لا تظنّوا أنَّني رومانسيٌّ حزين.. أنا حزينٌ فِعلاً ..
تُرى ما أنا الآنَ ..؟! خطوي ثقيلٌ ودربُ الحياةِ طويلٌ أسيرُ مع السّائرينَ أشدُّ خطايَ لعلّي أُماشي الزّمانَ الهجينَ فلا القلبُ يُسعفُ أو قدمايَ ولا النّفسُ ترضى ركوبَ الهوانِ لتلحقَ ركباً هو المُمْتَطى . يمُرُّ على وجهيَ العابرونَ - أنا الصّابرَ العاثرَ الأمَمِيَّ - !! فلا يُبصرونَ سوى بَثْرَةٍ في بياض الجبينِ ولا يسمعونَ سوى عزفِ شَبّابتي باكياً مُحْبَطا . وكُنْتُ أُوَزِّعُ خُبْزَ الأمانيِّ والأُغنِياتِ وَأشْدو مع الفجرِ لَحنَ الحياةِ فما ضاقَ صَدْري بمَنْ يَنعبونَ ولا بِتُّ لَيْلي أسيرَ الأسى لاعِناً ساخِطا .. وكم كان يَخبو لهيبُ الفُؤادِ لِيُبْعَثَ ناراً تُحَرِّكُ صمْتَ الجُموعِ وليسَ أمامي سوى ثَقْبِ ابْرَةِ ذاك َ الزّمانِ البخيلِ لأَعْبُرَ من سفسطاتِ الكلامِ الى ثَوْرَةِ العَقْلِ والفِعْلِ .. لا أستَجيرُ بغيْرِ القَصيدَةِ تَحمِلُ كُنْهَ العَقيدَةِ تحكي الحكايةَ للقادمينَ وتَحمِلُ حُزني الكبيرَ لِطفْلٍ يكونُ لأمْسِ الضّياعِ غداً ناشِطا . تَعِبْتُ ولَم يَبقَ لي غيْرُ حُبّي الأثيرِ لدَربِ الكفاحِ الطّويلِ ورفقةِ درْبٍ يَمُدّونَ أكتافَهُم سُلّماً للسّماءِ ولا يُؤمِنونَ بِغَيْرِ هديرِ الجُموعِ هُدىً ضابِطا . أميناً على العَهْدِ أبْقى أسيرُ .. وهذي المسافاتُ تَأكُلُ حُلمي وَتَغرسُ فِيَّ قبولَ المَنافي وَحُبَّ الرّحيلِ ولي وطني سَيِّدي صاحبُ الأمرِ والنّهْيِ لا يَستَجيبُ لِغَيرِ دُعائي ويَحنو عليَّ اذا ما أتَيْتُ كليمَ الفُؤادِ أسيرَ المتاهاتِ مُسْتَسلِماً قانِطا . أموتُ ولا فَرْقَ بَعْدُ اذا مُتُّ تَحتَ جنازيرِ دَبّابَةٍ لِلغريبِ وهذا القريبُ يُنَقِّرُ جِسْمي بِحَرْبَةِ غَدْرٍ على نَقراتِ الدّفوفِ وبآ سمِ الحَبيبِ المُجيبِ أموتُ وعينايَ شاخِصتانِ الى شارعِ الرَّفضِ روحي الى طَلَّةِ الشَّمْسِ تَهفو وَجُرحي ينادي : دَعوا بَسمَتي فوقَ وَجهي وَجِسمي على صَخرَةٍ في بِلادي لِعَلّي أعودُ معَ الفَجرِ يَومَ انتِصارِ الحياةِ غَماماً أُعَمِّمُ حيناً رُؤوسَ الجِبالِ وحيناً أعانِقُ قَفْرَ البوادي حَيَاً ساقِطا . (البُقيعة)حسين مهنا الجمعة 2/5/2008 |