هل أصبح السلام خيار حكومة اولمرت!!



اعلنت وزيرة شؤون المغتربين في الحكومة السورية بثينة شعبان، في تصريح تلفزيوني مساء امس الاول، اكدت من خلاله ما نشرته صحيفة "الوطن" السورية شبه الرسمية، ان الرئيس التركي اردوغان اتصل يوم الثلاثاء، من هذا الاسبوع بالرئيس بشار الاسد وابلغه ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت مستعد للانسحاب من كل هضبة الجولان السورية المحتلة مقابل السلام مع سوريا!!

 

كان بودنا ان يكون السلام العادل خيارا استراتيجيا لدى حكومة اولمرت – براك، وان تنسحب اسرائيل من جميع المناطق المحتلة السورية والفلسطينية منذ السبعة والستين، وهذا ما نناضل من اجله، ولكننا لا نثق بصدق الموقف الذي نقله اردوغان على لسان اولمرت، ولا ثقة لدينا بموقف اولمرت وحكومته، ونرجح اكثر ان يكون اعلان الرغبة الاسرائيلية في السلام مع سوريا يندرج في اطار التنسيق الاسرائيلي – الامريكي لابتزاز تنازلات سورية وفلسطينية ولبنانية وغيرها تخدم اهداف استراتيجية الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية في المنطقة. ونبني تقييمنا هذا على قاعدة المعطيات التالية:

 

* اولا: ان اسرائيل الرسمية الحليف المركزي الاستراتيجي للامبريالية الامريكية في المنطقة، وبناء على ذلك، فان اسرائيل لا يمكن ان تتخذ موقفا استراتيجيا سياسيا من قضايا الصراع في المنطقة دون التنسيق مع حليفها الامريكي! ولهذا، كيف يمكن تفسير حقيقة انه في الوقت الذي شنت فيه ادارة بوش عبر ممثلها في اجتماع دول جوار العراق، الذي عقد يوم الثلاثاء الماضي حملة تحريضية ضد النظام السوري واتهامه بمسؤولية مواصلة الازمة في لبنان، وفي وقت يطرح على جدول اعمال الكونغرس الامريكي موضوع "الخطر النووي السوري"، في نفس هذا الوقت يجري تسريب نبأ استعداد اولمرت للسلام مع سوريا!! أليس في الامر مناورة في اطار سياسة "العصا والجزرة" وتقسيم وظائف الموقف بين تل ابيب وواشنطن لابتزاز تنازلات سياسية من سوريا وغيرها، كما سنرى.

 

* ثانيا: ليس من وليد الصدفة ان الاعلان عن موقف اولمرت "السلمي" جاء في خضم تعثر المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية من جراء تنكر اسرائيل لثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية وتمارس تصعيدا همجيا لعمليات الاستيطان والحصار والمجازر والجرائم ضد الفلسطينيين. كما جاء توقيت الخبر عن اولمرت في وقت يجري فيه الرئيس الفلسطيني محادثات مع بوش في واشنطن. وبرأينا ان اعلان نبأ الرغبة الاسرائيلية في السلام مع سوريا جاء ايضا لابتزاز تنازلات من الرئيس محمود عباس في موضوعي القدس واللاجئين، حيث سيمارس بوش وادارته مكابس الضغط على الرئيس عباس للتنازلات في هذين الموضوعين.

 

* ثالثا: منذ بدء ادارة بوش في ممارسة استراتيجية الهيمنة في المنطقة تعمل مع حكومة اسرائيل بمختلف وسائل الترغيب والترهيب لدق الاسافين بين سوريا وايران وابعاد سوريا عن ايران وعن دعم وايواء حركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية وتدجين النظام السوري في اطار خدمة استراتيجية الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية في المنطقة. واعلان اولمرت عن السلام مع سوريا يندرج في هذا الاطار.

 

لقدأكدنا مرارا ونؤكد اليوم انه لا بديل للسلام العادل الشامل والثابت في المنطقة لضمان الامن والاستقرار والسلام لجميع بلدان وشعوب المنطقة، اما اللجوء الى استغلال تعدد مسارات التسوية بهدف الابتزاز السياسي من مختلف الاطراف من الضحايا، فلن يحل الازمة.

الجمعة 25/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع