حيفا – فضلا عن اصطفافه الواضح والمتوقع إلى جانب أكثر التوجّهات رجعيةً وتطرفًا في إسرائيل، إنتهز بوش الابن فرصة خطابه "التاريخي" في الكنيست، الخميس، لشن هجوم مبطن على المرشح الدمقراطي باراك أوباما، بقوله "يبدو أن البعض يصدق أننا يجب أن نتفاوض مع الإرهابيين والمتطرفين"، في تلميح أكثر من واضح إلى استعداد أوباما للحوار مع من يعتبرهم المحافظون الجدد "محور الشر العالمي"، الممتد من بيونع يانغ إلى طهران ودمشق وهافانا.
أقوال بوش هذه، الموجّهة للأذن الإسرائيلية والأذن الأمريكية اليهودية، مرادُها إبراز "مشكلة أوباما اليهودية" وتأجيج التحريض عليه في الأوساط الصهيونية المؤيدة لإسرائيل الاحتلال والعدوان والعنصرية.
وبهذا، يكون بوش - الذي لم يبخل في السابق في الإطراء على "صلابة" المرشح الجمهوري جون ماكين – قد أطلق الرصاصة الأولى في وابل استغلاله الشهور الستة المتبقية له في البيت الأبيض، لإصابة الرؤية المعتدلة نسبيًا التي يمثلها أوباما، والتي تقضّ مضاجع العصابة الحربجية الحاكمة في واشنطن، في مقتل.
لقد اعتلى بوش الابن سدّة الحكم عام 2000 عنوةً، ونجح في الحفاظ عليها عام 2004 من خلال بث الذعر والتخويف وترهيب الناخبين الأمريكيين، لضمان ديمومة الاحتلال والنهب والهيمنة في العراق والشرق الأوسط والعالم، تحت يافطة "الحرب على الإرهاب" الأفاكة. فهل سينجح بوش وماكين في تضليل الشعب الأمريكي سنة 2008 أيضًا؟
رجا زعاترة
الأحد 18/5/2008