الحمر يملأون شوارع مدينة الناصرة، في مظاهرة الأول من أيار:
آلاف الحناجر تهتف بالقسم "لن تسقط من أيدينا الراية الحمراء"



* نفاع: شعارنا ونهجنا سيبقيان دائما مقترنين بالراية الحمراء وبالاممية * جرايسي: تحية العز والكفاح والكرامة إلى ألوف المشاركين في المظاهرة من العرب واليهود* غرين: نحن دائما في طليعة النضال واليوم اشتد ساعدنا اكثر واكثر* جلجولي: لنقف ضد الضربات الاقتصادية المتواصلة التي تنزل على رؤوس العمال والفقراء* دهامشة: نحيي العمال العرب واليهود وكفاحهم ضد الاستغلال والغلاء والتمييز والاضطهاد*

 

محمد بركة: الناصرة تطلق الصرخة الحمراء وتفحم الأصوات السوداء  

الناصرة- من مفيد مهنا وخليل حداد- احياءً للأول من أيار، اليوم النضالي لجماهير العمال والفلاحين والفقراء والمسحوقين، وإحياءً للذكرى الخمسين لانتفاضة الأول من أيار الحمراء عام 1958، ورفضًا لسياسة الحرب والتجويع والاحتلال التي تقودها حكومات اسرائيل المتعاقبة، وحكومات رأس المال في العالم اجمع، شارك أكثر من خمسة عشر ألف شخص، في مظاهرة الأول من أيار الهدّارة الجبّارة، يوم أمس السبت في الناصرة، رافعين بحرًا من الأعلام الحمر، وشعارات كفاحية تندد بسياسة الحرب والاحتلال والإفقار والتجويع، بالإضافة إلى المجسمات التي عمل على بنائها رفاق الشبيبة في الناصرة، لأيام طوال، والتي تصف حالة الفقر والجوع التي وصل اليها العالم جراء ممارسات الرأسمالية والحروب التي تشنها في طول العالم وعرضه، للحفاظ على مصالحها، ولتحقيق الأرباح.

 

 

وسار المتظاهرون تحت الأعلام الحمراء التي ازدانت بها شوارع مدينة الناصرة، حيث قام رفاق الشبيبة الشيوعية بتعليق الأعلام الحمراء، والشعارات والرسومات في الليلة التي سبقت المظاهرة، على عمدان الكهرباء وعلى الجدران الفارغة على طول مسار المظاهرة. وتقدّم المظاهرة حملة الشعارات مثل: "لا للخصخصة.. نعم لحقوق العمال" و"نعم للسلام العادل والدولة الفلسطينية والقدس والعودة" و"عاش الحزب الشيوعي المدافع الأمين عن حقوق العاملين" و"عاش الأول من أيار يوم التضامن الأممي مع الطبقة العاملة" و"الأموال للتعليم والعمل وليس للحرب والاحتلال"، وغيرها الكثير.

 

 

 وسار خلف هؤلاء حملة الأعلام الحمراء، ثم قيادة المظاهرة التي تمثلت بكونها مؤلّفة بالأساس من رفاق ورفيقات عايشوا الانتفاضة الحمراء في الأول من أيار عام 1958، ضد محاولة السلطة فرض احتفالات "العاشور" (مرور عشر سنوات على إقامة دولة اسرائيل) على المواطنين العرب في الدولة، فتحولت مظاهرة الأول من أيار في الناصرة وعدة بلدات عربية إلى مواجهات دامية مع أجهزة القمع السلطوية، انتهت بتراجع السلطة عن مخططها مرغمة، وباعتقال المئات من رفاق الحزب الشيوعي وسجنهم لفترات طويلة!

 


وخلف قيادة المظاهرة سارت كتل بشرية ضخمة، خلف الشاحنات التي وقف عليها مردّدوا الشعارات، الأمر الذي أضفى جوًّا حماسيًّا مثيرًا على المظاهرة. وخلف هذه الكتل، سارت كتلة منظمة أبناء الكادحين التي رفعت الشعارات المنددة بسياسة الحرب والتجويع، وحملوا الحلل وقرعوا عليها بالعصي، دليلا على رفض الاطفال لسياسة الحكومة المستمرة في إغناء الاغنياء وإفقار الفقراء.

 

 

 

وعند وصول المظاهرة الجبارة إلى بيت الصداقة، الذي وقفت فيه المنصة مزدانة بالأعلام الحمراء وبالرسوم المعبّرة، تتنظر المتظاهرين، تواصلت الهتافات الكفاحية، وهتافات التحيات للحزب الشيوعي وللشبيبة الشيوعية، لدقائق طويلة، ودعا عريف الاحتفال، منصور دهامشة، سكرتير منطقة الناصرة للحزب الشيوعي، إلى المنصة كلا من محمد نفاع الأمين العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي، ورامز جرايسي رئيس بلدية الناصرة المدينة المضيفة، وميسم جلجولي سكرتيرة نعمت في لواء المثلث الجنوبي، وألون لي غرين القيادي في الشبيبة الشيوعية، وقائد إضراب عمال شبكة مقاهي كوفي بين، الذي تكلل بالنجاح، وبتحقيق العمال انتصارًا في نضالهم بتحسين ظروف عملهم بشكل كبير.
وبدأ عريف المهرجان، سكرتير منطقة الناصرة للحزب الشيوعي، منصور دهامشة، كلمته، قائلاً: "بمناسبة هذا اليوم يوم التضامن الاممي الأول من أيار نحيي كل المناضلين من اجل السلام العادل والشامل وضد الاحتلال والاستيطان والاستعمار    والحصار الإجرامي على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع.

 


نحيي العمال العرب واليهود وكفاحهم ضد الاستغلال والغلاء والتمييز والاضطهاد.
نحيي كل القوى المناهضة  للعولمة والاستعمار الدموي ونحيي المناضلين ضد زحف الفاشية والعنصرية وسياسة المصادرة والهدم والغلاء وإغناء الأغنياء وإفقار الفقراء عربا و يهود مناضلين مكافحين بوحدة وإصرار.
نحيي حزبنا الشيوعي وكل القوى الوطنية التي فجرت الانتفاضة الحمراء التي أجهضت المؤامرة اللئيمة للحكم للعسكري وتدجين الجماهير العربية في العاشوراء لقيام دولة الاحتلال".

 

 

ثم دعا رئيس بلدية الناصرة، رامز جرايسي، إلى إلقاء كلمته، التي قال فيها: "باعتزاز كبير أتقدم إلى هذه الجموع الغفيرة بتحية البلد المضيف تحية الكفاح والعز والكرامة وتحية خاصة للمشاركين من الرفاق والأخوة اليهود الذين يتحدون التيار الجارف. تحية لأبطال الأول من أيار سنة 1958 الذين حولوا أحياء الناصرة في تلك المظاهرة إلى ساحات مواجهة.
 تحية إلى الشعب الفلسطيني ومعتقليه الأبطال وعلى رأسهم الأسير المناضل مروان البرغوثي".
ووجه جرايسي التحية إلى الحزب الشيوعي والجبهة والشبيبة وكل الكادحين في العالم، وخص بالذكر أحرار الجولان والعراق المحتل، ومناضلي أمريكا اللاتينية، وعلى رأسهم كاسترو كوبا وشافيز فنزويلا وموراليس بوليفيا وغيرهم، مؤكدا أن الشعوب تمهل ولا تهمل، وسوف تضرب الاستعمار بيد من حديد، ردًا على جرائمه كلها.
وأكد جرايسي إنّ "الانتخابات للسلطات المحلية والبلدية أخذت تدق الأبواب وعلينا التمسك بالانجازات وتقوية تمثيلنا وسنبذل كل الجهود للمحافظة على قيادة الجبهة لبلدية الناصرة".
أما رفيق الشبيبة، القائد النقابي، ألون لي غرين، الذي قاد إضراب ونضال عمال شبكة المقاهي العالمية "كوفي بين" ضد الاجحاف والظلم ومن أجل الحق بالتنظم، ومن أجل الحقوق العمالية، فقال: "أنا كأحد رفاق الشبيبة الشيوعية لا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أعبّر عن اعتزازي بهذه الجماهير وهذه الهمة للرفاق حيث أخذت حركات طلابية وحركات سلام وقوى يسارية يهودية وعربية ترى فينا البديل وتشاركنا في الكثير من الفعاليات النضالية. لقد صبغنا تل أبيب بالأحمر أمس (أول أمس الجمعة) ونحن دائما في طليعة النضال واليوم اشتد ساعدنا اكثر واكثر".

 

 

أما سكرتيرة حركة نعمات في المثلث الجنوبي، ميسم جلجولي، فقالت: "نحتفل هذا العام بالأول من أيار والضربات الاقتصادية والغلاء الفاحش تتوالى على رؤوس العمال والعاملات. في وقت تقول فيه شركات رأس المال بأنه أمر عادي مع أن هذا الأمر العادي الذي يتبجحون به يدفع ثمنه الفقراء والقوى الكادحة. في هذا الوضع وفي ظل هذا الغلاء هناك من لا يتلقون رواتبهم في كثير من السلطات المحلية العربية واليهودية". وأكدت ان 20% من القوى العاملة هم من النساء ويعانين من التميز والملاحقة، وأشارت إلى أنّ "العاملة العربية تتعرض للتمييز المضاعف وما علينا الا تنظيم انفسنا". واختتمت جلجولي  كلمتها بتوجيه التحية إلى المرأة الفلسطينية.

 

 

وكانت الكلمة الختامية للأمين العام للحزب الشيوعي، محمد نفاع، الذي قال: "في مثل هذا اليوم وفي هذا المكان وفي هذه المدينة البطلة التي كانت وستبقى قلعة جبهوية، لقن رفاق ورفيقات الحزب وأصدقاؤهم في أول أيار من العام 1958 الحكم العسكري وبوليسه وعكاكيزه درسا بأنّ المذلة ليست من شيمنا. نلتقي اليوم لنجدد العهد بأننا على الطريق نفسها، فألف تحية لأبطال تلك المظاهرة وألف تحية للذين أقاموا الخلايا الشيوعية في السجون وألف تحية لرفاقنا اليهود الذين جاءوا بالخبز والحليب للمعتقلين، ولعائلات المعتقلين، فالراية الحمراء ستبقى مجلجلة".
وأضاف: "بالأمس حلت ما تطلق عليها قيادة هذه الدولة وقيادة الحركة الصهيونية اسم ذكرى الكارثة والبطولة، لكنهم لا يذكرون من رفع الراية الحمراء في برلين، ومن أنهى النظام النازي البائد.. نعم لقد كان هؤلاء رفاق الشبيبة الشيوعية السوفييتية الكومسومول، وجنود الجيش الأحمر، الذي اجتاحوا برلين وقضوا عمليًا على الجيش النازي".
وقال نفاع: "بالأمس القريب قالت مرشحة الرئاسة في الولايات المتحدة بأنها ستمسح ايران، ونحن نقول لها:.. يا حبيبتي وكأنك لا تعرفين بأنكم انمسحتم في فيتنام ويا حبيبتي لقد جربتم أن تمسحوا لبنان وفي لبنان مسحوكم ولا شك عندنا ان من سيتطاول على ايران ستتكسر اسنانه".
واثنى نفاع على دور الجبهة وتعهدها بجمع 1000 اشتراك جديد لصحيفة "الاتحاد"، وشدّد على أنّ شعارنا سيبقى دائما مقترنا بالراية الحمراء وبالاممية.

الأحد 4/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع