روسيا تستأنف العروض العسكرية السوفييتية الكبيرة
*الآليات العسكرية الثقيلة تعود الى الساحة الحمراء، وبوتين يقول ان روسيا ستظهر قدراتها المتزايدة في مجال الدفاع*موسكو- وكالات- تستأنف روسيا مجددا يوم الجمعة القريب عروضها العسكرية الكبيرة التي كانت تنظمها في عهد الاتحاد السوفييتي السابق من اجل ابراز قوتها في مواجهة قدرات المعتدين الامبرياليين. واكد الرئيس الروسي المنتهية ولايته فلاديمير بوتين أمس ان روسيا ستظهر الجمعة قدراتها في مجال الدفاع في العرض العسكري، مؤكدا: "نحن لا نهدد احدا (...) انه عرض لقدراتنا المتزايدة في مجال الدفاع". وفي ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية والانتصار على النازية في روسيا في التاسع من ايار يزحف آلاف الجنود على الساحة الحمراء كما كان يجري سنويا. لكن الدبابات وغيرها من العتاد الثقيل الذي اختفى من الاستعراضات السابقة، ستعود هذه السنة. وعلى غرار ما كان يجري في عهد الاتحاد السوفييتي سيسلك الرجال والعتاد جادة تفرسكايا الكبيرة قبل دخول الساحة. ويجري في الختام عرض آخر الصواريخ الاستراتيجية الروسية الهائلة من طراز "توبول- ام". ويحضر العرض الرئيس الجديد ديمتري مدفيديف بعد يومين من تنصيبه رئيسًا وتنصيب سلفه فلاديمير بوتين رئيسًا للحكومة كما افاد الكرملين بدون ان يوضح اذا كان المسؤولان سيتابعان العرض من ضريح لينين كما كان يفعل قادة الاتحاد السوفييتي. ومنذ 1990 عندما جرى آخر عرض للدبابات وقبل سنة من انهيار الاتحاد السوفييتي كان يبدو ان الصفحة طويت نهائيا الى حد ان في سنة 1996 اعيد بناء "بوابة البعث" التي تغلق احد الطرق المؤدية الى الساحة الحمراء. ومع ان الرئيس بوريس يلتسين اعاد العرض رمزيا في 1995 بمناسبة الذكرى الخمسين للانتصار على النازية، جرى العرض حينذاك بدون اسلحة ثقيلة. ومن حينها تم التركيز خصوصا على الجانب التاريخي من الاحتفال وتكريم قدماء المحاربين. وفي 2005 بمناسبة الذكرى الستين للانتصار دعي حوالي 60 رئيس دولة بمن فيهم جورج بوش وجاك شيراك لحضور عرض شارك فيه عشرة آلاف عسكري ببزات تلك الحقبة وسار قدماء المحاربين متأثرين في أجواء احتفالية رافعين زهور القرنفل الحمراء. واوضح اولغ يوجكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ان فلاديمير بوتين أمر صيف 2007 بالعودة الى اسلوب ما قبل 1990 "تلبية لرغبة قدماء المحاربين والمجتمع المدني الذين دعوه الى استئناف العرض كما كان في العهد السوفييتي". واليوم وبينما سيطر على موسكو هاجس استعادة مكانتها السابقة كقوة عظمى تحذر باستمرار من زحف حلف شمال الاطلسي الى حدودها، تهيمن رغبة في "استعراض القوة" على العرض. ويتساءل الصحافيون المستقلون مثل الخبير العسكري ألكسندر غولتس ما اذا كان الامر هو "مسألة علاقات عامة للكرملين". وقال غولتس ان "وراء كل ذلك ليس هناك اصلاح في الجيش" مشيرا الى سوء استخدام ميزانية عسكرية في تزايد فعلا لكنها تبقى أدنى بكثير من ميزانية الولايات المتحدة. واضاف ان "ذلك سيثير بالتأكيد الاعجاب لان الناس يتوقون الى عظمة الامبراطورية لكنه لن يثير مشاعر القادة الاجانب وهم على حق لان الجيش الروسي لا يشكل خطرا البتة". وقال يوجكوف ان "ذلك يعني ببساطة العودة الى التقاليد الروسية. لماذا لا يتفرج الشباب الروسي والمحاربون القدامى على قواتهم المسلحة؟"، مقارنا العرض بذاك الذي يجري في 14 تموز في فرنسا بمشاركة دبابات في جادة الشانزيليزيه في باريس. واوضح ان "اربعة صواريخ توبول- ام وتسع دبابات من طراز تي- 90 وتسعة (مدرعات للمشاة من طراز) بي. ام. بي- 3 وتسعة بي. ام. بي- 4" من بين 110 قطعة سلاح ثقيل ستشارك في العرض الذي سيستغرق ساعة واحدة. ويبدأ العرض في الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي وسينقله التلفزيون الروسي مباشرة. واوضح ان الصواريخ العابرة للقارات "توبول- ام" التي يبلغ مداها 11 الف كلم، لن تحمل بطبيعة الحال رؤوسا نووية وستغطى سلاسل الدبابات بالمطاط حتى لا تخرب الجادة. الثلاثاء 6/5/2008 |