تيريز سليمان.. سببٌ آخر لجمالٍ هناك



سمعت صوتها أول مرة حين أرسلت لي صديقة من عكا ملفا صوتيا عبر البريد الإلكتروني، عنونته بـ(لو رحل صوتي.. تيريز سليمان). عرفتُ بأنها أغنية وبصوت جديد على مسمعي وعرفت أني سأحبها، أثق بابنة عكا وبذوقها الموسيقي وأستشيرها وأتعلم منها الكثير في هذا المجال. فتحتُ البريد الالكتروني فورا وحفظت الملف لأباشر بسماعه، سمعته أول مرة، لم أنتظر، ولّفت برنامج التشغيل كي يعيد الأغنية تلقائيا إذ انتهت، وصرت أسمعها وأعيد سماعها ألف مرة، فكانت إذا أغلقتُ البرنامج لا تهدأ من الدوران والتردد في رأسي الدائخ بها، أرسلت رسالة إلكترونية لابنة عكا أسأل عن تيريز وأطلب، أو أطالب بالمزيد مما ترتل بصوتها من أغانٍ.
بعد أشهر رأيت على أحد المواقع على الشبكة إعلانا عن حفل لها في حيفا بعنوان "مجاز"، ورابطا لبروفا تلك الحفلة على الـ You Tube. صرت أبحث أكثر عن تيريز بين صفحات اليوتيوب لأجد المزيد من تلك التحضيرات. ورجعت لأطلب من ابنة عكا المزيد عن تيريز: video, audio, links...
اكتشفت منذ فترة بأن لتيريز صفحات على الـ face book. صرت أجول فيها جميعها وأشاهد ما يُرفع إلى هذه الصفحات من لقطات لحفلات أحيتها في الجليل. ومؤخرا اكتشفت المزيد من اللقطات في You Tube لحفلتها في حيفا ضمن سلسلة أنشطة لرفض الخدمة المدنية التي تحاول إسرائيل فرضها على فلسطينيي الداخل.
لم يكن سهلا اللحاق بتيريز وصوتها وأغنياتها، فأغنياتها من تلك التي تستلزمك أن "تبحبش" جيدا لتجدها فتلحقها، كما تستلزم أن تُثبتَ بأنك جدير بسماعها وبهذا اللحاق ربما. وصوتها هو ما يقرر أكان سامعه منصتا.. خاشعا.. أتستحق روحه ذاك التطهر أم لا.
لتيريز صوت ملائكي، ولوجهها هئية ملائكية بالمناسبة. من يسمعها لأول مرة تغني، لن يتوه عنها إن سمعها ثانية، أو استحق ذلك. سيدرك حينها بأنه الصوت ذاته الذي سمعه أول مرة، وأن تميزا ما في الأسلوب سهّل عليه ذلك الإدراك، وسيسأل عنها أكثر، وعن إمكانية سماع المزيد من أغنياتها.
أما من يراها تغني، بوقفتها أو تمايلها على المسرح حسب إيقاع الأغنية، بالكوفية على كتفيها، بحركات يديها وأصابعها، بملامح وجهها، من يرى ملامح بجمال ذلك المزيج بين البشرية والملائكية وتغني، من يرى كل ذلك أقل ما يفعل أن "يبحبش" عنها في صفحات الإنترنت ليسمع ويشاهد المزيد من أغنياتها وحفلاتها ويحاول أن يستحق المزيد من ذلك، ويصر على اللحاق وعلى حقه فيه، أو فليبحث له عن صديقة من عكا تتوسط له، وترسل جديد صديقتها.
لن أتكلم عن حضورها على المسرح فلم أحضر حفلا لها. شيء آخر أعي الآن استلابه مني كلاجئ فلسطيني: حضور أحد أسباب الجمال في الجليل، وما أكثرها.. أن تحضر حفلا لتيريز.
ألبومها الأول في بداية طريقه إلى النور، موسيقى من صوتها ومن أصوات لـ باس وترامبت ودرمز وبيانو. القصائد عن فلسطين وأرضها وناسها وعشقها، في أسلوب استطاعت أن تتميز به حتى قبل صدور ألبومها الأول. سيعطي الألبومُ الفنَّ البديل إجمالا، والجازَ الشرقي، "Oriental Jazz"، خاصة مساحات كبيرة انتظرت تريزَ بأسلوبها وموسيقاها لتملأها. وسأبدأ أنا من الآن بنفض الغبار من على الرفوف وأكرّس مكانا خاصا له. وسأواصل، طبعا، "بحبشتي" عن كل جديد لها في الجوجل واليوتيوب والفيس بوك والإنبوكس..
تبقى مسألة توزيع الألبوم، لا أعتقد بأنه سيصل إلى أسواق الإمارات، وأرجو أن أكون مخطئاً. تيريز وعدتني بأول نسخة ستخرج من حيفا، بأنها ستكون في طريقها إلى بريدي في أبوظبي، سأنتظر طويلا إذن. إلى حينه، سأنتظر أن تملئ ابنة عكا بريدي بأغانٍ لتريز وآخرين من الداخل الفلسطيني. وذلك إلى حين حضوري، الحتمي، لحفلة ما في عكا أو حيفا أو بيسان.. أو كل فلسطين.. لتيريز.


(لسماع أغنيات لتيريز سليمان: http://www.horria.org/songs.htm)

*كاتب فلسطيني- أبو ظبي

سليم البيك
الجمعة 16/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع