"مجموعة الجليل" للفن الفلسطيني، تحقّق نجاحا فنيّا كبيرا في تركيا وتثبت مدى صحة التعاون بين الفنانين



حيفا- مكتب "الاتحاد"- بدعوة من السفارة الفلسطينية في تركيا وُجّهت للمخرج  المسرحي  ،والموسيقي نبيل عازر  وبمساعدة ومشاركة عازف الناي الفنان ألفرد حجار مسؤول فرقة مزمار الموسيقية والسيدة فريال خشيبون مدربة ومصممة الرقص في فرقة سلمى للرقص تكونت مجموعة الجليل للفن الفلسطيني حيث أحيت أمسيات الأسبوع الثقافي الفلسطيني الثاني في أنقرة واسطنبول في تركيا.
ففرقة سلمى للرقص، وفرقة مزمار الموسيقية وأعضاء سابقون في فرقة يعاد الغنائية وهم الفنان الكبير أشرف داود، بادرة جبران، ونجوان سليمان بالاضافة الى الفنان سمير مخول حيث شارك في العزف والغناء، جميعهم نجحوا نجاحا فنيّا كبيرا وأثبتوا بأن التعاون الصادق بين الفنانين يحقق نتائج كبيرة على المستوى الثقافي والاجتماعي والجمالي.
" ليسوا مجرد عرب في اسرائيل ، انهم فلسطينيون حقيقيون يعرفون تراثهم وحضارتهم ويستطيعون التعبير عن مأساتهم وألمهم وحزنهم وفرحهم بمستوى فني راقٍِِ ".
هذا ما كتبه مراسل احدى الصحف الصادرة باللغة الانجليزية في تركيا بعد أن شاهد عرض "أسرار الأرض " الذي قدمته مجموعة الجليل للفن الفلسطيني ، والذي أشرف عليه فنيّا نبيل عازر.
يبدأ العرض على أنغام أغنية "زهرة المدائن" وبالتحديد من مقطع الغضب الساطع آت حيث اجتمعت العبقرية الرحبانية مع صوت السيدة فيروز ليعكس المعنى الرهيب لمأساة فلسطين ، وبهذا الغضب والأمل قدم الشباب والصبايا من فرقة سلمى وهم: ريم دكور، نيفين دباغ ، أماني سلامة، رهام سلامة، أماني جرايسي، فاطمة فضل، أدهم زعبي أليف خشيبون، تامر سعيد، رياض نجار ،بشير سلامة، ناصرحنا -  قدموا رقصتهم العاصفة فقوبلت بعاصفة من التصفيق والاعجاب.
ثم ينطلق أنين الناي ليمهد للصوت الانساني أن يصلّي ويغني موال : يا رفاقي الشهداء / يا رفاقي الأبرياء/ ثم تقدم مجموعة المغنين أغنية والله لازرعك في الدار/يا عود اللوز الأخضر/واروي هالأرض بدمي/تتنور فيها وتكبر. أغنية" فرقة العاشقين الفلسطينية" المشهورة والتي ربما تكون أجمل وأصدق تعبير عن الجرح الفلسطيني العميق والأمل الأعمق.
بعد ذلك تأتي التهليلة الفلسطينية "أحبابنا شيّلوا "للشاعر توفيق زياد وألحان نبيل عازر وهي فراقية وجدانية هادئة تنتهي بمثل شعبي فيه كثير من العزاء (ما شدة عمرها دامت على مخلوق).
ثم يأتي الضوء،والضجيج،والفرح، والشيطنة ، تعبّر عنها أنامل العازفين وأصوات المغنين وأجساد الراقصين بأغنية ورقصة (طاق طاق طاقية) المستوحاة من لعبة الأطفال المعروفة ، كتبها ولحنها  نبيل عازر وصممتها فريال خشيبون التي صممت أيضا جميع رقصات البرنامج ، فترتقي بها المجموعة الى أجمل مستويات التعبير الفني .
ثم قطعة موسيقية بعنوان " رقص السلام" من ألحان الفنان سمير مخول أدتها فرقة مزمار الموسيقية وهم: يوسف مخول / كمان، ألفرد حجار/ ناي، محمد هواري،شربل روزا ، سمير ابراهيم/ايقاع. "رقص السلام" قريبة من الموسيقى الفنية العربية الكلاسيكية مع تجديد وخصوصية فنية أضافها سمير مخول.
تليها أهزوجة ورقصة "يالله الغيث يا ربي " من أغاني الاستسقاء الفلسطينية ومواويل شعبية ثم أغنية ورقصة الخيل ومجموعة من الأغاني التراثية والرقصات والدبكات الشعبية قدمتها الفرقة الغنائية والموسيقية وفرقة الرقص كل على حدة الى أن وقف الجميع على المنصّة ليؤدوا نشيدنا المحبوب  نشيد الرجاء والحب والفرح " موطني موطني"
هذا ما كان في برنامج " أسرار الأرض" الذي سيعرض في البلاد في الخريف القادم.
فالأرض بالنسبة لمجموعة الجليل ليست تراب وصخورا فقط ، انما وطن ، والوطن ليس فقط مكانا للسكن انما انتماء ثقافيا وحضاريا . فشتان ما بين كلمة الدولة وكلمة الوطن ، فالدولة هي مؤسسات وحدود .......أما الوطن فهو محرك أبدي للحياة لأنه  ساكن أبدا في قلب الأنسان .
بقي أن نذكر أن مجموعة الجليل تحاول أن " تبذر قليلاَ من حنطة الميلاد في أرض الضمير البور" .

الجمعة 23/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع