اختتم «المنتدى الاقتصادي العالمي» للشرق الأوسط أمس أعماله في شرم الشيخ، بعد أن تناول في جلساته الـ232 على مدى الأيام الثلاثة، قضايا اقتصادية وسياسية واجتماعية وبيئية عديدة، تصدّرتها أزمة ارتفاع أسعار النفط والغذاء، فيما اغتنمته السلطات المصرية للترويج لما تعتبره انجازات اقتصادية في مصر. وتقرر في نهاية منتدى «دافوس»، الذي عقد تحت شعار «التعلّم من المستقبل»، أن تعقد دورته المقبلة في منطقة العقبة في البحر الميت، على أن تستضيفه شرم الشيخ مجدداً في العام ,2010 وهكذا دواليك تناوباً بين الأردن ومصر. ودافع جمال مبارك، نجل الرئيس المصري، عن قرار الحكومة رفع الضرائب للتمكن من دفع الزيادة على رواتب العاملين في القطاع الحكومي، بالقول «كان هدفنا واضحا وهو زيادة دخل المواطن للتخفيف عن كاهله عبء الزيادة في الأسعار ولكن بالتوازن، وكان (القرار الحكومي) محسوباً لسد بعض الفجوات في النظام الضريبي». واعتبر جمال مبارك أن «الحزمة بتوازنها حققت إلى حد كبير الهدف المطلوب»، مؤكداً أن جميع من التقاهم «أشادوا بأداء الاقتصاد المصري». وبشأن مشكلة ارتفاع الاسعار فى مصر، قال جمال مبارك «لايوجد حل سحري للمشاكل التى نواجهها، خصوصا المشاكل الطارئة بنفس حجم مشكلة إرتفاع الاسعار»، موضحا ان «مشكلة إرتفاع الاسعار ليست مشكلة مصرية فحسب بل عالمية... ودول نامية ودول متقدمة تعاني من هذه المشكلة وقد تكون بأشكال متفاوتة». واكد ان أهم القضايا التي طُرحت خلال المنتدى كانت «مشكلة ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، وقدرة المجتمع الدولي على معالجتها، وكيفية مساعدة الدول الأكثر فقرا»، مطمئناً المصريين بأن لدى بلاده «سياسة قومية للطاقة، مداها 15 عاماً، ونحن نفكّر في كيفية استمرار تأمين مصادر للطاقة عبر توفير الطاقة البديلة والطاقة النووية، وترشيد الاستهلاك»، لافتاً إلى أن الرئيس حسني مبارك «سيثير قضية ارتفاع أسعار الغذاء والحلول الممكنة خلال اجتماع المنظمة الدولية للأغذية والزراعة». من جهته، اعتبر رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف أن بلاده شهدت «زيادة في معدلات النمو، رغم ارتفاع الأسعار عالمياً»، وهو ما دفع «بالعديد من كبار رجال الأعمال العالميين إلى الإعراب عن إعجابهم بتجربة مصر»، و»إبداء استعدادهم للاستثمار فيها». الى ذلك، واصل جمال مبارك انتقاده لخطاب الرئيس الأميركي جورج بوش الذي ألقاه أمام المنتدى قبل يومين، والذي قال مسؤولون أميركيون أنه أثار امتعاض العرب لأنهم غير معتادين على الصراحة. ورد جمال مبارك أن لدى العرب «الجرأة والشفافية، وهذا رد شعبي ورسمي على لساني: نحن لا نحتاج لمن يعلمنا الصراحة، وأنا لم أفاجأ، لأن تلك هي لغة الحوار الأميركية منذ أربع سنوات»، موضحاً أن «الجميع كانوا يتوقعون أن يحمل معه (بوش) رسالة أقوى تحدد معالم الطريق بشأن السلام، لكن خطابه كان مخيبا للآمال». وحول المنتدى، الذي وصفه بأنه كان «فرصة كبيرة لمصر لطرح قضايا الإصلاح الاقتصادي والسياسي»، قال جمال مبارك إن المنتدين «ركزوا على الحوار للوصول إلى هدف مشترك لحل أزمات الصراع والغذاء والغلاء في المنطقة».(ا ش ا)