الوفد العربي يواجه "مهمة صعبة" في بيروت



*مصادر: الحكومة اللبنانية تقرر من "دون شروط" العودة عن القرارين اللذين يمسان بأمن المقاومة*

بيروت- وكالات- يواجه الوفد العربي الذي وصل ظهر أمس الى بيروت لحل الازمة بين الاكثرية الموالية للدول الامبريالية والمعارضة الوطنية مهمة صعبة فيما ساد الهدوء العاصمة ومناطق الجبل والشمال بعد اشتباكات اسفرت عن مقتل 65 شخصا، واستمرت خمسة أربعة أيام.
وقد وصل الوفد برئاسة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى مطار رفيق الحريري الدولي حيث الحركة متوقفة منذ اسبوع، ثم انتقل الى بيروت عبر الطريق الرئيسية التي وافق حزب الله، ابرز اطراف المعارضة، على فتح احد مساريها لمرور الموكب.
وكان في استقباله على ارض المطار وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ وسفراء الدول المشاركة في الوفد.
ويضم الوفد ايضا الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اضافة الى وزراء خارجية ثماني دول اخرى هي الاردن والامارات والبحرين والجزائر وجيبوتي وسلطنة عمان والمغرب واليمن.
وتوجه الوفد فور وصوله للاجتماع برئيس المجلس النيابي نبيه بري، أحد ابرز اقطاب المعارضة. وسيلتقي ايضا رئيس التيار الوطني الحر ميشيل عون من المعارضة ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري من الاكثرية، وقائد الجيش العماد ميشال سليمان.
وكان موسى اقر عشية قدومه الى بيروت ان الازمة في لبنان "ازدادت تعقيدا" بسبب الاحداث الاخيرة.
ولخص مصدر في الاكثرية النيابية الوضع بقوله: "نحن الان في مرحلة انتقالية بين مستوى ميداني ومستوى سياسي. الحكومة تواجه ازمة ميدانية مع سيطرة المعارضة على الشارع وقطع الطرق، وحزب الله يواجه ازمة سياسية بكيفية تثمير نصره العسكري".
واشار المصدر المقرب من ملف المفاوضات مع الوفد العربي الى ان الحكومة التي يرأسها فؤاد السنيورة "قررت من دون شروط العودة عن القرارين اللذين اعتبرهما حزب الله يمسان بأمنه".
وتاتي خطوة الحكومة هذه تماشيا مع قرارها وضع القرارين المذكورين في عهدة الجيش وموافقتها على بيان قيادة الجيش حولهما.
واعلنت القيادة ابقاء رئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير (القريب من حزب الله) في منصبه في انتظار التحقيقات في مسألة نصب الحزب كاميرا على مقربة من المطار، ودرس مسألة شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله، والطلب من جميع الفرقاء منع المظاهر المسلحة وفتح الطرقات.
وقال المصدر في الاكثرية: "ينص بيان الجيش على فتح الطرق. اذا ابقت المعارضة الطرقات مغلقة فهذا يعني عدم التزامها به وعلى العرب تحديد كيفية مواجهة ذلك. اما اذا التزمت وعادت الامور الى ما كانت عليه قبل السابع من ايار فسيصار الى استئناف الحوار" من دون ان يعطي تفاصيل اضافية عن الجهة التي سترعى الحوار او بنوده.
يذكر بان السنيورة اعتبر السبت ان الحوار الذي يدعو رئيس مجلس النواب الى استئنافه تحت رعايته اصبح "بحاجة لطرف محايد". وقال في كلمة وجهها الى اللبنانيين: "علينا ان نتفق سوية على الطرف المحايد لكي نتلاقى على الحلول التي نتفق عليها" على حد تعبيره.
من ناحيته، اكد مصدر في المعارضة ان فريقه "في انتظار ان تلغي الحكومة قراراتها وان تعلن الاكثرية نواياها بشان حكومة وحدة وطنية وقانون انتخاب يرضيان كافة الأطراف". وقال: "بعدها نتوجه الى انتخاب رئيس للجمهورية يرعى البنود الخلافية بين الطرفين".
وفيما رحب الطرفان بشكل عام بمهمة الوفد العربي في انتظار تبلور مقاربته للحل، تحفظ رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية اليميني الفاشي سمير جعجع، من قوى 14 اذار، على مهمة الوفد العربي.
وقال جعجع الثلاثاء: "وصلتني معطيات لا تطمئن ولا تدعني أتفاءل حيال طريقة عمل اللجنة الوزارية العربية في ما يتعلق بمقاربتها للامور والنقاط التي تحاول ان تضعها، فضلا عن كيفية عملها في هذا السياق"، معربا عن امله في "ان تكون هذه المعطيات غير دقيقة"!
ميدانيا، افاد مصدر امني ان الهدوء يسود منذ الثلاثاء مختلف المناطق ولم تسجل أيّة حوادث مخلة بالأمن بعد ان دخل قرار الجيش قمع التجاوزات بالقوة حيز التنفيذ منذ صباح الثلاثاء، فيما بقيت بعض طرق العاصمة مقطوعة وابرزها طريق المطار.
وركزت الصحف اللبنانية الاربعاء على مهمة الوفد العربي.
وعنونت صحيفة "النهار" الموالية: "مرحلة جديدة تبدأ الاربعاء مع وصول الوفد".
واشارت صحيفة "السفير" المعارضة الى احتمال ان تكون اول مهمة ينفذها الوفد العربي مقايضة بين الغاء الحكومة قرارين يمسان بأمن المقاومة وموافقة المعارضة على فتح الطرق.
وعنونت السفير: "14 ايار: الحكومة تلغي قراريها والمعارضة تنهي العصيان المدني".
اما صحيفة "الاخبار" المعارضة فكتبت في صدر صفحتها الاولى "فرصة اخيرة للتسوية او الفوضى".

الخميس 15/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع