"العروبة" كمطيّة أمريكية في "جوار العراق"



عُقد هذا الأسبوع "مؤتمر دول جوار العراق" في الكويت، والصحيح أنه كان يجب تسميته "جوار إيران"..
فقد جاءت مختلف تلخيصاته لتدور، بالتلميح المباشر تارة والموارب تارة أخرى، حول خطر "التدخل الأجنبي" في بلاد الرافدين. من هو الأجنبي بموجب قاموس المشاركين – باستثناء سوريا وإيران؟ إنه ليس جيش الاحتلال الأمريكي، ولا شركة عصابات المحاربين "بلاك ووتر" الأمريكية الخاصة المرتبطة بالجهاز الحاكم، ولا شركات "إعادة الأعمار والاستثمار" (إقرأوا: شركات النهب). "الخطر الأجنبي" هو إيران، وإيران فقط. الحقيقة، إن هذا ما سينضح فقط من مؤتمر تقوده (وتسوسه) سيدة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس.

 

ضمن هذا السياق نفسه، خرج المؤتمر بدعوة شديدة الطرافة والمأساوية معًا، مفادُها: الحفاظ على عروبة العراق. ومَن الداعي؟ إنهم ملوك وأمراء النفط والعروبة الخانعة. فتلك "العروبة" التي يدعون إليها قادرة على تحمّل أشدّ أشكال الاستغلال والنهب والإهانات الأمريكية والامبريالية عمومًا، لكنها "عروبة" لا تحتمل ولو حرفًا من الأبجدية الفارسية التي يُزعم بأنها تقتحم وتهدّد بلاد العرب. مع أنه لا متّسع لأي اقتحام هنا، وقد اقتحم زعران الكاوبوي معظم بقاعها.

 

إن العروبة في خطر فعلا، وليس في العراق فقط. بل، وربما أولا، في ممالك و"جمهوريات" الخنوع لواشنطن. أصلا، فبجريرة هذه الأخيرة تسنّت جريمة تدمير العراق.. وبالطّبع، سيصحّ هذا فقط، إذا كنا نقصد بالعروبة الكرامة الوطنية ومصالح الشعوب العربية بالعيش كريمة مرفوعة الرأس في أوطانها الحرّة.

هشام نفاع
الجمعة 25/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع