حادت عن ظهري بسيطة
أكتب مقالتي هذه في ظل لا مبالاة جمهور واسع من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكأن الامر لا يهمهم او وكأن الامور تسير بخير دونما مطالبة او اعلاء صرخات الم، من جراء تنكرالحكومات المتعاقبة والحكومة الحالية ومجمل مؤسساتها لهذه الشريحة المستضعفة من مواطني الدولة.
فمنذ مظاهرة ذوي الاحتياجات الخاصة ومنذ قيام طيب الذكر المرحوم ارييه تسودكوفيتش، بقيادة احتجاج ذوي الاحتياجات الخاصة واعتصام المعاقين امام مكاتب الحكومة ومطالبته اصلاح الغبن بحق هؤلاء المسحوقين الذين يرزحون تحت تمييز قسري من الطبيعة وتحت الم اعاقاتهم على اختلافها الذي اسفر عن تعديل جزئي في مخصصات ذوي الاحتياجات الخاصة والوعد بمتابعة قضاياهم، فان الحكومات المتعاقبة لم تعد العدة لانصافهم واعطائهم حقوقهم وضمان العيش الكريم لهم.
فمنذ الصراع الطويل الذي تمخض عن اصلاح جزئي بمخصصات المعاقين وحتى يومنا هذا اي منذ ما يزيد عن العشر سنوات ومخصصات المعاق لم تتحسن بل تآكلت وتآكلت حتى عاد هذا المعاق لايستطيع اكمال الشهر دون الحاجة المادية لشراء مستلزمات حياته الاساسية، بل اصبح يتنازل عن اساسيات شراء بعض الادوية والمواد الغذائية الاساسية في سبيل عدم الحاجة واللجوء للآخرين.
من منا لم يتابع البرامج التلفزيونية المحلية ولم يشاهد بام عينيه مصائب هؤلاء المعاقين او لم يسمع شكواهم واستغاثاتهم ولكن لا مجيب ولا داعم لمطالبهم.
اقولها صراحة وليس كداع للتمرد واثارة الشغب والمشاكل، فاذا كان تسودكيفيتش قد مات فان المعاقين باقون وبازدياد مستمر وان لم تقم مجموعات من المعاقين انفسهم وتتكتل في سبيل تحصيل الحقوق فان حقوقهم هذه لن تصلهم دونما مطالب.
من منا لم يشعر بموجة الغلاء الفاحش التي سادت وعمت البلاد عامة من منا لم يشعر بارتفاع المواد الغذائية الارتفاعات الهستيرية من منا لم يشعر بغلاء الوقود لسيارته من منا لم يشعر بغلاء مواد البناء وغيرها وغيرها
من هنا قلتها في بداية مقالتي يا نار كوني بردا وسلاما، وكأن شيئا لم يحدث او وكأن الغلاء في دولة اخرى وننعم نحن في الرخاء ورخص الاسعار، اين المنظمات العمالية اين احتجاجات الطبقات العمالية الطبقات الفقيرة التي تعيش تحت خط الفقر
هذه الشريحة التي اكتب عنها كانت وما زالت متعلقة بمخصصاتها الشهرية التي تتقاضاها من مؤسسة التأمين الوطني وليس لها القدرة على اعالة نفسها او افراد عائلتها حتى بلغ الاجحاف لحد منع تشجيع هذه الشريحة من محاولة التأهيل والعمل من اجل الكسب الشريف والكريم، فالمعاق الذي يحاول العمل والكسب بطرق مريحة فان اضاف لدخله بعض الشواقل فان هذا الدخل سوف يخصم من مخصصاته، هذا اذا لم تخصم كل المخصصات ذاتها وكأنه ذلك العملاق الجبار الذي يستطيع العمل والربح دونما الحاجة لمخصصات التأمين الوطني الامر الذي ادى الى وأد كل محاولة لمعاق ما بالانخراط في سوق العمل والخروج اليه
اذكر انه منذ سنوات عديدة لم ترتفع المخصصات بصورة عامة ولم ترفع مخصصات التنقل بصورة خاصة التي تدفع للمعاق فمنذ ان كان سعر ليتر الوقود لايتعدى الشاقلين دفعت مخصصات للتنقل للمعاقين وبالرغم من ارتفاع الاسعار بنسبة 400% فان المخصصات لم ترتفع او تعدل بالمقابل.
انه لصمت كصمت اهل الكهف الا يهمكم معشر المعاقين هذا الامر الا يؤلمكم او يؤلم المحيطين بكم عجبا؟؟؟؟
الى متى هذا التغاضي والصمت الرهيب الا هبوا جميعا وارفعوا اصواتكم مجلجلة لنا حقوق يجب الاعتراف بها وما نيل المطالب بالتمني.
لا اريد الخوض باسماء جمعيات ومؤسسات من اجل رفع مكانة المعاق في اسرائيل لئلا احاسب انني انتمي لجمعية معينة واسوقها كدعاية لها، بل اقولها واهمسها في اذن كل العاملين في هذا المجال وخاصة اصحاب الاحتياجات الخاصة منهم هيا لنعمل معا من اجل تحصيل الحقوق المهضومة حتى ولو وصل الامر الى خيمة اعتصام تجبر الحكومة مرة اخرى ومرة تلو المرة بعدم تجاهل المعاقين وحقوقهم
نعم من اجل حياة كريمة لذوي الاحتياجات الخاصة
نعم من اجل رفع مكانة ذوي الاحتياجات الخاصة
نعم من اجل السماح بالعمل لمن يستطيع العمل
نعم من اجل تشجيع المعاقين في العمل والكسب الشريف
نعم من اجل تعديل المخصصات وفقا لجدول غلاء المعيشة
(سخنين)
رجا جريس غنطوس*
الثلاثاء 13/5/2008