بتاريخ 27/1/2008، اعلنت نقابة العاملين الاجتماعيين في البلاد نزاع عمل، وفي كتاب موجه الى وزير الرفاه اعلنت النقابة عن نيتها النضال ضد التعامل والتجاهل لطلبات العاملين الاجتماعيين لزيادة الملاكات، وازالة العبء الكبير عنهم حتى يتمكنوا من العمل مهنيا بصورة انجع وبدون معاناة نفسية مستمرة. وقررت المباشرة في هذا النضال اعتبارا من 10/4/2008، بعدم استقبال المراجعين الجدد للعلاج..
رغم المعاناة الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها المواطن في الانظمة الرأسمالية والتي لا ترحم مواطنيها من الظواهر الاجتماعية المختلفة كالفقر، والامراض، والعنف على اشكاله، والتشرد والادمان على السموم، رغم كل هذا يأتي دور العمل الاجتماعي الانساني والمهني والعلاجي في مساعدة هذا المواطن قدر المستطاع وبحلول ليست كافية، ولكنها تساعده، وكعاملين اجتماعيين وبعملنا المهني المخلص نحن نتواجد في خط المواجهة اليومية ونعمل من وراء الكواليس كوننا نحافظ على السرية في العلاج وتقديم الخدمات، وعملنا هو صعب ويتم في ظروف صعبة واعتداءات متتالية على العاملين الاجتماعيين الجسدية والكلامية، لأن النقص في الملاكمات والميزانيات وزيادة عدد المراجعين بسبب اوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية الصعبة والعنف المتصاعد، نقف عاجزين عن تقديم المساعدة المطلوبة وتخفيف المعاناة لهؤلاء المساكين على مدار السنين وهذا ما تؤكده نقابة العاملين الاجتماعيين وبصدق، نحن في الجبهة الصدامية ونهاجم يوميا جسديا من قبل المتوجهين الذين يعانون ويتألمون بسبب سياسة الرفاه لحكومة اسرائيل، حتى توفير ميزانية للدفاع عنا غير موجودة..
نقابة العاملين الاجتماعيين المهنية والنقابية العاملة ضمن الهستدروت العامة، تخدم قرابة 10 آلاف عضوا وكفاحها طيلة السنين كمنتخبة، تمحور حول تحسين شروط العمل والاجور لقطاع العمل الاجتماعي، ورفع المستوى الاكاديمي والمهني لكل فروع العمل الاجتماعي في السلطات المحلية، المستشفيات ضباط السلوك، الجمعيات، بيوت المسن، المصانع وغيرها.
فهذا النضال المعلن والذي تم تصعيده اعتبارا من 5/5/2008، بنداء فحواه نقابي ومهني وبصرخة مدوية "كفى.. نحن غير قادرين على تقديم العلاج الملائم والكيفي الذي نريد ونستطيع تقديمه.. ولن نتنازل عن الطلب بتخصيص الملاكات المعقولة التي تسعفنا في عملنا المهني المطلوب.. نحن لا نعاند، بل لأننا صادقون.."
ولهذا قررت النقابة تصعيد النضال اضافة لعدم استقبال المراجعين الجدد، سيتم الغاء:
- جلسات اللجان التي تقرر مصير الاطفال في خطر وترتيبهم في الحضانات.
- جلسات اللجان التي تقرر مصير تحديد فترة الترتيبات خارج المنزل للأولاد والاحداث.
- جلسات لجان قانون التمريض للمسنين.
- جلسات للجان اخرى كلجان العنف وغيرها
- عدم اعداد التقارير المهنية للمحاكم من قبل المأمورين الاجتماعيين في مجال (الحدث، والقاصرين والمسنين وغيرهم).
في الوضع السياسي والاجتماعي لدولة اسرائيل تعي النقابة ان هذا النضال سيكون متعبا، ولكنه هام لمستقبل مهنة العمل الاجتماعي ووجه دولة اسرائيل كدولة رفاه حسب ادعاءاتها والمواطنون الذين يعانون من ضائقة اجتماعية اقتصادية وفقر يستحقون الخدمات الافضل والاسرع، ونحن نريد ان نقدم ذلك لهم، ولكن الجواب هو عند حكومة اسرائيل، التي لا توفر لغاية اليوم تقديم الخدمات الملائمة بطرق محترمة لنا وللمحتاجين.. وليس بطرق اطفاء الحرائق كما هو متبع اليوم.
معا نسلط الضوء على هذا العمل المهني الهام في كل موقع، ومعا في نضالنا الصادق والعادل نأمل ان ننجح لما فيه مصلحة المواطنين، ومهنة العمل الاجتماعي الانسانية.
(الكاتب عامل اجتماعي – شفاعمرو)
جهاد سعد *
الأثنين 12/5/2008