هذا يومُنا، هذا حزبنا، فلنصنه



حلّ أمس الأول من أيار، يوم التضامن الأممي مع الطبقة العاملة، وبهذه المناسبة تتظاهر جماهيرنا العربية واليهودية، بألوفها المؤلّفة، يوم غد السبت في الناصرة، التي باتت استضافتها للأول من أيار تقليدًا سنويًّا، ينتظره أهلها بشوق ما بعده شوق.
ويأتي هذا اليوم الكفاحي هذه السنة، بمذاق خاص، كونه الذكرى السنوية الخمسين ليوم الأول من أيار الكفاحي، الذي تحول إلى انتفاضة حمراء أعلنها رفاق ورفيقات الحزب الشيوعي، في العام 1958، رافضين محاولات السلطة تدجين الجماهير العربية، وفرض احتفالات العاشور (عشر سنوات على قيام إسرائيل) عليهم، فانتفض المارد في الناصرة وأم الفحم وكفر ياسيف، وكسر شوكة السلطة وأجهزتها وحكمها العسكري وأذنابها وعكاكيزها، معلنًا أنّ لهذا الشعب كرامة وإباءً لا تنازل عنهما.
وفي هذه المناسبة الكفاحية الكبيرة، علينا أن نذكر، أن هذا الحزب الشيوعي العريق، باق ليمدّ ذراعيه حماية لكل المسحوقين والمظلومين والمقهورين في هذه الأرض. وعلينا أن نذكر كذلك، أنّ هذا الحزب باق ليزيد شموخ وكبرياء الجماهير العربية، واعتزازها القومي، ورفضها لمخططات السلطة لتدجينها وتحويلها إلى قطيع يسير دونما اعتراض خلف السلطة ويأتمر بأمرها.
حزبنا باق، ويزداد قوة، بدربه الكفاحية، الأيديولوجية، بفكره الماركسي اللينيني، المحصَّن، وببرنامجه السياسي الاجتماعي، الحامي للجماهير، والقائد لها في معاركها اليومية والقومية، من أجل الحفاظ على الانتماء، والنضال من أجل لقمة العيش، الكريمة، في هذا الوطن، الذي لا وطن لها سواه.
في هذه الأيام تحديدًا تزداد حدّة ووضوحًا الحاجة لحزب شيوعي، يساري تقدّمي حقيقي، يرفض نهج الإصلاح في الرأسمالية، وكأنها نظام جيد فيه مساوئ يمكن إصلاحها. هذه الأيام تثبت الحاجة إلى حزب ثوري، يطمح ويعمل من أجل التغيير الجذري والعميق، وقلب نظام الاستغلال الطبقي رأسًا على عقب، حتى لا يبقى فيه حجر على حجر، فحقيقة موجات الغلاء التي تجتاح العالم أجمع، وحقيقة ازدياد أعداد الفقراء وحقيقة استشراس الرأسمالية الخنازيرية في معركتها على جني الأرباح، كلها تشير إلى مكان واحد، أنّه ليس أمام الإنسانية سوى درب واحدة للتخلص من ويلات الاستغلال، والنهوض إلى فجر جديد مشرق، يغلب عليه اللون الأحمر، لون الكفاح والنضال، لون أخوة الشعوب، لون انتصار الانسانية على أعدائها، فهيا إلى الكفاح، في ناصرة الكفاح، لنرفع صوتنا عاليًا.


(الاتحاد)

الجمعة 2/5/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع