* أولمرت يتعهد بمواصلة عمليات غزة والحكومة تصدر قرارًا بهدم قرية فلسطينية *
حيفا- مكتب "الاتحاد"- اعتبر وزير "الأمن" إيهود باراك أن الوقت الآن هو "للمواجهة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أكثر منه وقت تهدئة"، وذلك بينما يجتمع بالقاهرة ممثلون عن الفصائل الفلسطينية لبحث مقترحات للهدنة.
وحمل براك حركة حماس المسؤولية عن ما سماه العنف والإرهاب وعن ما أسماها أيضا الاعتداءات التي تعرض حياة المدنيين الفلسطينيين للخطر.
كما قال براك طبقا لبيان وزارة "الأمن" إن الجيش سيواصل التحرك ضد من سماهم "جميع الإرهابيين في غزة" على حد قوله.
وجاءت تصريحات براك بينما اجتمع نحو ثلاثين من ممثلي الفصائل الفلسطينية في القاهرة مساء أمس الثلاثاء مع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان لبحث مقترحات للتهدئة مع إسرائيل.
وقد وصل ممثلون عن فصائل فلسطينية عدة إلى مصر أول أمس الاثنين لبحث "التهدئة" التي اقترحتها حماس عبر مصر مقابل إعادة فتح المعابر الحدودية مع قطاع غزة إضافة إلى وقف العمليات الإسرائيلية وإطلاق سراح سجناء.
ونقلت أسوشيتد برس عن عضو بلجان المقاومة الشعبية أن لقاءات القاهرة تبحث أيضا في مصير الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شليط، مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين.
وكانت حماس قد اقترحت الأسبوع الماضي "تهدئة" مدتها ستة أشهر في قطاع غزة تمتد بعدها لتشمل الضفة الغربية.
ورفضت إسرائيل يوم الجمعة الماضي هذا الاقتراح معتبرة أنه "غير جدي"، ملمحة إلى احتمال إرساء تهدئة ضمنية إذا ما أوقفت المقاومة إطلاق الصواريخ من غزة.
في هذه الأثناء أعلن في واشنطن أن الجولة المرتقبة للرئيس الأمريكي جورج بوش في الشرق الأوسط ستبدأ من 13 إلى 18 أيار المقبل ولن تشمل قمة ثلاثية للقادة الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إن بوش الذي يأمل في التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين قبل نهاية العام الجاري، سيلتقي الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس ورئيس الحكومة إيهود أولمرت، وسيلقي كلمة في الكنيست.
وسيتوجه بوش بعد ذلك إلى السعودية لإجراء محادثات مع الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم إلى مصر حيث يلتقي الرئيس حسني مبارك وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس وسيلقي كلمة أمام المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط.
كما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن الشعب الفلسطيني واثق من أن "الرئيس ملتزم مساعدته في إقامة دولته".
وقللت من أهمية عدم تحقيق تقدم أثناء لقاء بوش مع عباس وملك الأردن الأسبوع الماضي، وقالت: "لا أعتقد أن أحدا تكهن بحدوث اختراق". ووصفت المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بأنها أكثر نضوجا.
كان عباس قد قال في وقت سابق: "إذا انتهى عهد بوش دون اتفاق نكون وصلنا إلى مأزق صعب جدا وعلينا نحن الفلسطينيين أن نتدارس الخطوة المقبلة".
من جهة ثانية يتوجه عباس اليوم الأربعاء إلى الرياض لإطلاع المسؤولين السعوديين على نتائج زيارته لموسكو وواشنطن.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر فلسطينية مطلعة أن عباس سيجتمع مساء اليوم الأربعاء مع الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض لبلورة موقف عربي موحد بين السلطة ومصر والسعودية والأردن في ظل تعثر المفاوضات مع إسرائيل وتراجع الإدارة الأمريكية عن ممارسة ضغوط على إسرائيل.
أولمرت يتعهد بمواصلة عمليات غزة والحكومة تصدر قرارًا بهدم قرية فلسطينية
حيفا- مكتب "الاتحاد"- تعهد رئيس الحكومة إيهود أولمرت بمواصلة العمليات العسكرية في قطاع غزة، مبررا ذلك باستمرار إطلاق الصواريخ تجاه الإسرائيليين.
وأعرب إيهود أولمرت في مستهل اجتماع لحكومته عن "أسفه" لما وصفه الحدث المأساوي الذي أدى إلى مقتل أم وأطفالها الأربعة في بيت حانون شمال القطاع أول أمس.
وقال أولمرت إن "دولة إسرائيل والحكومة تأسفان لمقتل مدنيين، وخصوصا أما وأطفالها الأربعة".
وحمل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المسؤولية، متهما كوادر الحركة بالقيام بأنشطتهم في مناطق مزدحمة بالسكان وتحويل المدنيين إلى "جزء لا ينفصل من حربهم" على حد قوله!
وأشار إلى أن الظروف الدقيقة للحادث لا تعرف، موضحا أنه سيتم التحقيق فيها من جانب الجيش وستنشر النتائج الدقيقة على حد تعبيره.
وفي تصريح أولي زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الأم وأولادها الأربعة قتلوا في انفجار مواد متفجرة كان ينقلها مقاتلون فلسطينيون استهدفتهم غارة.
لكن شهود عيان ومصادر طبية فلسطينية أكدوا أن الأم وأولادها- الذين تتراوح أعمارهم بين العام والخمسة أعوام- قتلوا جراء قصف بقذيفة أو صاروخ إسرائيلي أثناء تناولهم الإفطار في باحة منزلهم.
وردا على المجزرة الإسرائيلية أعلنت عدة فصائل إطلاق صواريخ وقذائف هاون على أهداف إسرائيلية في بلدة سديروت وقرية كيسوفيم قرب غزة.
واعترف ناطق باسم الاحتلال بسقوط عشرين صاروخا وتسعة قذائف هاون منذ صباح أمس الثلاثاء، ما تسبب بإحداث أضرار في منزل ومستوصف.
وقد اعتبر مركزان حقوقيان فلسطينيان إنّ مقتل امرأة وأطفالها الأربعة في بلدة بيت حانون جريمة حرب.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن "الجرائم تأتي وفقا لسلسلة متواصلة من جرائم الحرب الإسرائيلية تعكس مدى استهتار تلك القوات (الإسرائيلية) بأرواح المواطنين الفلسطينيين"، داعيا المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري لوقف تلك الجرائم".
من جانبه قال مركز الميزان لحقوق الإنسان إن هذه "الممارسات ترقى لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية"، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لتوفير الحماية الدولية للمدنيين في الأراضي الفلسطينية.
على صعيد آخر توفيت مريضة مسنة فلسطينية من رفح أمس بعد رفض الجيش الإسرائيلي السماح لها بمغادرة قطاع غزة للعلاج من داء السرطان في إحدى المستشفيات الإسرائيلية وفق ما ذكرت مصادر طبية فلسطينية.
وبوفاة المريضة سعاد سعيد منصور قشطة (54 عاما) يرتفع إلى 139 فلسطينيًا وفلسطينية عدد المرضى الذين توفوا بسبب الحرمان من العلاج المناسب جراء الحصار.
من ناحية أخرى أصدرت المحكمة العليا قرارا بهدم غالبية منازل قرية العقبة الفلسطينية المطلة على منطقة الأغوار في محافظة طوباس، شمال الضفة الغربية المحتلة.
وكانت المحكمة نظرت في التماس تقدم به، سكان القرية، ضد قرار جيش الاحتلال مصادرة أراضيهم بهدف استخدامها لأغراض عسكرية.
ونقلت وكالة قدس برس عن رئيس مجلس القرية سامي صادق، قوله إن سلطات الاحتلال أعدت خارطة هيكلية جديدة للقرية، بناء على قرارات من جيش الاحتلال، تحدد مساحة القرية بمائة دونم فقط، من أصل ثلاثة آلاف وخمسمائة دونم أي ما يعادل 3% من مساحة القرية.
وأشار إلى أن قرار المحكمة العليا، لم يكن قرارا قضائيا بل عسكريا، لأنه تبنى بالكامل مطالب جيش الاحتلال. موضحا أن هذا القرار يعني أنه لن يسمح للبقاء في القرية إلا لخمس عائلات تملك مساحة المائة دونم.
وذكر صادق أن 73 عائلة تسكن القرية من أصل ألف عائلة هجرت القرية بفعل عمليات المصادرة وهدم المنازل.
الأربعاء 30/4/2008