في اطار النقاش البرلماني حول تصريحات نتنياهو البرلمانية:
بركة: المقصود في <<المشكلة الدمغرافية>> ليس الانسان لوحده


*ويضيف، اثارة هذه المشكلة تستهدف ايضا الارض كما تستهدف الانسان، والمثال الحي على هذا هم عرب النقب، واللاجئون العرب في وطنهم*

حيفا- مكتب الاتحاد- أكد النائب محمد بركة، رئيس كتلة "الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير"، ان الجدل الجاري حول ما اسماها الوزير نتنياهو بـ "المشكلة الدمغرافية" لا يتركز في الانسان لوحده، بل ايضا بالأرض، لأن من يثير قضية كهذه فإنه يقصد ايضا قضية الارض التي يعيش عليها "الآخر"، الذي هو في هذه المعادلة العربي الذي يعيش هنا على ارضه وفي وطنه.
وجاء هذا في اطار النقاش البرلماني الذي اجرته الكنيست، مساء امس الثلاثاء، حول تصريحات وزير المالية بنيامين نتنياهو في مؤتمر هرتسليا، قبل نحو اسبوعين، التي قال خلالها ان اسرائيل تواجه المشكلة الدمغرافية بسبب تكاثر العرب في اسرائيل، وأن هذا يهدد يهودية الدولةّ!.
وقال بركة، إن من يتحدث عن "مشكلة دمغرافية" فإنه يقصد ايضا الارض وليس فقط الانسان، وهذا ما نلمسه على ارض الواقع، فهاهم العرب في النقب،لا تريد السلطة الاعتراف بهم كما هم، فيطلقون البرامج تلو البرامج من اجل تجميعهم في بقع ارض صغيرة ومصادرة اراضيهم وابعادهم عن اماكن سكناهم وقراهم، وعن تاريخهم، وهم يعيشون منذ اكثر من 50 عاما في قرى ترفض السلطات الاعتراف بها.
واضاف بركة، هناك مثل آخر، وهم اللاجئون مواطنو دولة اسرائيل، وانا واحد منهم. فإذا كنت اعيش اليوم في مدينة شفاعمرو وليس في قريتي صفورية، التي يطلق عليها اليوم "تسيبوري"، فألا يهز هذا الميزان الدمغرافي لدولة اسرائيل الذي تتحدثون عنه؟!. انا سابقى مواطن دولة اسرائيل، ولكن دولة اسرائيل ترفض حتى ابداء حسن النية لاصلاح غبن تاريخي. ولهذا فإن الحكاية لا تتعلق بأغلبية كهذه او تلك، وانما قضية الانسان والارض.
وقال بركة في كلمته، لقد آن الاوان لفهم ان هناك شعبين يعيشان في هذه البلاد، ويحق، بحسب كافة المقاييس الانسانية والتاريخية والسياسية والاجتماعية، ان يكون لكل منهما كيان قومي مستقل، وهذا هو الحل التاريخي الذي فرض على الشعبين، وبامكانه ان يكون رافعة ضخمة في حياة الشعبين.
ولفت بركة الانتباه الى خطاب اعضاء الكنيست الذين شاركوا في اعداد وثيقة جنيف، وقال: انه لشديد السخرية ان يحاول اعضاء الكنيست هؤلاء تسويق الوثيقة في الشارع الاسرائيلي من خلال التلويح بـ "المشكلة الدمغرافية". انا اعتقد انه آن الاوان لاسرائيل لأن تستوعب انه لا يمكن لجزيرة ان تحارب محيطا.


الأربعاء 31/12/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع