للحق شمس. وللسلام شمس. وللضمير شمس. وللمحبة شمس. وللصداقة شمس. وللعدالة الاجتماعية شمس. وللتعاون البشري من اجل سعادة العائلة الانسانية وتاخيها شمس.
وعندما تغيب تلك الشموس، ينتشر ظلام دوس الحق الانساني في ان يعيش الانسان باحترام وكرامة وطمأنينة، ينتشر ظلام الحروب بكل ما تحمله من خراب وكوارث ودمار وألام وتشويه للقيم الانسانية الجميلة، ينتشر ظلام تحجر الضمير بكل ما يتمخض عن ذلك التحجر من ممارسات واعمال كارثية بشعة، ينتشر ظلام العداوة والكراهية والاحقاد والتنابذ. ينتشر ظلام الاستغلال والفقر والمجاعة. ينتشر ظلام التنافر بين بني البشر والتعاسة والتدهور الى مستنقعات الكوارث وتكديس الاسلحة وزرع الريح. وبالتالي فمن يزرع الريح سيحصد العاصفة!!
تشهد الحياة كل دقيقة وساعة ان المجتمع البرجوازي الرأسمالي هو مجتمع ينتهك علانية حقوق الفرد بشكل عام. وتحت تأثير الواقع المرير الناجم عن ذلك الانتهاك تنهار الخرافات حول دولة الرفاه الاجتماعي، وتؤكد المعطيات اليومية الملموسة، مقنعة الجماهيرشيئا فشيئا، عجز الرأسمالية عن ضمان وتامين وصون شموس الحق والسلام والضمير والمحبة والصداقة والعدالة الاجتماعية والتعاون البشري الخلاق من اجل سعادة وتأخي بني البشر وتعايشهم بسلام ومحبة.
ولنأخذ على سبيل المثال، غياب شمس حق الشعب الفلسطيني في ان يعيش حرا مستقلا في دولة له بجانب اسرائيل، وما نتج وينتج عن هذا الغياب المتواصل، من مأس وكوارث وآلام في كافة المجالات، فغياب تلك الشمس يتجسد في استمرار ليل الاحتلال بكل ما يتمخض عنه من اقتراف جرائم يومية ضد البشر والارض والقيم الانسانية الجميلة، وضد السلام الحقيقي ومتطلباته وجماليته وبالتالي تحجر الضمائر وتلويثها بالادران والاوبئة العنصرية غير أبهة لما تقوم به من جرائم يومية، تضمن مئة بالمئة تسجيل تلك الضمائر المتحجرة في مكان متقدم في سجل النازية وسفاحي الشعوب، وهذا الغياب يؤدي ايضا الى غياب شمس الصداقة بين ابناء الشعبين، وبالتالي الى انتشار ظلام الاحقاد والكراهية وتعمق العنصرية في المجتمع الاسرائيلي وشرعنة القوى والحركات الفاشية الاجرامية الداعية الى تطهير الدولة من العرب، من خلال وصولها الى البرلمان والحكومة، بدلا من مكافحتها وسجنها. وبغياب شمس العدالة الاجتماعية، ينتشر ظلام الفقر والجوع والبطالة والاستغلال والنهب، ويقدم الواقع الملموس في كل دولة ودولة الادلة القاطعة عن مدى اضرار غياب شمس العدالة الاجتماعية، فالكنوز كثيرة وهي لفئة مصدر حرب لكي تستاثر بها، ولكي تواصل جني وتكديس الارباح من خلال استغلال العمال، وهي للعمال
والفئات الضعيفة في النظام الراسمالي الاستغلالي، بمثابة حلم لن يتحقق الا من خلال وحدة جميع العمال ونضالهم العنيد وثورتهم الاتية حتما، لتكون تلك الكنوز لصالح الانسانية وسعادتها وتوزع حسب المبدأ: من يعمل يأكل ومن كل حسب عمله ولكل حسب حاجته. ومن لا يعمل لا يأكل.
وعندما تشرق شمس التعاون البشري من اجل سعادة العائلة الانسانية وتآخيها ونبذ الحروب وكل ما من شانه تشويه جمالية المشاعر الانسانية، يتوطد دائما نزوع الانسانية الدائم الى السلام الراسخ والحياة الجميلة في ظله باطمئنان وعدم القلق على المستقبل، فالانتماء حاجة من حاجات التبلور الذاتي للانسان، فهناك الانتماء القومي والعرقي والمذهبي والديني والحزبي، والانتماء الاهم في اعتقادي هو للقيم الانسانية التي تميز الانسان عن باقي الكائنات، تلك القيم المتجسدة في المباديء والافكار الشيوعية، الوحيدة القادرة على حفظ الانسان واصالته وجماليته وعلى شموس الحق والسلام والضمير والمحبة والصداقة والعدالة الاجتماعية والتعاون البشري من اجل سعادة العائلة الانسانية وتاخيها،وعندما يعتز الانسان بانتمائه الانساني وتعميق جمالية هذا الانتماء، فانه يعزف دائما نغم الحنين بكل تصميم وقناعة للحفاظ على قيم الحياة الجميلة وتعميقها مهما كان الثمن، ومكافحة كل من يحاول تشويهها ودوسها، واذا لم يكن من الموت بد فمن العار ان تظل العنصرية والشوفينية والاحقاد والنزعات الفاشية ولا تموت كليا، لتحتفظ البشرية بأنفتها وكرامتها وعزها وشموخها وانسانيتها الحقيقية التي تصقلها وتطهرها من الادران البشعة والضمان الوحيد لتخلصها كليا من تلك الادران والقيح هو بانتصار القيم الشيوعية الانسانية الحقيقية، فعندما يتملك ويتسلط حس الغريزة الحيوانية،غريزة الانا ومن بعدي الطوفان على الانسان فانه يمتلئ ويتشبع بحوافز وشهوات العدوان وبالتالي يسعى ويعمل لتنفيذ وتطبيق تلك الشهوات غير ابه للادوات المستعملة ونتائج ذلك التطبيق، حيث ان التاريخ حافل بالماسي والكوارث والفظائع الناجمة عن ذلك، ولا يمنع تنفيذ ذلك الا شمعة الوجدان والضمير الانساني الجميل، المتقدة ونور البصيرة المشع وشمس الحق والمحبة والعدالة الاجتماعية المتجسدة في الشيوعية وجماليتها وقدسية مبادئها واهدافها، فالامل بانتصارها هو حافز الكفاح والكفاح هو اداة تحقيق الارادة الانسانية الجميلة وترجمتها الى واقع اخر والاهم عدم فقدان الامل بحتمية انتصار ذلك، وفي اسرائيل يقوم الحزب الشيوعي، اليهودي العربي الاممي،بدور المبشر المنادي على الجماهير كي تنشد النشيد الذي وضعه لصالحها وهو نشيد الحياة وحب الحياة ومواصلة انشاده هو بمثابة عرس التحدي للسياسة العنصرية الظلامية الساعية لاخماده ولكنها اعجز من ذلك، فالحزب الشيوعي يطرح هدفا لم ولا يطرح غيره مثله في اي وقت مضى ولا يوجد اكثر انسانية منه وهو اقامة نظام اجتماعي عادل وهذا جزء من طرح اشمل، لا اعدل ولا اجمل للحركة الشيوعية العالمية لتكون الارض كلها بمثابة بيت واحد للعائلة الانسانية واهلها واولادهم يلعبون في ساحة الدار بامن وامان واطمئنان يغمرهم الفرح المنبعث دائما من شمس الشيوعية، شمس جمالية الانسانية والعدالة الاجتماعية.
سهيل قبلان
السبت 10/5/2008