«أدلة» عراقية لإيران حول تسليح الميليشيات



أعلن العضو في حزب «الدعوة» الذي يتزعمه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، حيدر العبادي، أمس، أن الوفد العراقي الذي يزور طهران واجه المسؤولين العسكريين الإيرانيين بـ«أدلة» حول تقديم طهران دعما عسكريا لميليشيا «جيش المهدي» لقتال القوات الأمنية العراقية.
وتأتي زيارة الوفد العراقي إلى طهران، مع تصعيد قوات الاحتلال الأميركي غاراتها وهجماتها الدموية على مدينة الصدر ومناطق نفوذ «جيش المهدي» في بغداد. وقتل أربعة عراقيين، وأصيب ,9 في غارات واشتباكات في حي العامل. وكانت قوات الاحتلال أعلنت، أمس الأول، أنها قتلت 18 «مسلحا» في غارات جوية وقصف بالدبابات على المدينة، فيما قالت مصادر أمنية عراقية إن الاحتلال قتل 8 عراقيين، بينهم امرأتان وطفلان، وأصاب ,18 في مدينة الصدر وجنوبها.
والتقى الوفد العراقي، أمس الأول، مع قائد «قوة القدس» التابعة للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. ويتهم الاحتلال الأميركي القوة بتدريب «جيش المهدي» وتسليحه. ويتضمن الوفد خمسة نواب من «الائتلاف العراقي الموحد» برئاسة النائب الأول لرئيس البرلمان الشيخ خالد العطية.
وقال العبادي من بغداد إنه على اتصال بالوفد في إيران. وأوضح أن أعضاء الوفد قدموا للمسؤولين العسكريين الإيرانيين في طهران، أمس الأول، «لائحة بالأسماء، ومراكز التدريب، والخلايا المرتبطة بإيران». وأضاف «لم يعترف الإيرانيون بأي شيء. يقولون إنهم لا يتدخلون في العراق، وإنهم يشعرون انه يتم لومهم بشكل جائر على أي شيء يجري في العراق».
وأشار العبادي إلى أن الوفد قدم للإيرانيين أدلة تظهر فرار قادة «جيش المهدي» في البصرة إلى إيران، لتجنب اعتقالهم من قبل القوات العراقية خلال عملية «صولة الفرسان». وأوضح «كما حمل الوفد أدلة حول تهريب الأسلحة وتدريب الأفراد في إيران للعودة لاحقا إلى العراق». وأشار إلى أن الوفد شدد على ضرورة حصر الاتصالات الإيرانية بالحكومة العراقية. وتابع «أكد الجانب الإيراني دعمه للحكومة العراقية والعملية السياسية في العراق، واستعداده لمساعدة الحكومة للسيطرة على الخارجين على القانون ومنع تدفق الأسلحة إلى العراق».
وقال مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى إن الوفد حمل معه صورا للأسلحة التي تم العثور عليها مؤخرا، وتحمل علامات تظهر أنها صنعت حديثا في إيران، وشهادات من مسلحين تم اعتقالهم أشاروا إلى أنهم تدربوا في طهران.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني قال، لوكالة «ارنا» أمس الأول، إن «المسؤولين الإيرانيين يجرون محادثات مع الوفد العراقي بهدف المساعدة على تسوية الخلافات والاشتباكات الدائرة في العراق، والحد من استمرارها»، موضحا أن طهران دعت «جميع الأطراف المعنيين إلى ضبط النفس»، مشددا على أن طهران «تستخدم جميع طاقاتها وإمكاناتها لدعم العراق حكومة وشعبا». وجدد أن «المشكلة الرئيسية التي يعاني منها العراق تتمثل في وجود المحتلين والإرهابيين».
ونفى النائب عن «الائتلاف» جلال الدين الصغير تقارير ذكرت أن الوفد العراقي سيجتمع مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. كما نفى المتحدث باسم التيار في النجف الشيخ صلاح العبيدي وجود الصدر في إيران.
واعتبر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، أمس الأول، أن إرسال الوفد العراقي «خطوة مهمة جدا». وقال «اعتقد أن الإيرانيين يهمهم ما سيكون عليه شكل علاقاتهم المستقبلية مع العراق... هل يريدون أن يعملوا مع حكومة العراق، أم سيعملون على تخريبها؟». وأضاف «لا يمكن تقويم نجاح مهمة كهذه إلا برصد مدى تراجع التدريب والتسليح مع الوقت».
إلى ذلك، قتل 41 عراقيا، وأصيب ,75 في تفجيرين انتحاريين، أمس الأول، في بلدروز. وقتل جندي أميركي و9 عراقيين، وأصيب ,21 بينهم 3 من جنود الاحتلال، في انفجار استهدف دورية للاحتلال وسط بغداد. وقتل جندي أميركي الأربعاء الماضي في انفجار في نينوى. وتحطمت طائرة أميركية من دون طيار، من نوع «بريدايتور» أمس، قرب قرية بلد.
من جهة أخرى، أعلن الجيش التركي أن الطيران أغار على مواقع لمتمردي حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل شمالي العراق، مشيرا إلى مقتل «العديد» من المقاتلين. وأيد البيت الأبيض الغارات الجوية، وجدد وصفه حزب العمال بـ«الإرهابي».
(أ ف ب، أ ب، رويترز)
السبت 3/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع