فصح مجيد وتحيّة بالعيد لإميل لحّود



ليقل الناس الآن في إميل لحّود وفي كلامه ومواقفه ما شاؤوا فموعدنا وموعده التاريخ.
شيخ المعارضين، يوم كان الناس يحنون الرقاب للغرب للهيمنة الأمريكية وللعربدة الإسرائيليّة.
إميل لحّود الرئيس اللبناني الأخير كان ومازال قذًى في أعين المحافظين الجدد في الولايات المتحدة وكان شجي في حلف الفرنسيين المجرورين. حاولوا إرضاءه ولم يرض. فظلّ وإياهم في حرب سجال لم تضع أوزارها حتى اليوم الأخير في قصر بعبدا لا هو يثق بهم ولا هم ولا أعوانهم في الداخل يركنون إليه.
إميل لحّود ما باع الوطن اللبناني والقضيّة العربيّة لا بكثير ولا بقليل، آثر الشقاء والهوان والشتم والعزل على سلامة الوطن وأصرّ ومن عاداته الإصرار الهادئ.
لست شاعرًا ولا مؤلفًا ولا كاتبًا كي أستطيع أن أعطي الرجل حقّه، ولا أستطيع التعبير الكافي الصادق والعادل لموقف ومسيرة الرئيس اللبناني الأخير إميل لحّود ومع ذلك يطيب لي أن أعبّر بكلّ بساطة ووضوح عمّا يجيش في صدري من احترام وتقدير ومحبّة لهذا الرجل الرجل! في زمن قلّ فيه الرجال، زمن آمل أنّه سوف يطلع فجره بعد أن طال ظلامه اللعين..
العبرة للأجيال الصاعدة لشبان الغد، رجال الغد.
إميل لحود من أفضل رؤساء العرب والمسلمين في هذه الفترة.
قال لا، عندما كان يجب أن يقولها وأمام سلطان جائر، قالها لـ... اولبرايت وقالها لناقلة إنفلونزا الحروب،كوندوليسا رايس وهي بالمناسبة أخطر وأكثر قتلا من أنفلونزا الطيور.
قالها لا لقادة الحروب الصليبية الجدد وقال لا لمهندس وشركاء مذبحة صبرا وشاتيلا – شارون ولأتباعه وأعوانهم في لبنان.
إميل لحود الرئيس اللبناني الاخير قال لا وانضم إلى قافلة العظماء في التاريخ الماضي والحاضر، وبعيدا عن التشبيه، قالها الأنبياء للكفرة لحكام الظلم والاستعباد، في بيت المقدس وفي مكة وفي مصر.قالها الرجال لوحوش الاستعمار قالها غاندي وجمال عبد الناصر ومنديلا، قالها كاسترو وأرنست تلمان، قالها ياسر عرفات ويقولها شافيز وبشّار الأسد....
إميل لحّود قائد الجيش اللبناني السابق رفض طحن المقاومة اللبنانيّة سنة 1994 ، عندما طلب منه الحريري باسم مجلس الوزراء وبموافقة الهراوي وبمباركة خدّام.
إميل لحّود باني الجيش اللبناني الحالي الوطني الذي شارك ودعم وتضامن مع المقاومة اللبنانيّة حتى تحرير لبنان من الغزو الإسرائيلي، إميل لحّود تلميذ مدرسة مارون عبود، يعرف لبنان الوطن ولبنان العروبة ولا يقبل لبنان الطوائف، لذلك حارب الطائفيّة والطائفيين.
إميل لحّود رافض توطين الفلسطينيين المهجّرين إلى لبنان لإنهاء قضيّتهم، رغم الإغراءات ورغم الضغوط، ضغوط الذلّ والعار من الأتباع العرب والمسلمين تلبية لرغبة أسيادهم في واشنطن وتل أبيب وباريس.
إن شئتم إميل لحّود من هؤلاء، وهؤلاء هم شهادة شرف له ولمواقفه وتمسّكه بكرامته وكرامة لبنان والعرب.
إنّ هؤلاء العرب والمسلمين الغارقين في مستنقع الأزمة الأخلاقيّة، كانوا ملوكًا، أمراء، رؤساء دول، وزراء، محلّلين سياسيين وغيرهم أكثرهم من طبقة الأمّية السياسيّة بل أكثر من ذلك فهم جهلة أغبياء، هم مع أسيادهم متعاونون خونة.
لم تذب شخصيّة إميل لحّود ولم تتأثّر من مستنقعات الآخرين، لم تثنه الجعجعة الملوّثة القاتلة ولم تثنه الفتفتة المتعاونة ولا السعدنة المستوردة المتبندرة المعلوشة المجملنة المحمرنة.
وبقي ويبقى إميل لحود رمزا للعزة والكرامة.
هذه الكلمة المتواضعة هي دعوة حق وإنصاف للتاريخ وللرجل كي تربّى الأجيال الصاعدة على الكرامة والأخلاق والإخلاص والصدق مع العروبة والوطن والدين.
وهي دعوة لشعراء الحق وكتّاب الضمير.

 (كفرياسيف)

خالد شريف*
الأثنين 5/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع