سياسة السلطة العنصرية – الاضطهادية وحدة واحدة متعددة الاساليب – فليكن الجواب والتصدي لها بنفس المعيار!



لا لبس على احد في ان الجماهير العربية الفلسطينية مواطني "دولة العزّ" هم وحدة وأقلية واحدة لا انفصام في عراها، بتطورها وتقدمها بتراثها وانتمائها ومآسيها والأهم في تعداد المخاطر التي تحدق بها من وعلى مستقبلها في وطنها الذي لا وطن لها سواه من سياسة الحكومات الاسرائيلية على الوانها وتلونها – العدوانية وأجهزتها الاخطبوطية وعلى غياب ذكائها بحيث تجعل لكل قضية وأمر متعلق بهذه الاقلية ذراعا له خططه الحالية والقادمة بما فيها ما تحتويه غياهب جواريرهم المظلمة/الظالمة ضدنا، ولا خلاف في اننا جميعا دون استثناء مستهدفون وعلى تعدد الاطياف السياسية او التركيب الاجتماعي/الطائفي. وبودي حصر الكلام ان استطعت الى ذلك سبيلا في قضية صلف وإمعان السلطة بعزل ابناء شعبنا من الموحدين/ الدروز عنا متعاملة بكل الاساليب والحجج الخسيسة منها والواهية والتي من خلال اضطهادها وعنصريتها تجاه الجميع ستكون تلك الاساليب مستقبلا – بعد مرور وتراكم التجارب – واهية كخيط العنكبوت. وفي صلب طرحي المتواضع قضية الارض.

 

ففي دراسة للمركز العربي للتخطيط البديل حول ضائقة الاراضي في البلدات والقرى العربية المعروفية/ الدرزية جاء وبصريح العبارة ان تعامل السلطة الاسرائيلية معها لم يكن بحال من الاحوال احسن من اخواتها القرى العربية الاخرى بل لربما في بعض الحالات كان اشد سوءا. لقد سلخت "دولة العز" ثلثي الاراضي التاريخية للقرى العربية الدرزية منذ قيام الدولة ولا جدال ان عملية السلخ الجائرة هذه لم تتم لمصلحة تلك القرى ولا بأي شكل من الاشكال بل بهدف التضييق عليها وعلى ساكنيها

ان المغالط في الحقيقة نفسَه
 باغٍ على النفس الضعيفة عاد

ويصل شبح المصادرة هذا والتضييق الى حد اقتلاع الانسان جسمانيا من ارضه ومسكنه وقد حدث ذلك فعلا ابتداء من نكبة شعبنا الفلسطيني وما زال يحدث، ويحل محله مستوطنون جدد من بقاع العالم الواسع الامر الذي هو الفكر الصهيوني على ارض العمل والواقع بروحه ومادياته الكبيرة والمرتبط وثيق الارتباط بالفكر الاستعماري الغربي على اشكاله بصميم مضمونه واهدافه من نهب واستغلال واقتلاع ليصل الى تفتيت التكامل الشخصي والجماعي مغتصبا حرية التعبير، وحرية العمل وفي أي ميدان خاصة ميدان التعليم تجهيلا لأصحاب الارض والوطن ولابنائه الحقيقيين.
هذه المخططات الجهنمية لا يمكن فقط السكوت عليها بل من الواجب الوطني محاربتها والتصدي لها بكل الاشكال والاساليب المتاحة.

وأي هجاء في مقالي لعقرب
 له ولع بالشر: أنك عقرب

ان الدليل الموثوق على ما نجاهر به – كما جاء في التقرير – ان هذه الاراضي التابعة لقرانا الدرزية حُولت الى سلطة الدولة المباشرة او الى مناطق نفوذ المستوطنات اليهودية حديثة العهد والتي اقيمت بجوارها لنفس الاسباب التي ذكرت آنفا وعلى سبيل المثال لا الحصر ان قرية بيت جن وحدها فقدت 83% من اراضيها وان 16 سلطة محلية يهودية تقاسمت تلك الاراضي التي سُلخت من البلدات المعروفية واقيم عليها 26 مستوطنة يهودية جديدة. لم تحول تلك الاراضي الى ما يفيد تلك القرى العربية وسكانها ومستقبلها وبناها التحتية ومناطق صناعية ومرافق حيوية على خلافها، ليس بودي التمحيص في الارقام على شأنها الكبير واهميتها واتركها للمختصين ولكن وللتاريخ وتراكم التجربة مع سياسات الحكومات الغاصبة ان بلدات حرفيش والرامة وعسفيا ودالية الكرمل فقدت ايضا 75% من اراضيها، ومما يلفت النظر ومن شأنه اثارة اسباب المخاوف والقلق ان الكثافة السكانية في القرى المعروفية تساوي 3 اضعاف المعدل العام في البلاد، فأين سيجدون تطورهم ومستقبلهم في ظل المصادرة الغاشمة والمستمرة. ان التزايد والكثافة السكانية في ظل نقصان الارض المتعمد من سلطة الاضطهاد، وانتهاك الحقوق وغياب البنى التحتية الصحيحة والملائمة لهو قنبلة موقوتة شديدة الخطر علينا كأقلية اولا واخيرا وبودي الاقتراح بل المناشدة لدراسة هذا التقرير وحالات المصادرة الحالية ووضع البرامج المشتركة وعلى اعلى المستويات للحفاظ على ما تبقى من الاراضي العربية واستعادة ما صودر منها وصد ألاعيب السلطة المعوجة الممجوجة

يرقى الذرى ويعيش مغتبطا
 شعب على اعدائه خشن
شعب يحب بلاده فإذا
 هانت فما لبقائه ثمن

ان وضع قضية الارض بشكل موحد وموحِّد على طاولة الابحاث اليومية هي قضية حياة او موت فالارض هي التي بها ومعها وفيها وعليها ومنها ينبثق الكفاح في سبيل الكرامة والوطنية.

 

من الجدير بالبحث والمفاوضة ايضا وضعية ووحدانية يوم الارض العام لكافة ابناء شعبنا الفلسطيني وخصوصا نحن الاقلية الباقية الصامدة/الصابرة في "دولة العز" ذلك على اساس الفكرة التي نشأت ابان المصادرة في يركا لأراضي آل غبيش وهي قضية اقامة "يوم الارض الدرزي" ومحاولة استصدار رخصة لمظاهرة تضم خمسة آلاف شخص، والسؤال الشرعي الذي يُطرح لمَ هذه التجزئة والشرذمة والقضية واحدة والارض هي المرتكز ومن المستفيد، نحن لا نشك ولو للحظة بنوايا من اقترح ذلك الامر وصدقه ووطنيته وحبه للدفاع عن الارض.

آل معروف هم الصارخون اذا اُسيء الى الحمى
 والذائدون اذا اغير على الثرى

ولكن أوليس من الاجدى والاجدر والانفع توحيد الجهود ما دامت المخاطر واحدة ونحن مع شعبنا كله على وعد صادق اننا سنثبت في نضالنا المتشعب كما يثبت الصخر في وجه عاتية الرياح، فما بالك يا اخي بقضية الارض!

 

ان ديدن السلطة الحاكمة كان وما زال استنباط كل وجوه المكر والخديعة لاحباط المساعي الخيّرة لتوحيد صفوفنا حول قضايانا المشتركة والمصيرية منها ولا نستبعد تعرض بعض الزعامات التقليدية للضغط من الحكومة من اجل عرقلة كل تقارب بين ابناء الشعب الواحد، تلك الزعامات التي تضع على ابصارها غشاوة حجبتها عن رؤية المصلحة العامة الحقيقية، نحن نثبت هذا الامر لا من باب نكء الجراح واثارة المواجع من جراء مواقف تلك الزعامات بل من باب واقع لا يقبله منصف، وتنويرا لاصحاب الضمائر الحية ليطلع منهم من جهل بعض الوقائع ومن غابت عنه بعض الحقائق.

 

باعتقادي انه بانتهاجنا جميعا الاسلوب الفريد في نضالنا والمرتكز على الاسس الاخلاقية الصافية، والنزيهة من كل شائبة، لا نحيد عنها بأي دافع، وتحت أي ضغط ولا تهاون في كفاحنا طالما نمثل ذودا عن كرامة منتهكة وانتصارا لحق مستباح ولو تمادى النضال وبدا جناه بعيد المنال والامر ليس كذلك.

 

غول المصادرة ما زال فاغرا فاه في عسفيا والدالية ويانوح ويركا وكذلك في قرى المشهد والنقب وغيرها والقضية ووحدتها لا تتبدل في وجه هذه الحقيقة.

إذا بُني النظام على فساد
 ففي خرق النظام لنا نظام

ومن هنا نبعث بتحياتنا وتضامننا مع الاخوة المعتصمين في خيمة المنصورة ونحيي اهلنا في يركا على نجاحههم اثر الوقفة الجبارة ضد المصادرة وكذلك وقفة رئيس مجلس يانوح جت ضد المساس بأراضي قريتي يانوح وجت وضد مؤامرات "ماعتس"، والوكالة اليهودية والمستوطنين الجدد. ان ادعاء السلطة واذرعها بقدسية حلف الدم المزعوم بين اخواننا المعروفيين وبين "دولة العز" والخدمة العسكرية الاجبارية ما هو الا من دواعي الخداع المريب، والثابت ان عند المحك تنقلب القدسية الى عهر سياسي سلطوي وتبدو الامور على جليتها مصطدمة بصخرة التعامل على الاساس العنصري/ الاضطهادي البغيض وما الكلام بالوعود من قبل حكام اسرائيل الا من باب اتفه انواع الكرم وأقلها عناء وكلفة.

ستعلمون متى ضاق البلاء بكم
 كم في الوعود وفي الآمال من كذب
ولنردد معا وجسما واحدا
 بأسناني سأحمي كل شبر من ثرى وطني
بأسناني
ولن ارضى بديلا عنه، لو عُلقت من شريان شرياني


(كفر ياسيف)

د. جمال شريف *
الثلاثاء 29/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع