مطلب الساعة: الاصغاء جيدا للصوت الشيوعي



تشهد الحياة وعلى مدى عشرات السنين، مقدمة البراهين التي لا تدحض اطلاقا، ان حكام اسرائيل من هواة الجيف والاستمتاع برؤيتها، ومن جرائمهم التي لا تعد ولا تحصى، الاصرار على ان يروق منظر الجيف لشعبهم وان تمتع اسماعه اصوات ازيز الرصاص وانفجارات القنابل والالغام والصواريخ ودوي المدافع، غير ابهين لنتائج ذلك التعود السيئة وما تلحقه من اضرار وتشويهات بالقيم الانسانية الجميلة، وبالمشاعر الانسانية النبيلة الشريفة، ويتجسد ذلك في اصرارهم الغبي الاجرامي على تكديس العراقيل والحواجز في الطريق المؤدي الى السلام الحقيقي العادل الراسخ ورفضهم القاطع لدفع ثمنه وتنفيذ متطلباته، غير ابهين للنتائج المترتبة عن ذلك الرفض الاجرامي.
ان الطفولة البريئة والجميلة تطلب من حكام اسرائيل،عقد ميثاق السلام الحقيقي مع
الجيران وخاصة ابناء الشعب الفلسطيني، لكي تنمو جميلة وغير ملوثة بالاحقاد العنصرية، وتطالب الضمير الانساني في الجماهير بان يكون جميلا وحيا دائما ويعمق جماليته وانسانيته الجميلة المحبة للحياة وقدسيتها وجماليتها، ينبذ مشعلي الحروب، وتدعو الانسان الشريف ان يختار المكان الذي ينبغي ان يختاره لنفسه في النضال بين مبدئي النور والظلام والاصغاء الى صوت المحبة الانسانية الجميلة والعقل والضمير، الداعي الى النضال ضد قوى الشر والعدوان واشعال الحروب التي تصر وغير ابهة لنتائجها الكارثية على الجماهير ومصالحها وحياتها،على الرقص في ساحة الحروب.
ولانهم من هواة الجيف والاستمتاع برؤيتها،فانهم يصرون على اقامة سلوكهم على
الكذب والحقد والصلف وابادة الانسان عن عمد وتصميم، فاعمالهم وفي المجالات كافة تلبد على افاق الحياة بشكل رهيب واجرامي سحب الحرب والتدمير، ليظل السلام الحقيقي بمثابة جيفة يتلذذون برائحتها الكريهة،والانكى من ذلك اقناع شعبهم
باهمية الاستمتاع مثلهم بتلك الرائحة الكريهة، ويصرون على نهج تهيمن فيه قوة
الحديد والفولاذ والنار على قوة الروح الانسانية الجميلة، ويريدون الانسان الة عمياء خرساء فاقدة الحس الانساني الجميل والشعور الانساني الجميل، ذلك النهج الذي هو بمثابة اوساخ اكوام القمامة التي تزيد عدد الحشرات السامة ولا تقلله، وتتجسد تلك الحشرات في افكار واهداف وبرامج يرفض حكام اسرائيل ومن خلال ممارساتهم التنازل عنها.
ان مصير اللص الى السجن كعقاب على ما قام به من جرائم، وحكام اسرائيل بمثابة
لصوص، سرقوا وعلانية ويصرون على سرقة حياة وكرامة وسعادة وراحة بال الجماهير والاطمئنان على المستقبل، ورغم ذلك يواصلون ادارة شؤون المجتمع، واللصوص تخشى قدوم الصباح، لانه سيفضحها وحكام اسرائيل يخشون قدوم الصباح المتجسد في السلام الحقيقي وحسن الجوار لانه سيحرمهم من مواصلة السرقة ويضمن الحياة السعيدة للناس، ولأنهم يريدون من الانسان ان يكون جنديا في ساحة الحرب يأمره رئيسه فينحني صامتا ويطيعه وينفذ ما يأمره به وان رفض فلا قيمة حسب رأيه عنده للحياة!ان سحب الحرب التي يصر حكام اسرائيل على ان تظل متلبدة في الاجواء، لا تبددها الا عاصفة حركة انصار السلام، والقوة الرئيسية التي تقف في مقدمة انصار السلام الراسخ والشامل، وبامكان برنامجها الواقعي والمنطقي وحده تبديد كل سحب الحرب والعداء والاحقاد وخدمة السيد الامريكي، هي الحزب الشيوعي الاسرائيلي اليهودي العربي الاممي،الذي يدافع عن الانسان في الانسان وليعمق انسانيته وجماليتها.
الانسان الذي عليه وبالذات في هذه الظروف ان يختار بين دعم السلام الحقيقي او دعم الحرب، وخطر الحرب المحدق يجب ان ينهض الجماهير التي تهمها حياة السلام للوقوف بقوة امام قوى الحرب ومنعها من اشعال فتيل الحرب.
برر ويصر حكام اسرائيل على تبرير تدابيرهم واجراءاتهم الحربية وتكديس الاسلحة
وتحويل الجزء الاكبر من ميزانية الدولة لميزانية وزارة الحرب والاحتلال، باعتبارات "الدفاع"، ويصرون على التمسك بذلك التبرير، رغم ان القناع الذي يلفون
به نواياهم العدوانية شفاف جدا،فهم لا يفكرون الا بالسيئات ولا يتنفسون الا بالاحقاد، ولا يتغذون الا بالاحقاد ولا ينفثون الا الاحقاد، ولم يرتدعوا عن ذلك الحقد البهيمي الاعمى الذي طال شعبهم، من خلال حرمانه من الحياة باحترام وكرامة وسعادة وبحسن جوار مع الجيران، وطالما اصروا على ذلك، وعلى عماهم الحيواني لمدى
حقدهم وكرههم للفلسطينيين، ورفضهم انجاز السلام العادل و الراسخ والحقيقي معهم، فأنهم بذلك يزرعون الالغام في سبل السلام والتقارب بين ابناء الشعبين والصداقة والتعاون لما فيه المصلحة العامة ويبصقون بذلك على القيم الانسانية الجميلة والمحبة ويرسخون سحنة الاستعمار الوحشية والبشعة، رافضين استيعاب تجارب التاريخ والبراهين الكثيرة ان مصير كل احتلال الى زوال مهما طال عمره ومهما بلغت قوة منفذه، ولقد ازفت الساعة التي يجب ان يتعمق فيها الادراك ان المهمة الاكثر الحاحا في هذا الوقت بالذات، هي الاصغاء الجيد الى الصوت الشيوعي الاممي، اليهودي العربي،المدوي في الساحات والميادين والكنيست وجريدة"الاتحاد"، من ان انجاز وتحقيق السلام العادل والراسخ وتحويل المنطقة الى حديقة تصدح فيها البلابل وتكثر ملاعب الاطفال وتتشابك الايدي وتشمخ القامات بسيرها على طريق التآخي والصداقة والتعاون من اجل مستقبل مشرق للجميع.

سهيل قبلان
الجمعة 23/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع