وتنسدلُ السـّـتاره
"قلبي..كمنفضة الرّماد ِ ، أنا..
إنْ تنبشي ما فيه ، تحترقي
شـِـعري أنا قلبي..ويظلمني
من لا يرى قلبي على الورق ِ "
نزار قبـّـاني
قولي لمنفضة ِ الرّماد ِ بأنـّـهُ
سقطتْ ضلوعي حينَ قالوا "قد رحلْ"
فالشـّـعرُ لحنٌ من هزار ٍ هائم ٍ
والشـّـعرُ في قلب ِ النـّـزار ِ قد اكتملْ
من لا يرى قلبا على أوراقه ِ
ظلمَ المحبـّـة َ والحبيبَ..كمن..قتلْ .
كلماتـُـه ُ حبـّـاتُ درّ ٍ تستوي..
فوقَ النـّـحور ِ..على الشـّـفاه ِ..على القبلْ
قد صاغـَـها حاكت ثيابا للهوى
فكوتْ ضلوعَ الكـُـرْه ِ في سفْر ِ الأزلْ
أثرى بشعر الحبّ ِ صدرَ فتاتـِـه ِ
وعلى خدود ِ الورد ِ..ينتحرُ الخجلْ .
يا شاعرَ الجنس ِ اللطيف ِ ..لـِـما الرّحيلُ ..
وريشـُـنا زغـْب ٌبطير ٍ..قد نقلْ..
عن شاعر ٍ كسرَ القيودَ مخلـّـِـدا ً
إسمَ النـّـزار ِ على الكلام ِ..على الجملْ ؟؟
فالبغـْـيُ كانت صرخة ً في وجه ِ من..
جعلَ النـّـساءَ جواريا..فيها الشـّـللْ
بيعتْ لحومُ المومسات ِ بدرهم ٍ
فوقَ الرّصيف ِ وفوقَ أكداس ِ الوحـِلْ .
بيروتُ في أنفاسـِـه ِوفؤادِه ِ
ودمشقُ مسقط ُ رأسـِـه ِ..منها انتقلْ
قد راعَهُ تقسيمُ بيروتَ التي..
بيعت بسوق ِ نِخاسة ٍ..بيعا ً خـَـجـِلْ
حرّيـّـة ُ الرّأي ِ التي نشأت بها
ضاعتْ..وتاهت..مثلَ سكران ٍ ثمـِـلْ !!
يا من تحدّيتَ الحياةَ بزفرة ٍ
من شعركَ السـّـهل ِ المنيع ِ المنصقلْ
وجعلتَ من قمر ِ العروبة ِ ناديا ً
فيه الحشيشُ..محـْدِّثا ً خبزّ المللْ
وبكيتَ فوقَ مداد ِ قلبـِكَ ثائرا ً
وبكيتَ بلقيسَ المحبـّـة ِ..والأملْ
وصرختَ في وجه ِ التآمـر ِ والخنا
وأثرْتَ زوبعة ً يوجـّـهها الجدلْ
وبكيتَ من ظلم ِ القريب ِ..وسرتَ في..
درب ِ التـّـمرّد ِ ..درب ِ أشراف ِ الأهـِـلْ..
فإلى جنان ِ الخـلد ِ دربٌ سالكٌ
وإلى جوار ِ إلـهـِـنا..نعمَ المحـلْ
حوريـّـة ٌ في الأفـْق ِ جاءتْ ترتوي
من منهل ِ الشـّـعر ِ العظيم ِ المعتدلْ
فستارتي سقطتْ على بحر النـّـوى
كستارة ِ الشـّـعر ِ المنمـّـق ِ..تنسدلْ .
رضوانُ مهـّـدَ للقدوم ِ جنانـَـهُ
فرشَ البساطَ على جسور ٍ من عسلْ
والرّبّ ُ فوقَ العرش ِ ينتظرُ اللقا
والجارياتُ أقمـْـنَ عرسا ً..في الحفـِـلْ..
وستارتي..
سقطتْ على..
بحر النـّـوى
كستارة ِ الشـّـعر ِ المنمـّـق ِ..
تنســد ِلْ !!!!
مجيد حسيسي
الخميس 22/5/2008