وحدة كفاحية في مواجهة العنصرية



لم نفاجأ ابدا من المعطيات الصارخة والمأساوية، الواردة في تقرير معهد "امنيبوس" عن استفحال العنصرية والتدهور الفاشي في اسرائيل والذي نشر امس الاول الاحد عشية احياء الذكرى السنوية الـ 60 لقيام اسرائيل ولنكبة الشعب العربي الفلسطيني بحرمانه من حق تقرير المصير في اطار دولة مستقلة. ففي استطلاع للرأي اجراه هذا المعهد بين الجماهير اليهودية في اسرائيل حول رؤيتهم ووجهة نظرهم للتعايش اليهودي – العربي في النقب بعد عشرين سنة عندما يكون قد مر على قيام اسرائيل ثمانون سنة!! اجاب ثلاثة وثلاثون في المائة ممن شملهم الاستفتاء انه خلال عشرين سنة سيتم اقامة جدار فصل عنصري في النقب بين التجمعات اليهودية والعربية "لدوافع امنية"!!
لم نفاجأ ابدا، خاصة وان العنصرية كمنهج ونهج كانت دائما ولا تزال مركبا اساسيا في اطار السياسة المنهجية المعادية للشعب العربي الفلسطيني ولحقوقه الوطنية، المعادية للاقلية العربية الفلسطينية، التي مارستها حكومات اسرائيل المتعاقبة منذ قيام اسرائيل وانفجار جرح النكبة الفلسطينية النازف دما. فالعنصرية والتدهور الفاشي كانا ولا يزالان احد دلائل الازمة السياسية في اسرائيل التي لا يمكن التخلص من اسقاطاتها المأساوية الا بانجاز السلام العادل الذي ينصف الشعب الفلسطيني حقه الوطني المشروع بالحرية والدولة والقدس والعودة. فمعادلة التطور والصراع تؤكد انه كلما تعمقت اكثر ازمة السياسة العدوانية والاقتصادية النيوليبرالية تصاعد المد العنصري والفاشي المعادي للعرب وللدمقراطية في اسرائيل.

 

لم نفاجأ ابدا من معطيات التقرير ونعتبرها الثمرة العلقم لسياسة التطهير العرقي العنصرية التي تمارسها السلطة واذرعها القمعية في السنوات الاخيرة لتهويد النقب على حساب اقتلاع عرب النقب من قراهم وارضهم بهدف مصادرتها وتوطين مستوطين يهود عليها. ولا يغيب عن بالنا في هذا السياق قرار حكومة اسرائيل ايام جنرال المجازر والاستيطان بتنفيذ مشروع "تطوير وانقاذ النقب والجليل" بتكلفة تقدر بسبعة عشر مليار شاقل!! ولا يغيب عن بالنا وجود احزاب عنصرية فاشية في مركز اجندتها السياسية الترانسفير وتطهير "دولة اليهود" من "الغويم" العرب.

 

ما نود تأكيده انه خلال ستين سنة ومنذ نكبة شعبنا علمتنا تجارب كفاحنا المرير في وكر ذئب العدوان ومواجهة انيابه العدوانية المفترسة، علمتنا كيف نصون حقنا في البقاء والتطور و"طعج" مخرز القهر القومي السلطوي. وكان سلاحنا الناجع في مواجهة مخططات الاقتلاع والترحيل ومصادرة الاراضي العربية ومختلف اشكال التمييز العنصري هو رص صفوف الوحدة الوطنية الكفاحية لجماهيرنا، رص وحدة الكفاح المشترك اليهودي – العربي لمواجهة التصعيد العنصري الفاشي المعادي للعرب وللدمقراطية. كما نرى من الاهمية بمكان تأكيد الاهمية القصوى لتحصين الوحدة الوطنية الكفاحية لجماهيرنا وصيانتها من الاختراق بعدوى، بفيروس الفتن الطائفية المدمرة. فسياسة التمييز القومي العنصرية السلطوية لا تفرق في ممارساتها الاجرامية، من مصادرة الاراضي الى التمييز في مجالات التعليم والصحة وغيرها، بين محمد والياس وسلمان، بين مسلم ومسيحي ودرزي، فجميعهم يدخلون في خانة "العرب" ضحايا سياسة التمييز. واليوم ونحن نواجه اخطر مؤامرة ضد الشعب العربي الفلسطيني في جميع اماكن تواجده، مؤامرة تستهدف مصادرة حقوقه الوطنية الشرعية، فان المصلحة الوطنية تستدعي رص وحدة الصف الوطنية الكفاحية والمد العنصري الفاشي وتصاعده في بلادنا يتطلب واكثر من أي وقت مضى تعزيز وحدة الصف الوطنية الكفاحية.

الثلاثاء 29/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع