كلمة <<الاتحاد>>
ليكنْ عامًا أفضل من سلفه

ننتهز اطلالة العام الجديد لنتقدم بأحر التهاني الى قراء "الاتحاد" والى الموزعين المساهمين في حمل مشعل النور يوميًا، في الحر والبرد، الى بيوت القراء والمشتركين، الى جميع الكتاب من ساسة وأدباء ومراسلين الذين اثبتوا ان "الصديق وقت الضيق" ولم ينقطعوا عن المساهمة في دعم منبر الشعب المكافح وسلاحه في وجه الظلم والظلام والظلاّم حتى في احلك الظروف، الى جميع ابناء شعبنا والى جميع قوى التقدم والمساواة والسلام والدمقراطية والتقدم الاجتماعي في بلادنا وعالمنا، نتقدم بأحر التهاني الممهورة بالمقولة التقليدية "كل عام وأنتم بخير".

لقد كُتب علينا نحن الذين نعيش في بلاد وكر ذئب العدوان ان نستقبل العام الجديد في أفق تنسج الاوساط الحاكمة اليمينية خيوطه من دماء ضحايا جرائمها المرتقبة ومن دموع معاناة من تخطط لحرمانهم في العام الجديد امكانية توفير لقمة العيش وايجاد مكان للعمل. فلن ينعم المواطن العربي في جنة الخير والسعادة والبهجة تحت ظل سياسة رسمية تمارس خطة تمييز قومي منهجية في مختلف نواحي حياته وتكشر عن انيابها لمواصلة جرائم مصادرة الاراضي وهدم البيوت العربية ومصادرة مكان العمل وشحذ انياب برامج الترانسفير العنصرية. ولن ينعم الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة في جنة الخير والامن والاستقرار، في السنة الجديدة، ما دام هولاكو الاحتلال والمجازر والتدمير والاستيطان يعيث فسادًا واجرامًا في المناطق المحتلة ويحرم شعبًا بأكمله حقه الانساني والشرعي باستنشاق نسيم الحرية والسيادة كباقي شعوب المعمورة. ولن ينعم المواطن الاسرائيلي في العام  الجديد بأمن واستقرار مبنيين على مصادرة امن واستقرار الشعب الآخر ولا بتوفير أمن غذائي ومعيشي ما دامت حكومة الكوارث والدماء والافقار تحرق غالبية الميزانية العامة في أتون تغطية نفقاتها العسكرية لتعزيز وجودها الاحتلالي الاستيطاني على جثة حقوق ومعيشة شعب الانتفاضة الذي تحاصره بأنيابها العسكرية وبأنياب الفقر والمجاعة. ولن تنعم شعوب العالم، وخاصة شعوب البلدان النامية، في منطقتنا وخارجها، بالامن والاستقرار ما دام الوحش الامبريالي في "البيت الابيض" الامريكي يكشر عن انياب استراتيجية عولمة الارهاب المنظم لفرض الهيمنة الامريكية عالميًا والتهديد بافتراس اي نظام او اي بلد لا يقسم الولاء في بيت الطاعة الامريكي.

ورغم هذه الغيوم السوداء المرتقب ان تغطي أجواء السنة الجديدة فإننا على ثقة بأن شمس الصباح ستشرق حتمًا. ونؤكد بتفاؤلنا الواعي "ان حكم ضل ما ظل" وان اصرار المناضلين على انه لا بد للسلام العادل والمساواة الحقيقية وحق جميع الشعوب العيش بحرية وسيادة، وحق الانسان الاولي العيش بكرامة انسانية ووطنية وبمساواة سيشحذهم الكفاح في السنة الجديدة وعلى مختلف الصعد في اسرائيل وعالميًا لمواجهة طواغيت العدوان والجرائم من اعداء الانسانية وحقوقها. وبتفاؤل من لا يخيفه ظلام الليل وليل الظلاّم ومشحون بحتمية انتصار الحق والعدل نقول كل عام والجميع بألف خير.

("الاتحــــــــــــاد")


الأربعاء 31/12/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع