الرجاء.. عدم المؤاخذة!



من المعروف ان الاعراف لدى شعوب العالم بأطيافها وطوائفها في مناسبات الاعياد كل الاعياد بغض النظر عن نوعية الدين الذي تنتمي اليه هي فرصة سعيدة لتبادل التهاني والتبريكات وان اقدس الكلمات التي تقال في تلك المناسبة هي: كل عام وانتم بخير، ثم تستغل تلك اللقاءات لجمع القلوب والدعوات للالفة والمحبة والتمنيات الطيبة وأهمها حلول السلام بين شعوب العالم المختلفة المتخاصمة ونيل كل ذي حق حقه كما هو الحال بالنسبة لمنطقتنا عامة وشعبنا العربي الفلسطيني خاصة.
العيد سُمي عيدا لأنه يعاودنا كل سنة عادة لنفرح من جديد ونتبادل التهاني القلبية لتدخل الفرحة الى قلب كل فرد وفرد والى كل بيت وبيت، هكذا تعودنا وهذا مفهومنا للاعياد، وهكذا املنا ان تكون المناسبات، وتأتي زيارة نبينا شعيب عليه السلام في حطين ليلتقي فيها ابناء الشعب العربي الواحد مع ابناء جلدتهم المعروفيين ليجددوا التحية والتبريكات ويشددوا على اللحمة والمحبة التي تربط هذا الشعب بجميع شرائحه تحت الشعار الذي اطلقه المغفور له سلطان باشا الاطرش القائد العام للثورة العربية السورية ضد فرنسا: الدين لله والوطن للجميع.
لكن ما العمل؟ عندما تحاول فئة او عائلة معينة استغلال هذه الزيارة الكريمة للتسلط ابناء الطائفة المعروفية العربية ومقوماتها وفرض هيمنتها السياسية والدينية بدعم مقصود من السلطة واعدائها فتصبح المناسبة مهرجانا سياسيا يستغل بشكل مخجل ومخز يبعد بهجة العيد وسروره عن قلوب المهنيئين من جميع الطوائف.
نحن مع تلك المناسبة السعيدة، والسعيدة جدا، زيارة اقدس الانبياء عند المعروفيين خاصة ومن الانبياء والرسل المعتبرين المحترمين لدى بقية الاديان وذكره مصون في التوراة والقرآن المقدسين.
نحن مع زيارة تبادل التحيات والامنيات والتبريكات، ولما كان يشرفني ان انتمي الى الدوحة العربية المعروفية، فنحن نثمن عاليا مشاركة الاهل والاحبة من بقية طوائف شعبنا العربي الاصيل، لكننا نرفض كل الرفض وبشدة محاولة استغلال الزيارة لاهداف سياسية رخيصة لاظهار الهيمنة والتسلط وفتح المجال امام المنافقين الذين يدعون انهم الناطقون باسم الطائفة والطائفة منهم براء.
ان المزايدات على كياننا ومكانتنا خسيسة رخيصة لا تشرف أي معروفي كان بل بالعكس فهي تعكر صفو العيد وبهجته.
نحن لا ننكر ان هذا النهج بُدئ به منذ قيام الدولة، واصبحت ويا للعجب زيارة نبينا الكريم شعيب عليه السلام مهرجانا سياسيا ومنصة لاطلاق التصريحات المختلفة من رجالات تدعي محبة الطائفة وقيادة آمنت بذلك، حتى وصل السيل حد الزبى وفُرض السؤال لماذا فقط وفقط مقاماتنا تستغل لتلك المهاترات. فقد انتفض ابناء الطائفة وخاصة لجنة المبادرة الدرزية برئاسة المرحوم الشيخ فرهود فرهود من الرامة واوقفت تلك المهزلة واتفقت مع المرحوم الشيخ امين طريف والمشايخ الاجلاء على اقتصار الزيارة على الشعائر الدينية والاستقبال اللائق للضيوف المهنئين الكرام من باقي الطوائف.
لكن وللأسف الشديد فان الطاقم الجديد الذي يدعي الزعامة على الطائفة يحاول اعادة المنصة لتستغل مرة اخرى لمآرب شخصية فوضوية ظانين انها تخدم رغبتهم في التسلط على مقومات الطائفة ومكانتها فلهم نقول لا والف لا اعطوا الزيارة ونبيها كرامتها واحترامها. لأن ما حدث في 25/4 وتبجّح احد المدعين المتزعمين منكم امام الزائرين المحترمين والمهنئين الكرام، اننا بعنا عروبتنا من اجل الدولة هو وصمة عار في جبينكم وله ولكم نقول وعلى الملأ: "فشرت" انت تستطيع ان تبيع شيئا لك وملكك الخاص، اما العروبة فهي في دمنا وتمشي في عروقنا الى الابد ولن ينفعك نفاقك وتملقك للسلطة كما لم تنفع غيرك من قبل وحسنا فعل الاخ ابو حسين اباد خطار ابن يركا البار عندما تصدى لك وامام الجمهور الكريم قائلا: انك تتكلم باسمك وتنافق باسمك ونحن نعتز ونفتخر بعروبتنا ولن نتنازل عنها الى الابد!!
ونحن اذ نعود ونكرر للمرة الالف شكرنا وتقديرنا لكل الذين شاركونا فرحة الزيارة وخاصة رجالات الدين الاجلاء نتمنى عليهم ان لا يؤاخذونا على تفوهات ذلك المتزعم لأننا كنا وسنبقى على العهد عهد والوفاء والمحبة والاخلاص لأمتنا وشعبنا العربي الاصيل اينما كنا واينما وجد والله ولي التوفيق.

 

(يركا)

محمد رمال *
الثلاثاء 29/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع