أما قبل، وأما بعد، سنظل نعلن انتماءنا للحياة وقطيعتنا مع العدم، لماذا؟! لأننا موجودون، ولا وجود لعدم في وجود.. ووجودنا مشروع سِعَة في عالم يضيق. ولأننا، زميلاتي، زملائي، موضوعون على طريق الحقيقة، وقد لقّننا آدم، ما علّمه الباري، الأسماء كلّها، سنعثر حتما، في هذا الزمن المحنة، على سرّ الحياة- فخزين تاريخنا وتراثنا، الطارف منه والتليد، غني بالدروب المعبّدة، التي توصل اليه!!! ومنها "الحكاية الخرافية" في مروياتنا السردية، التي تربطنا بها علاقة تراسلية. وتعالوا اخواني، اخوتي، نعود ونستلّ من رحم هذه المرويات، قصة شهرزاد، ولكن!! بعد ان نلقي علينا السؤال الأساس! لماذا اتّبعت شهرزاد اسلوب سرد الحَكايا؟!! ولن يصعب على المتمعن في وعي هذه العروس الاجابة بأنها ارادت أن تقيم بينها وبين شهريار "بريدًا" تراسليًِا، عماده العلاقة السردية،. لماذا؟! لأنها اختارت الانتماء الى الحياة!! لذلك، أخذت ليلة، ليلة تروي، لكي تحيا، فارضة على شهريار، ضَرورة الاصغاء لكي يتمتع!! فكانت النتيجة الحتمية، التي تجلّت، في قدرتها على جعل ارسالها السردي من خلال قصّها التسلسلي ينتظم في سياق تأجيل الموت- هذا بالنسبة لشهرزاد كراوية مُرسلة-أما بالنسبة لشهريار كمتلقّ مرسل اليه،"مأسور" بسياق الاستغراق في المتعة، وهو على"سرير" كل ليلة، سبقت الليلة الاولى بعد الالف، صمّم ان لا"يقطع الحبل" هذا الاستغراق الممتع. اذا، يجب عليه ان يُخرج من تفكيره ولو مؤقتًا، قرار القتل!! وهذا صبّ "في مصلحة عروسنا، لأنها باختيارها الانتماء الى الحياة، "ونضالها" العتيد لتحقيق ذلك، اضافت الى شخصيتها بعدا مهما، تظهر واضحا في جعلها شهريار اثناء استغراقه في تضاعيف سردها القصصي، يراها بوعي بديل يحتم عليه ان لا يراها فقط شهرزاد "سرير ومتعته" انما بالأساس شهرزاد الانسانة والعبرة وابنة الحياة!!! صباح كبير كبير لكل" شهرزاد" أعلنت انتمادها الى البقاء، وصباح "أكبر"لكل "شهريار" انضم ليحمل راية الانتماء هذه ليلذا بتعالقهما الأسمنتي المسلّح البيت العربي الجديد.