اريد ان اعيش سعيدا



اريد ان اعيش سعيدا، في كنف السلام الجميل الدافئ وغير قلق على المستقبل، تلك
الكلمات القليلة لا شك ان كل واحد منا يرددها، والسعادة هي مفهوم يبحث عنها الانسان دائما، فلماذا لا يتمتع بها الجميع؟ وهل هي بمثابة مستحيل من المستحيلات لا يمكن الوصول اليه؟ نعيش في مجتمع راسمالي، والسعادة في المجتمع الرأسمالي هي من نصيب قلة، ويتجسد مفهومها في حياة الاستهلاك والبذخ والثراء والرفاهية، لان طبيعة النظام تقوم على الاستغلال والانا وعدم الالتزام بحق الجماهير في ان تعيش باحترام واطمئنان وكرامة وعدم قلق على المستقبل. بينما في الاشتراكية تتجسد السعادة في توطد القيم الانسانية الجميلة وفي العلاقات الاخوية والتعاون بين بني البشر من اجل جمالية الحياة حيث لا ظالم ولا مظلوم ولا غني ولا فقير، والاشتراكية بتحريرها للانسان من شهوات الربح الفاحش والثراء والانا والامتلاك والتسلط الفئوي المغامر، فانها تحرره من كل ما يسبب شقاءه وتعاسته وخوفه على المستقبل، ومن هنا فان الاشتراكية كمرحلة اولى من مراحل الشيوعية شرط وحيد للسعادة البشرية كلها، وان نضال الانسان من اجل السلام
والمحبة والتاخي والصداقة الاممية بين الناس ولنبذ الكراهية والاحقاد والعنصرية، وعندما تدرك الجماهير ان مصالحها هي بمثابة شارة هامة في تطورها وتطوير اقتصاد مبني على اساس اشتراكي، تسير في طريق السعادة الحقيقية والتعايش الانساني القائم على الاحترام المتبادل والتنسيق والتفاهم والعمل لتعميق كل ما يضمن ويجلب السعادة والمحبة والاطمئنان في ظل السلام الراسخ والشامل والوطيد، خاصة ان الانتاج الراسمالي يتميز بان ارباحه هي لحفنة من الناس تبذر اموالها على امور ليست في صالح الجماهير العامة،بينما الهدف الاسمى للاشتراكية، المرحلة الاولى في الطريق الى الشيوعية هو رفاهية الشعب وسعادة الانسان في ظل الاشتراكية التي اهم ما تمنحه للانسان، مشاعر الامان الاجتماعي والاستقرار والاطمئنان والثقة بالمستقبل، ويكون كل مواطن على يقين انه لن يغدو عاطلا عن العمل او على هامش الحياة او مجرد رقم في سجل السكان، خاصة ان شعار الاشتراكية هو ان الانسان للانسان بمثابة اخ وصديق ورفيق، وان جميع ثمار الكدح البشري والآلي تخدم كل الناس وليس مجموعة انفار يصرون على ان يكونوا بمثابة العلق البشري.
ان خير الدواء هو ان يهتدي الانسان الى باعث الداء فيقضي عليه ويتلافى اخطاره، والامراض الاجتماعية المنتشرة في المجتمعات الرأسمالية والمتجسدة في طبيعة تلك الانظمة واهدافها ليست منزلة لا يمكن تغييرها، فالهدف الاولي والاساسي للراسمالي هو تكديس الارباح، ولا تعنيه البطالة واحوال الجماهير المعيشية، فما هو السبيل لبناء مجتمع عادل ينبذ كليا الاستغلال والتعسف والقمع والفقر المادي والمعنوي؟ ان الاشتراكية كخطوة اولى في الطريق الى الشيوعية بمبادئها الجميلة تعتبر المحبة الحقيقية للانسان والحياة وان يجسد فيها انسانيته الجميلة وتعتبر استمرارية لكل جيد وطيب وانساني، جسدها ماركس بقوله: "كل ما فعله الفلاسفة انهم فسروا العالم باشكال مختلفة بينما المطلوب هو تغييره"، اي تغييره الى الاحسن ولصالح البشرية وقيمها الجميلة، المطلوب هو تحول التفكير:" من هذا لي وحدي بأي ثمن"، الى هذا لنا كلنا بالتساوي، وبالطبع هذا ليس بالامر السهل، والتحول في التفكير من هذا لي الى هذا لنا يحتاج الى فترة طويلة جدا، ولكن المهم هو بدء تمهيد السبيل لذلك وبدء السير في هذا السبيل بغض النظر عن طوله لان في نهايته سعادة البشرية كلها.
يتجسد عمل القابلة في معاونة الطفل الحي في الرحم على البزوغ والانطلاق من حياة الى حياة ارحب في مجتمع وفي ظروف مختلفة، وعندما نرى حياة الجماهير ومعاناة الكثيرين منها، وكم تعاني لكي تعيش وتاكل وتتعلم وتعمل وكل واحد منها حسب ظروفه وامكانياته الروحية والمادية، ندرك مدى اهمية دعم الحزب الشيوعي الاسرائيلي، اليهودي العربي الاممي، خاصة في الظروف القائمة في الدولة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا،لانه هو الوحيد الذي يكفل ويضمن تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية الحقيقية للتخلص من الواقع القائم في الدولة والمتميز بقسوته وبشاعته وظلاميته وعنصريته في المجالات كافة،لانه يحمل كحزب اممي راية القيم الانسانية الجميلة ويقدم ويضمن الحلول الموضوعية الجذرية للمشاكل على كافة الاصعدة.
اريد ان اعيش سعيدا، انها رغبة مقدسة للانسان، لن تتحقق للجميع في ظل الرأسمالية،
فكيف اذا كان الحديث يدور عن دولة كاسرائيل، يدير شؤونها ويقرر سياستها اشخاص
يصرون على ان تظل الدولة المخلب الابشع وكلب الحراسة الاشرس للامبريالية الامريكية في الشرق الاوسط وحتى خارجه! ان الاتجاهات التي تميز سياسة حكام اسرائيل وتوجهها داخليا وخارجيا تقضي على القيم الانسانية الجميلة وجمالية الانسان، غير آبهين لما ينشأ عن تلك السياسة من خراب ودمار في كل المواقع الاجتماعية غير مواقع الرأسماليين الكبار خاصة تجار السلاح، الذين يواصلون تكديس الارباح من جراء الاصرار على مواصلة التمسك بالاحتلال وخدمة السيد الامريكي وراء المحيط، وتبرز مدى اجرامية هؤلاء الحكام الامر الذي يقدم البرهان الساطع على مدى تحللهم من النزعة والقيم الانسانية الجميلة، من خلال وجود مئات الاف اليهود الفقراء والعاطلين عن العمل ومنهم من يفتش عن بقايا طعام في براميل القمامة وتفضيلهم الدبابة على حقهم في العيش باحترام وكرامة، فما بالك بتعاملهم مع الجماهير العربية؟ ومن هنا فان هتاف اريد ان اعيش سعيدا لن يكون للجميع الا في ظل الشيوعية وهذا امر حتمي.

سهيل قبلان
السبت 17/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع