عشرات آلاف القتلى والمفقودين في زلزال الصين



*حصيلة الزلزال العنيف في جنوب غرب الصين في ارتفاع، وفرق الانقاذ تجهد لانتشال آلاف الضحايا من تحت الانقاض*

سيتشوان- وكالات- ادى اقوى زلزال يضرب الصين منذ نحو ثلاثين عام الى مقتل وفقدان وطمر عشرات الآلاف في العديد من المناطق التي دمرها الزلزال، مما دفع البلاد الى بدء حملة اغاثة عاجلة في كافة انحاء البلاد.
وافادت وكالة انباء الصين الجديدة الثلاثاء نقلا عن الحكومة المحلية ان حصيلة الزلزال تجاوزت 12 الف قتيل في مقاطعة ستشوان، كما ان اكثر من 18600 طمروا تحت الانقاض في مدينة ميانيانغ في مقاطعة سيشوان جنوب غرب الصين.
وتاكد مقتل اكثر من 3600 شخص في ميانيانغ.
ويحاول الجنود وفرق الانقاذ الوصول الى المناطق المتضررة من الزلزال بواسطة الجو والبر والبحر.
وادى الزلزال البالغة قوته 7,9 درجة على مقياس ريختر وضرب البلاد الاثنين الى تدمير عدد كبير من المدارس والمنازل والمصانع.
وعرض التلفزيون صورًا لمبان مدمرة وطرق انقسمت الى شطرين وقسم من جبل تهاوى وناجين يحاولون الخروج من تحت الانقاض.
واعلن منظمو الالعاب الاولمبية التي ستجري في بكين في آب المقبل انهم سيختصرون مسيرة الشعلة الحالية في الصين بعد الزلزال- في ضربة اخرى لرحلة الشعلة العالمية التي واجهت "احتجاجات" على "اعمال العنف" التي شهدتها منطقة التبت.
واجرى الرئيس الأمريكي جورج بوش ونظيره الصيني هو جينتاو مكالمة هاتفية أمس الثلاثاء تحدثا خلالها عن الكارثة، حسب وسائل الاعلام الرسمية.
الا ان الاهتمام تركز على جهود الاغاثة الضخمة التي تجري في مقاطعة ستشوان التي كانت الاكثر تضررا بالزلزال.
وافاد مسؤولون الثلاثاء ان اكثر من 12 الف شخص قتلوا في المقاطعة وحدها، وان عددا آخر قتل في مناطق أخرى، الا انه يتوقع ان ترتفع هذه الارقام كثيرا مع وضوح الصورة بعد الزلزال المدمر.
واقر رئيس الوزراء الصيني وين جياباو بان الوضع اسوأ مما كان مقدرا في البداية حيث تواصلت الهزات الارتدادية في المنطقة.
وقال في اجتماع في مقر الاغاثة من الكوارث في دوجيانغيان: "في الوقت الحالي نواجه صعوبات كبيرة في تنفيذ عمليات الانقاذ".
وتحدثت الانباء عن عدد غير محدد من الضحايا المطمورين تحت الانقاض المتراكمة، ووجه مسؤولون نداءات للحصول على امدادات الطعام والادوية ومعدات الانقاذ بشكل عاجل.
وفي مدينة ميانجو التي قتل فيها 2000 شخص على الاقل، حاول عمال الانقاذ البحث بين قطع الحديد والاسمنت عن احياء سمعت اصواتهم من تحت الانقاض. ولا يزال نحو 4800 شخص مطمورين تحت الانقاض في ميانجو.
وقال لي (43 عاما) الذي احمرت عيناه من قلة النوم "اخي الصغير هناك"، ووقفت قريبته الى جانب كومة كانت قبل ايام مبنى بنك الصين.
وقال لي: "لم نذق طعم النوم، لقد وقفنا هنا طوال الليل نترقب".
ونشرت الصين كافة جنودها وعددهم 2,3 مليون جندي للمشاركة في جهود البحث والانقاذ، الا ان الامطار الغزيرة وحجم الدمار اعاقا هذه الجهود.
وتمكن فريق من 1300 على الاقل من العاملين الطبيين في الجيش من الوصول الى مقاطعة وينشوان التي كان مركز الزلزال بعد تسلقهم المناطق الوعرة.
الا ان الجيش اضطر الى الغاء خططه باسقاط امدادات الاغذية والادوية من الجو الى بعض المناطق وذلك بسبب الظروف الجوية السيئة.
ومن الصعب تقدير حجم الكارثة حيث لم تتمكن وكالة الصين الجديدة سوى من تقديم تقديرات متقطعة، حيث تحدثت عن خمسة آلاف قتيل في منطقة بيشوان التي انهارت 80% من مبانيها بما فيها احدى المدارس.
كما ذكرت الوكالة ان الآلاف قتلوا وطمروا تحت احد المصانع المجاورة. واضافت ان 600 شخص على الاقل قتلوا و2300 احتجزا في مدينة شيفانغ حيث يوجد تسرب كيميائي كبير.
وتحدث ضابط كبير في الجيش عن دمار "هائل" في بلدة ينغشيو القريبة من مركز الزلزال.
واضاف: "المروحيات مستعدة لنقل الاغذية والادوية والمياه جوا الى المنطقة عندما تسمح الظروف الجوية بذلك".
وقال متحدث باسم الخارجية الصينية انه لا توجد تقارير حتى الآن عن مقتل او اصابة اي اجانب.
وكانت تقارير الاعلام الرسمية ذكرت سابقا ان 37 سائحا قتلوا عندما طمرت حافلتهم في انزلاق ترابي، فيما صرح مسؤولون انهم فقدوا الاتصال مع 15 بريطانيا من بين 2000 سائح احتجزوا في مقاطعة سيشوان.
ويرجح ان يكون العديد من السياح في وولونغ التي تعد مركزا لاكبر مركز لابحاث وتوليد الباندا العملاقة المهددة بالانقراض. ولم يتمكن المسؤولون من الاتصال بهم منذ وقوع الزلزال.
وفي بكين قال المتحدث باسم اللجنة التنظيمية للالعاب الاولمبية سون وايد انه سيتم اختصار مسيرة الشعلة ابتداء من رحلتها في مقاطعة جيانشي الشرقية، مشيرا الى ان المسيرة ستتضمن لحظة صمت قبل بدئها.
واضاف "سنختصر الكلمات والغناء والرقصات التي تميزت بها مسيرة الشعلة حتى الان، وستكون المسيرة ابسط بكثير من السابق".
واعلنت اللجنة الاولمبية الدولية الثلاثاء في بيان عن تقديم مساعدة بقيمة مليون دولار للصين لدعم جهود الاغاثة واعادة البناء في المناطق المتضررة.
واعربت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واليابان وروسيا والامم المتحدة عن تعاطفها مع الضحايا وعرضت المساعدات.
ورحبت الصين بالعروض الا انها قالت ان الظروف "لم تنضج بعد" بحيث تسمح لفرق الاغاثة الاجنبية بدخول البلاد بسبب الدمار الذي لحق بخطوط النقل.
ويعد هذا الزلزال الاقوى منذ زلزال عام 1976 الذي قتل فيه 242 الف شخص ودمر مدينة تانغشان الشمالية بالكامل.

الأربعاء 14/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع