وفاء للرفيق المناضل والوطني البارز رياح زعاترة الذي غادرنا من مدينة الناصرة يوم الثلاثاء 20.5.2008.
كنا نجلس معً حول بئر دارِهِ، دار أهله، أهلنا نحن، رفاقه وأصدقاءَه، لنا جميعا ما لنا من حكايا مراياها. كان ذلك في حي بئر الأمير في ناصرةِ الناسِ الطيبينَ.
تمهلْ!!
تمهلْ قليلاًَ!!
قليلاَ تمهلْ!!
رغم نداءِ "النجيب"
تمهلْ !!!
فـ"عبدُ الله" يناديكْ .
تمهلْ !
تمهلْ قليلاًَ!!
قليلاً تمهلْ!!!
رغم نداء" شوقي" الحبيب
لان " الأديب"
يناديكْ!!!.
تمهلْ قليلاًَ!!
قليلاً تمهلْ!!!
رغم نداء" الشيخ" الرفيق
فحزني يناديكْ.
والبئر تستغيثُ:
"أعطني
من نبعك َالمزيد
يا صاحبَ الريح
والنسيمْ "
تمهلْ قليلاًَ!!
قليلاً تمهلْ!!!
لِنُخَزِّنَ مزيداَ من الأفكارِ
فينا وفيك.
تمهلْ قليلاًَ!!
قليلاً تمهلْ!!!
يا حرارةَ النداءِ
ورفيق الطريق.
الحكاية يا أبا عرسان طالتْ، وكادت تقطع أنفاسَنا، لولا مشاربُنا الصافيةُ لبُتِرتْ أطرافنا وحرقتْ خلايا أجسامنا. لولاك، ولولا أمثالكَ، لهُدمتْ السماءَ فوق الأرض أرضنا.
الحكايات والمواقف والطروحات التي تخزّنتْ في بئر ساحتك، ساحتنا، ستنتشلها الأجيال القادمة لتقول:
"كان يجلس حول هذه البئر كادحون ومناضلون في زمن الخنوع والهروب".
لن أقول لك، "لماذا فعلتها وبهذه السرعة؟!"، لأنني أعرف كيف قاومت هذا الخبيث المرض، جابي الموت، قاومت كعادتك في مقاومة الانتهازيين والمتسلقين.
لكَ ريحُ الرياح
تنسّمُ في الصباح
رياحُ!
أنت الرياح
ونحن أنتَ
وأنتَ نحنُ
ولنا عدالة الطقس
والطريق الصحيح
ولهم " ألسنامي"
والحريق
شاهدك، شاهد جديد ينضم لشواهد المناضلين الراحلين، شاهد شهد صاحبه مع الكادحين ضد المارقين.
تمهلْ قليلاًَ!!
قليلاً تمهلْ!!!
يا رفيق الريح والمطر
يا حارس البئر والقمر.
تمهل قليلاًَ!!
قليلاً تمهلْ!!!
وغنِّ مع البئر،
بئرك:
" لنا ولها فلسطين
ينابيعُ الصفاء
وطعم البقاء".
----------------
• مرثية مفلح الطبعوني، في وداع الرفيق المناضل رياح زعاترة.
• "النجيب"، "الشيخ"، "شوقي"- رفاق الفقيد طيبو الذكر: الرفيق نجيب الفاهوم والرفيق طه البيومي والرفيق شوقي عبد الله.
• "عبد الله"، "الأديب"- رفاقا الفقيد، أطال الله في عمريهما: الرفيق عبد الله إستيته والرفيق أديب أبو رحمون.
مفلح طبعوني
الجمعة 23/5/2008