الأرض فاكهة المكان



 

 

 

 

 

 

 

الأرضُ..
جائزةُ الذي غَلَبَ الفِراقَ
بصبرِهِ.
بلدٌ يسافرُ في المُسافرِِ
كي يَزورَ بقاءهُ في البالْ.
إغراءةُ المَنأى     
وما في الهَجْرِ من بُعدٍ
تَكسّرَ..
إثرَ ما جَرَفَ الحَنينُ سبيلَنا
صوبَ الصّوابْ.
طالَ الغِيابُ
ولم تَشِخْ إبلٌ، على أمَلٍ
تُراعي الوقتَ
كي تَرعى حشيشَ المَجدِ
في الأوصالْ.
شابَ المَشيبُ
على رؤوس الليلِ من سَهَري
ولم أَنسَ الصّباحَ
على جناح الفجرِ محمولاً
ليومٍ قد يُغيّرُ     
خَيبَةَ الأمس المُجاورْ.
نَسّيتُ نِسياني..
جموحَ الجرح في جَنْبي
فأدميتُ الوَجَعْ.
جرحي فمي؛ يشدو
لأهلي..
أو لوجهٍ غائرٍ
في الكفِّ يُجديه النّدَمْ.
طوبى لمِعوَلِنا
إذا راحَ الرّجالُ ولم يَرُحْ
طوبى إذا عاد الرّجالُ بنكبةٍ
فتُناشَدُ الأيدي
إلى تَلمٍ يواسيهِ النّباتُ على
غِرار الفرْحِ
من بابِ الشّموخِ الفذِّ يا
سقفَ المُنى.
شكرًا إذا أَلهى التّرابُ كلامَنا
عن وصفِ أنثى
أَحسَنت دَوْرَ المفاتِنِ
في التّناسي،
صارَ العِتابُ دليلَنا، فرفاتُنا   
تُغري السّماءَ كما يشاءُ القَصْدُ
من خلفِ المُباحْ.
ضاقَ الخَيالُ بِرَسمِ فلاّحٍ
تَذكّرَ في هُدى؛
كيفَ الجِبالُ تنازلت عن وَعرها
في خَيطِ كَرْمَةْ.
وادٍ..
تَحوّلَ من سبيل البحرِ
في تُرَعٍ وماتْ.
الأمسُ أدراجُ الغدِ الطّالعْ؛   
يَزدادُ عَدْوِي فَحْجَةً
إن زادَ ظلٌّ في المَلاذْ.
للشعرِ نافذةٌ إلى فَرَحي
فَقدْ طلَّ الأمامُ إلى الوَراءِ
ليفهَمَ المَنقوصَ من قَدَرِ الإلة
طلَّ الأمامُ
إلى الإمامِ وقالْ؛
طالَ الدّعاءُ فأقفلَ الباري
حساب النَوْحِ من
سِفْرِ القيامةْ.
اُسجُد لطفلٍ يحفرُ الأفراحَ
في وجهِ المُصيبةْ.
اُسجُد لكُفري ثمَّ مَدّدْ...
اُنظر غَريمَكَ كيفَ
يخترعُ الحكايةَ من عَدَمْ؛
تَعرِفْ بأنَّ الأفْقَ قد
يُفني فناءكْ.        
أَسرع بما أُوتيتَ من لَهَفٍ
ومن هَدَفٍ يَصُبُّ الصبّرَ
في مجرى السّلامةْ.
قد كَشّرَ الآتي
لِيُرعِبَ ما مضى فيكْ؛
نَوحًا..
فيجعلَ حزنَكَ المغرورَ
مغمورًا بِمَشفاكْ.
خَوّفْ مُريبَكَ كي تراكَ رؤاكَ
في كَرْجِ الحَجَلْ.
طَيّبْ جناحكَ إن كُسِرْ؛
طَيِّرْ.

مروان مخول
السبت 10/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع