركماني، خلال لقائه قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، إن «إيران تمتلك قدرات علمية وتقنية وقتالية ومعنوية عالية»، معربا عن أمله في أن يسهم هذا اللقاء في تنميه التعاون الثنائي. ووصف «الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالحليف الاستراتيجي لسوريا»، موضحا أن «سوريا أعلنت هذا مرارا وأعداؤنا يشعرون بالخطر من هذا الموضوع».
من جهته، قال جعفري إن «انتصار الثورة الإسلامية في إيران، والذي أفضى إلى صحوة ووحدة وتضامن المسلمين في المنطقة قد قلب أيضا العديد من معادلات أعداء الإسلام، بمن فيهم أميركا والكيان الصهيوني». وأضاف أن «الوحدة والتضامن بين إيران وسوريا قد تجسدت أكثر فأكثر، وهذه الوحدة تمخضت عن جهود البلدين في إقرار مزيد من الوحدة والتعاون بين البلدين».
وأشار قائد الحرس الثوري إلى «فشل مخططات أميركا والكيان الصهيوني في منطقه الشرق الأوسط». وتابع إن «مشروع الكيان الصهيوني الكبير كان يكمن في توسيع رقعة الأراضي المحتلة والهيمنة على الدول الأخرى، مثل لبنان، إلا أن هذا الكيان الصهيوني يواجه في الوقت الراهن مشاكل، حتى في إحلال الأمن بالمناطق التي يقطنها الصهاينة».
وأوضح جعفري أن «القدرة المادية والعسكرية كانت دوما المحور الأساسي في العلاقات الدولية، في حين أظهرت تجارب الجمهورية الإسلامية وانتصارات لبنان وسوريا وفلسطين للعالم أن تأثير القدرة والنفوذ المعنوي أكثر بكثير من القدرة العسكرية والمادية». وأكد أن «انتصار الثورة الإسلامية، بقيادة الإمام الخميني، قد قلب كافة موازين الدول وغير معادلات القوى لصالح شعوب المنطقة والدول الإسلامية»، مشددا على «ضرورة استثمار الفرص لاعتماد خطوات مهمة».
(«ارنا»، «مهر»، أ ف ب، رويترز)

الأثنين 26/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع