* حصار غزة لن يخدم العمال اليهود، إنما يأتي على حسابهم ! *
تظاهر ظهيرة أمس الأول الجمعة في مدينة تل أبيب، المئات من الشيوعيين وأصدقائهم إحياء للأول من أيار، يوم التضامن الأممي مع الطبقة العاملة وكان قد برز من بين الحضور، إضافة إلى كوادر الشبيبة الشيوعية العربية واليهودية، كل من: النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، وعضوا المكتب السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي، عصام مخول وتمار غوجانسكي، ورئيس كتلة الجبهة النقابية، النقابي جهاد عقل، ورئيسها السابق، النقابي بنيامين جونين.
ورفع المتظاهرون خلال المسيرة الشعارات المطالبة بحقوق الطبقة العاملة، ونددوا بموجة الغلاء وتخلي الدولة عن مسؤوليتها بإيجاد أماكن العمل وتوفير الخدمات الإجتماعية، كما رفع المتظاهرون شعارات ضد شركات القوى العاملة، ومن بين الشعارات السياسية التي رفعها المتظاهرون "ليرفع الحصار عن قطاع غزة" "وأخوة العمال- العرب واليهود"، وردد المتظاهرون شعارات بهذه الروح إضافة إلى التشديد على ضرورة انهاء الإحتلال ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني، سيما أبناؤه العاملون.
وجابت التظاهرة، على مدار نحو ساعة ونصف الساعة عددا كبيرا من شوارع تل أبيب، حيث قابلها مئات المارة، بالترحاب، بشكل عام، علما أن مسار التظاهرةحمل هذا العام بعدا رمزيا هاما: حيثن انطلقت المسيرة من حارة "فلورانطين" وهي إحدى حارات الفقر جنوبي تل أبيب والتي يتعرض سكانها وأغلبهم من المسنين والفقراء إلى خطر الإخلاء لصالح كبار المقاولين وانتهت امام مجمع أبراج البنوك وشركات القوى العاملة عند تقاطع شارعي روتشيلد وألينبي.
وكان المتحدث الأول النقابي، جهاد عقل، والذي أشار إلى إصرار ممثلي كتلة الجبهة في الهستدروت على رفع الراية الحمراء على مبنى الهستدروت، وهو ما تم بالفعل في الأول من أيار، وأكد بأن الحفاظ على الراية الحمراء هو الضمانة للدفاع عن حقوق العاملين.
وأما رئيس لجنة موظفي "كوفي بين" وسكرتير منطقة تل أبيب في الشبيبة الشيوعية، فقد أكد على ضرورة الربط بين النضالات العمالية في أماكن العمل وبين النضال ضد السياسة الإقتصادية الإجتماعية في البلاد وقال "سواء لم يرفعوا الأجر أو رفعوا أسعار المواد الغذائية الأساسية، سيبقى العامل على حاله، عرضة للإستغلال." وأكد جرين على الدور المتميز للحزب الشيوعي بقيادة النضالات العمالية في البلاد داعيا الجمهور إلى الإلتفاف حوله وتقويته."
وتحدثت كذلك الناشطة ليئات إيزاكوف بن شطريت، عن لجنة نشطاء حي فلورنطين، ووصفت نضالات أبناء الحي ضد سياسة البلدية الهادفة إلى كسر شوكتهم من خلال حرمانهم من الخدمات الإجتماعية الأبسط ليتحولوا إلى لقم سائغة بحلوق أصحاب رؤوس الأموال وكبار المقاولين، وقالت بأن هذه التظاهرة وما يرافقها من تحركات توفر الدعم والمعنويات للجنة الحي ولعموم النشطاء في أحياء الفقر في تل أبيب.
وأما النائب محمد بركة، فقد أكد في كلمته على ضرورة أن يبقى العلم الأحمر مرفوعا في "أمام الأقدام الهمجية للإستغلال الطبقي والإحتلال والمستوطنين." وحيا بركة كل من شارك في هذه التظاهرة مشيرا إلى أهميتها في تل أبيب على وجه الخصوص.
وكانت الكلمة الأخيرة للنائب السابق، الرفيق عصام مخول، الذي توجه إلى المتظاهرين الإسرائيليين وكذلك إلى المارة مطالبا إياهم برفع صوتهم ضد الحصار على قطاع غزة قائلا بأن الحكومة إذ تدعي بأن الإحتلال سيجلب الأمن للمواطنين إنما تكذب وبأنه لن يفيد المواطنين إلا نضالهم ضد الإحتلال، وأكد مخول هنا على أهمية وا يرمز إليه الأول من أيار من وحدة للعاملين العرب واليهود على حد سواء.
وتحدث في التظاهرة أيضا ممثلون عن: لجنة موظفي صحيفة "هآرتس"، حركة "المدينة لنا جميعا" التي تستعد لتوحيد اليسار في تل أبيب ويافا لخوض الإنتخابات البلدية القريبة وحركة النضال الإجتماعي، ومتحدثون آخرون واختتمت المظاهرة بإنشاد نشيديّ "الأممية و"يا شعوب الشرق".
يذكر بأن كوادر الشبيبة الشيوعية في تل أبيب قامت خلال التظاهرة بتوزيع نشرة "صوت الشبيبة" التي تصدرها الشبيبة لطلاب المدارس كما أقاموا محطة لتوزيع المواد الإعلامية وجمع التواقيع على عريضة المطالبة بالتحقيق مع مجرمي أكتوبر 2000.
هذا وتشهد مدينة تل أبيب اليوم الأحد تظاهرة أخرى إحياء للأول من أيار، بمبادرة من حركات الشبيبة المختلفة، بما فيها "الشبيبة العاملة والمتعلمة" و"الحرس الفتيّ" وغيرها وقد أعلنت كوادر الشبيبة بأنها ستحضر هذه المظاهرة بالأساس بهدف توزيع موادها الإعلامية ورفع صوت الحزب.
الأحد 4/5/2008