في هذا الزمن المهتوك الذي يحاول من خلاله محور الشر الامريكي – الاسرائيلي، عولمة سيادة شريعة الغاب واستعباد الشعوب ونهب ثرواتها وخيراتها فان أي نصر او مكسب يحققه الاحرار والمناضلون والمناهضون لجرائم وطغيان هذا المحور الشرير في أي مكان من عالمنا ومنطقتنا فانه يُدخل المسرّة الى قلوبنا المعملة من تراكم معاناة مواجهة الظالمين ويشحن عزيمتنا الفولاذية المتفائلة بحقيقة ان بقاء الحال من المحال. ومع ان اخبار ما يسر القلب قليلة في هذه الايام الا اننا استبشرنا خيرا في الفاتح من ايار، في يوم الطبقة العاملة العالمي. فمشاركة الالوف المؤلفة في مظاهرات الكفاح تحت ظلال غابات من الرايات الحمراء ترفعها زنود ابطال النضال في كفر ياسيف – ابو سنان وناصرة النضال وتل ابيب وام الفحم والطيبة واللد والرملة وعرابة البطوف وغيرها قد جسدت حقيقة لا يستطيع حتى الاعداء انكار واقعها وهي انه في وكر العدوان والاحتلال والقهر القومي توجد قوة سياسية عصية على الكسر والخنوع وتواصل باصرار ثوري طبقي رفع رايات الكفاح برؤوس شامخة وفي مختلف ساحات النضال السياسية والاقتصادية – الاجتماعية والثقافية. وزاد سرورنا وبهجتنا بأيار الربيع الكفاحي الاعلان عن اطلاق سراح "صحافي الجزيرة" سامي الحاج من معتقل الارهاب الامريكي في غوانتنامو بعد معاناة في مواجهة جرائم الجلاد السجان الامريكي دام سنوات طويلة، فاطلاق سراح سامي الحاج يعكس حقيقتين ساطعتين كالشمس، الحقيقة الاولى، ان سامي الحاج خرج بريئا من التهم الكاذبة الموجهة اليه وكأنه كان متضامنا مع الارهاب والارهابيين في افغانستان ابان جريمة الحرب الاجرامية التدميرية الامريكية على هذا البلد. فبراءة سامي الحاج بمثابة شهادة ادانة للسياسة الارهابية التي تنتهجها ادارة بوش، سياسة تكبيل الحريات الصحافية وحرية الرأي واخماد انفاس الرأي المخالف. فسامي الحاج اطلق سراحه وانطلق كالنسر طائرا في سماء الحرية وذلك بفضل صموده البطولي في مواجهة التعذيب الجسدي والنفسي الذي مارسه السجانون خدام ادارة بوش في هذا السجن الرهيب. فصاحب الحق عينه قوية، وبموقفه الصامد اثبت سامي الحاج ان قوة الحق اقوى بما لا يقاس من حق القوة الذي تمارسه ادارة عولمة ارهاب الدولة الامريكية المنظم برئاسة مجرم الحرب بوش!
والحقيقة الثانية، ان سامي الحاج اطلق سراحه بفضل اتساع دائرة التضامن العالمي معه ايضا. فتعدد القوى المتضامنة مع سامي الحاج، والتي كانت تطالب باطلاق سراحه لم تقتصر على الصحافيين والنقابات الصحفية من مختلف البلدان والقارات بل شملت كذلك منظمات وجمعيات غير حكومية من المجتمع المدني واحزابا سياسية ومختلف منظمات حقوق الانسان من اوروبا وآسيا وامريكا. فهذا التضامن الواسع ساعد عمليا في شحن عزيمة سامي الحاج بالصمود في وجه التعذيب السادي الذي مارسه خدام المجرم بوش في غوانتنامو. هذا التضامن العالمي شحن عزيمة سامي الحاج بالتفاؤل وانه لا بد للقيد ان ينكسر وان فجر الحرية لا ريب آت لا محالة.
ان اطلاق سراح سامي الحاج من غياهب المعتقل الامريكي الرهيب في غوانتنامو يستدعي تصعيد حملات التضامن في بلادنا ومنطقتنا وعالمنا لاطلاق سراح سجناء الحرية الفلسطينيين، بما في ذلك سجناء الحرية من ابناء جماهيرنا العربية الذين يرزحون في غياهب سجون ومعتقلات الاحتلال الاسرائيلي الرهيبة، الذين لا ذنب لهم سوى انهم يريدون الحرية والاستقلال الوطني لشعبهم الفلسطيني ويرفضون ويقاومون الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي الجاثم على صدور الارض والحق والشعب الفلسطيني. تهانينا لسامي الحاج وعائلته ولمحطة "الجزيرة" باطلاق سراحه، والعقبى في تقديم التهاني باطلاق سراح سجناء الحرية الفلسطينيين وجميع سجناء الحرية والضمير الانساني في كل مكان واغلاق المعسكر النازي في غوانتنامو.
د. احمد سعد
الأربعاء 7/5/2008